تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : مصر تحتفل بعيده اليوم.. "الحب" جوهر الرسالات السماوية
source icon

سبوت

.

مصر تحتفل بعيده اليوم.. "الحب" جوهر الرسالات السماوية

كتب:مروة غانم

مع احتفال مصر اليوم بعيد الحب، الذي يوافق الرابع من نوفمبر من كل عام، نجدد التأكيد على أن الأديان السماوية، سبقت كافة الأعراف الدولية ودعت الى الحب والتراحم ونبذ الحقد والكراهية لتعيش المجتمعات في متحابة في أمان وسلام، مهما كانت الفروق بينهم.

وهو ما أكده د. أسامة زينهم مدرس التربية الاسلامية بجامعة الأزهر، قائلا: "إن الحب والتراحم جوهر الديانات السماوية والجوانب المضيئة المشتركة بينها رغم اختلاف التفاصيل والطقوس، فالإسلام والمسيحية واليهودية تعزز قيم التراحم وتنبذ العنف والكراهية وتعتبرهما مناقضان لجوهر الايمان".

أركان الإيمان
وأشار د. أسامة إلى أن الاسلام جعل المحبة والتراحم ركنا من أركان الإيمان حيث قال النبى :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " وشجع على العفو والاحسان حيث قال تعالى :" ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " .

ولفت إلى أن المحبة هى الوصية العظمى فى تعاليم المسيح عليه السلام وتؤكد أن الرحمة والمغفرة هما طريق الخلاص والسلام، وكذلك اليهودية فهي تعتبر المحبة واجبا دينيا وأخلاقيا تجاه الآخرين حيث تركز التوراة على الإحسان للغريب والضعيف.

سر التعايش
وشدد مدرس التربية الإسلامية بجامعة الأزهر، على أن المحبة ليست شعارا عاطفيا بل هي أساس الايمان الحقيقي وسر التعايش الإنساني، إذ أن جميع الأديان ترى أن الله هو مصدر المحبة والرحمة والإحسان إلى الآخرين والطريق إلى رضا الله.

واستطرد: "لذا تدعو جميعها الى التسامح والعدل ونبذ الانتقام لتحقيق السلم الإنساني ورفع الظلم الذي يعتبر من أهم أسباب الكراهية والنزاع، كما تشجع على مساعدة الفقراء والمحتاجين وتدعو الى اصلاح ذات البين وترى أن المصلحين فى الأرض هم أحب الناس الى الله".

محبة البشر
"يوم 4 نوفمبر هو يوم الحب المصرى ابتكره الكاتب الصحفى مصطفى أمين لإعادة مشاعر الحب والود بين الناس"، كما أكد القس رفعت فكرى راعى الكنيسة الإنجيلية بروض الفرج، قبل أن يتابع، أن هذا الاحتفال لاقى هجوما شديدا لاعتقاد الغالبية أنه عيد للعشق والغرام لكنه يوم حب للجميع.

وشدد على أن الديانة المسيحية تدعو إلى محبة كل البشر ,وشعارها "الله محبة" كما أن السيد المسيح يدعو الجميع أن نحب بعضنا بعضا كما رسخ لحب الأعداء والتأليف بين القلوب، مضيفا: "الحب بلسم كل الجراح ودواء كل الخطوب ,فالحياة بدون حب صحراء قاحلة وغابة موحشة وجحيما لا يطاق ,فبدون الحب تصبح الحياة ميدان للقتال وساحة حرب لا صوت لا يعلو فيها على صوت أزيز الطائرات ورعد الصواريخ وانفجار القنابل".

نبذ التعصب الديني
واستنكر القس رفعت، التعصب الديني الذى تنبذه كل الأديان موضحا أن الانسان كلما ازداد تعصبا ,كلما انغلق على ذاته ,فقد لا يحب المسلم السنى الشيعي، وقد لا يحب المسيحي الأرثوذكسي المسيحي الإنجيلي، فالإنسان المتعصب يحب الذى يدين بنفس معتقداته، ويبغض المخالف له، أما الناضج يحب الجميع ولا يفرق بين مؤيديه ومخالفيه.

واختتم بالتشديد على أن الديانة الحقيقية ليست عبارات براقة أو عظات رنانة بل هى مشاعر نقدرها ودمعة نمسحها وبسمة نبعثها، فالأديان يجب أن تكون دعوة للتقارب وليس للتباعد بين الإنسان وأخيه الإنسان.

صفة القلوب النقية
اتفقت معه الأديبة القبطية مريم توفيق، مؤكدة أن "الحب" من أجمل الصفات وأروعها التى تميز القلوب الصافية النقية ويأتى حب الله فى المرتبة الأولى ,حب الوالدين والأبناء، حب الوطن وحب الانسان لأخيه الانسان بصرف النظر عن الدين أوالعقيدة أو الجنس .

وأضافت : العقيدة المسيحية تقوم أساسا على المحبة " محبة الله " حتى مع الأعداء , فلو خلت الدنيا من مشاعر المودة ستسود الغلظة والتوحش ومشاعر الانتقام من حقد وكراهية وبغض.

المحبة بلا رياء
وأوضحت أن المسيح عليه السلام جاء برسالة حب عظيمة أوصى بها تلاميذه حينما قال لهم :" وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضا " إنجيل يوحنا , كما ورد فى إنجيل متى قوله :" أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ".

وإستشهدت ببعض رسائل بولس الرسول لأصحابه وأهله كما ورد فى الكتاب المقدس حيث قال :" المحبة فلتكن بلا رياء كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير " وقوله كذلك :" المحبة تتأنى وترفق , المحبة لا تحسد , المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء .

رسالة الحب للبشرية
أما الدكتور محمد سالم أستاذ مساعد التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر فأوضح أن الشريعة الاسلامية تقوم على أسس وأركان عظيمة من أهمها الحب،  فرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء برسالة الحب والرحمة للبشرية جمعاء.

وكما قال الشاعر : 
للحب  تدعو ما بعثت معاديا      بل رحمة يا هاديا ومبشرا 
فالأنبياء من آدم عليه السلام الى سيد الخلق رسالتهم واحدة ودعوتهم التوحيد الخالص ومحبة الله وملائكته وكتبه ورسله .

معرفة الله
"المعرفة بالله لا تتأتى إلا بالحب"، كما قال أستاذ التاريخ مستشهدا بما ورد عن ابن مسعود حيث قال :" جبلت القلوب على حب من أحسن إليها " فالمحبة متأصلة فى كل الرسالات السماوية فلما خاطب الله موسى عليه السلام قال :" وألقيت عليك محبة منى " وقد انعكس هذا فى نصوص العهدين القديم والجديد حيث ورد فى سفر التثنيه " من ذلك أحبب  إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل قوتك".

وتابع: "ورد أيضا فى إنجيل حنا " الله محبة , ومن لا يحب لا يعرف الله " وفى القرآن الكريم تعدد وتنوع لفظ المحبة من الله للصالحين والمتقين والمصلحين والمؤمنين والمخبتين وفى المقابل لا نجد لفظ إن الله يبغض بل عبر القرآن بلفظ إن الله لا يحب , للدلالة على الأفعال التى لا يرضاها الله لعباده"، مختتما : "لذا لو طبقنا تعاليم الديانات السماوية كما هى لعم الحب البشرية واختفى الاضطهاد وانحصرت الصراعات وتوقفت الحروب فى كل مكان".     

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية