تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
حالة من الترقب على مستوى العالم بعد إعلان المكسيك تسجيل أول حالة إصابة بشرية بداء النغف، أو الدودة الحلزونية، والمعروفة بـ "آكلة لحوم البشر"، الناتج عن ذبابة الدودة الحلزونية، وذلك لامرأة سبعينية، في واقعة تثير القلق بشأن هذا الطفيل، المعروف بشراسته تجاه الأنسجة الحية، وقدرته على التسبب في مضاعفات خطيرة حال الإهمال في علاجه.
إلا أن هذا الأمر لا يمثل خطورة في مصر، في ظل اتباع إجراءات احترازية ووقائية مشددة، وضوابط ومعايير يطبقها الحجر الصحي في المطارات والموانئ والمنافذ الحدودية.
مرض حيواني
الدكتور عاصم فرج، أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة عين شمس، يؤكد قائلاً إن الدودة الحلزونية التي أصابت السيدة المكسيكية مؤخرًا، عدد المصابين بها في العالم محدود جداً، وتنتقل من الحيوان للإنسان ولكن بشكل نادر، ولا يمثل خطورة، وليس وارداً تحوله لوباء.
ورغم أن هذا المرض في الأساس حيواني، ولكنه يصيب البشر في حالات معينة، خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، ويثير القلق بسبب الأضرار الصحية التي يمكن أن يسببها، في حالة عدم تلقي العلاج المناسب.
النسيج الحي
ويوضح الدكتور محمد الباهي، أستاذ ورئيس قسم الطفيليات السابق بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، أن التدويد "وجود الدود في أي نسيج" من المشاكل الكبرى الناتجة عن تلوث الجروح، وينتج عن قدرة عدد كبير من الحشرات ذات الجناحين على مهاجمة النسيج الحيواني أو الأنسجة الأخرى، لوضع يرقاتها وبويضاتها لاستكمال دورة حياتها.
أشكال اليرقات
هذه الحشرات لها 3 أشكال، حسب أستاذ الطفيليات، أولها "تدويد متخصص"، وهي التي لها القدرة على مهاجمة النسيج الحي "سليم أو مجروح"، وثانيها "تدويد شبه متخصص"، وهي التي تنجذب إلى رائحة التعفن الناتجة عن الجروح أو المخلفات الأخرى كالقمامة، وثالثها "تدويد بالصدفة"، حيث تقوم الحشرات بوضع بويضاتها على طعام الإنسان أو الحيوان، وعندما يتناوله تصل اليرقات إلى المعدة مسببة المرض، ومن أهم أعراضه القيء، والإسهال، وتنتشر الأنواع الثلاث في كل دول العالم، ولكنها تنشط في الأماكن الدافئة، وكذلك في مواسم الخريف حيث بدء ارتفاع الرطوبة مع درجة الحرارة،
عدم التخصص
يرجع احتمالية انتقال المرض بين "الحيوان والإنسان"، إلى عدم تخصص هذا النوع من الحشرات، حيث يستهدف الأنسجة الحية وغير الحية بالأساس، وبالتالي فهي حشرة ليست متخصصة في البشر، ولا يوجد داعي للقلق بشأنها، وخاصة في حالة اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية.
فرصة الوبائية أقل
ويؤكد د. الباهي، أن التغاضي عن وجود جروح ملوثة في جسم الحيوان أمر كثير الحدوث، بينما في الإنسان لا ينتظر جرح مفتوح في جسده، ويقوم بعلاجه، وبالتالي فإن فرص الإصابة البشرية تكون أقل، وكذلك فرصة الوبائية تكون أقل.
ونحكم على الوضع بدخول مرحلة الوبائية، وذلك في حالة زيادة معدلات نمو هذه الحشرات في البيئة الحيوانية، وطالما لم تستطيع مهاجمة عدد كبير من الأدميين في نفس المنطقة أو وجود أعراض متشابهة لدى عدد كبير، فلا يوجد خطورة وباء.
إرشادات وقائية لحماية الحيوانات
ويقدم د. الباهي، مجموعة من النصائح للوقاية بالنسبة للحيوانات، باعتبارها مزرعة تزيد من عدد الحشرات حول الإنسان:
- على أصحاب المزارع وضع شبكات سلكية على النوافذ.
- عدم إخراج الحيوانات خارج المزارع وقت الشمس حيث تنشط الحشرات وقت النهار، وتسكن في الليل.
-علاج الجروح الموجودة بالحيوانات أولاً بأول.
- التخلص من النفايات بالمزارع ومجازر الحيوانات والدواجن، حيث أن رائحة مخلفاتها وتعفن البروتين بها، بيئة خصبة وعامل جذب لهذه الحشرات لوضع يرقاتها.
الوقاية البشرية
كما وجه نصائح للإنسان، مشيراً إلى أن أكثر الفئات المستهدفة بالنصيحة هم عمال المزارع والمجازر، باعتبارهم أقرب شريحة ملازمة للحيوانات، فعليهم:
- عدم التهاون في علاج أي خدوش أو بثور في أجسامهم، خاصة الأماكن المكشوفة وهي الأكثر عرضة لهجوم الحشرات، وكذلك النظافة الشخصية.
- تطهير الأسطح وتنظيفها، وعدم تكدس القمامة.
الحيوانات المعرضة للإصابة
أما عن أكثر الحيوانات عرضة لحشرة الدودة الحلزونية، فيقول د. الباهي، أن الحيوانات ذات الشعر الخفيف، فهي الاكثر عرضة للإصابة، مثل المواشي، والكلاب، مع ذلك فإن باقي الحيوانات ليسوا بمأمن منها.
الأعراض
ويوضح الدكتور علي أحمد، أخصائي الصحة العامة، أن المصاب يتعرض لهجوم على الجروح والتقرحات الجلدية، لتتغذى الحشرة على الأنسجة الحية، فتتدهور الحالة الصحية، وتظهر مجموعة من الأعراض مثل تهيج الجلد، حكة، احمرار، ظهور بثور وكتل مكان الإصابة، شعور بحركة تحت الجلد، خروج إفرازات وروائح كريهة والتهابات، وقد تؤدي للوفاة في حالة إهمالها.
المضاعفات
ومن المضاعفات المحتملة لداء النغف أو الدودة الحلزونية، إذا لم يتم العلاج في الوقت المناسب، بتر الأعضاء حال تغذت اليرقات على معظم الأنسجة في أحدها لمنع انتشار العدوى، والإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية أخرى، والتهاب القزحية وانفصال الشبكية - حال مهاجمة العين - والوفاة في الحالات الشديدة التي ينتشر فيها المرض في مختلف أجزاء الجسم، كما يسبب التسمم الدموي أو الفشل العضوي الناتج عن تلف الأنسجة.
التدخل الجراحي الحل الأمثل
يكون علاج المرض عبر التدخل الجراحي، وتنظيف الجروح وتعقيمها يومياً، واستخدام المضادات الحيوية لمنع العدوى البكتيرية، والمسكنات لتخفيف الألم، كذلك المعقمات لضمان عدم إصابة الجرح بأي نوع من التلوث.
الوضع المصري
رغم عدم تسجيل أي حالة إصابة بداء النغف حتى الآن، إلا أن وزارة الصحة والسكان تعمل منذ سنوات، على تطوير منظومة الترصد الوبائي للأمراض المعدية والنادرة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتشمل هذه المنظومة أكثر من 450 موقع ترصد موزعة على مستوى الجمهورية، إلى جانب معامل مرجعية متطورة قادرة على فحص واكتشاف الحالات الطارئة بدقة وسرعة.
وتوصي الوزارة في دليلها الوقائي المواطنين بالحفاظ على النظافة الشخصية، ومعالجة أي جروح مفتوحة بشكل فوري، والابتعاد عن البيئات الملوثة التي قد تجذب الحشرات الناقلة للأمراض، مؤكدة أن الوقاية لا تزال هي السلاح الأهم في مواجهة مثل هذه الأمراض النادرة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية