تتواتر الأنباء عن استعداد التليفزيون المصري لإنتاج مسلسل تليفزيوني يتناول السيرة الذاتية للعالمي الدكتور مجدي يعقوب، جراح القلوب الأشهر ومعشوق الملايين حول العالم.

وإذا خرج هذا العمل المرتقب إلى النور، فسيكون حدثًا فريدًا في تاريخ الدراما المصرية، إذ يعد المرة الأولى التي تُقدم فيها سيرة ذاتية شاملة لعَلَم من أعلام مصر وهو على قيد الحياة.

سيعيد هذا العمل للتليفزيون المصري دوره الريادي في تقديم النماذج الملهمة والقدوات المشرفة للأجيال العربية، كما فعل في أعمال خالدة مثل "الأيام" عن طه حسين، "دموع في عيون وقحة" من ملفات المخابرات العامة، "أم كلثوم"، "ناصر"، "إمام الدعاة"، "الملك فاروق"، "أبو حنيفة النعمان"، وغيرها من الأعمال التي لا تزال محفورة في وجدان المشاهد العربي.

ومن هنا، تأتي أهمية التحرك الجاد نحو تنفيذ مشروع مسلسل "مجدي يعقوب"، كرسالة أمل تؤكد أن الاجتهاد طريق النجاح، وأن الإخلاص في العمل يخلّد صاحبه في ذاكرة الأوطان.

إنجاز نأمل أن نتمّه قريبًا

يقول الكاتب الصحفي أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام "سنلتقي بالدكتور مجدي يعقوب خلال الأيام المقبلة من شهر نوفمبر 2025 لعقد اجتماع خاص لمناقشة تفاصيل العمل وتوضيح المحتوى الدرامي للمسلسل ومسار أحداثه."

وأضاف، اتفقنا على اللقاء ليلة افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر الجاري، وفي حال أبدى الدكتور مجدي رضاه عن الفكرة وخطوط العمل، سنعلن خريطة تنفيذ المسلسل بالكامل.

وأكد المسلماني أن اختيار هذه الشخصية نابع من العشق المتبادل بين يعقوب والمصريين،فتوثيق رحلته واجب وطني وإنساني، وإنجاز نأمل أن نتمّه قريبًا.

اختيارات الجمهور

أما الكاتب والسيناريست سمير الجمل فيوضح، نتمنى أن يرى هذا العمل النور قريبًا، وأن يُسند إلى كاتب قادر على التعامل مع هذه النوعية من الدراما حتى لا نظلم المشروع قبل أن يبدأ.

فالأعمال التي تقدم السير الذاتية لأعلام الأمة تترك أثرًا كبيرًا في الناس، كما حدث مع "الأيام" لطه حسين، و"رأفت الهجان" الذي أشعل الوطنية في قلوب المصريين، كذلك "إمام الدعاة" الذي قدّم نموذجًا مضيئًا لرجل الدين المتسامح والمجتهد.

ويختتم الجمل حديثه مشيراً إلى أن مجدي يعقوب أحد كبار الأطباء في العالم، وسيرته تثير شغف الناس قبل أن تُعرض على الشاشة، لذا علينا أن نكون عند حسن ظن الجمهور المتشوق لمتابعة هذا العمل.

خطوة تُعيد للدراما دورها التنويري

ويرى الناقد أحمد السماحي، أن خبر إنتاج المسلسل يعد خبراً ساراً للغاية، فالتليفزيون ما زال المنبر الأكثر تأثيرًا في كل بيت مصري وعربي، والكثير من الأميين يستقون معلوماتهم من الدراما التلفزيونية، ما يجعل لها دورًا تثقيفيًا وتوعويًا مهمًا إلى جانب الترفيه.

وأضاف، وجود مسلسل عن مجدي يعقوب سيُعيد الاعتبار لقيمة العلم والعلماء، ويمنح الأمل لجيل جديد من الباحثين والمجتهدين الذين أهملهم الإعلام مؤخرًا أمام صعود موجة الأعمال السطحية.

وأكد السماحي أن يعقوب ليس قيمة مصرية فقط، بل رمز إنساني عالمي، وحياته ثرية بالدراما والمثابرة والتحدي، ومن ثم فإن هذا المسلسل يمكن أن يكون بداية مرحلة جديدة من الأعمال الهادفة التي تعيد الوعي للمجتمع.

نأمل أن يُنفذ بجودة " أم كلثوم "

ورحب الناقد الفني محمد شوقي بفكرة المشروع، قائلاً إنه من الرائع أن نرى عملاً فنياً عن الدكتور مجدي يعقوب، وأتمنى أن يُنفّذ بنفس الجودة التي قُدّم بها مسلسل أم كلثوم، الذي حقق نجاحًا ضخمًا على مستوى الجماهير والنقاد.

وأوضح شوقي أن مسلسل أم كلثوم لم يكن مجرد عمل درامي، بل ظاهرة ثقافية أثرت في الناس حتى بعد عرضه، لذا يجب أن نضع هذه التجربة أمام أعيننا أثناء تنفيذ مسلسل مجدي يعقوب، ونأمل أن يُقدَّم العمل بجودة عالية في كل تفاصيله، ليُعيد الجمهور إلى متابعة الدراما الهادفة التي تُثري الوعي وتُخلّد رموز الوطن.

فمسلسل “مجدي يعقوب” ليس مجرد مشروع فني، بل رسالة تقدير لإنسان أفنى عمره في خدمة البشرية، وتأكيد على أن الدراما المصرية قادرة على استعادة مكانتها متى ما اجتمع الإخلاص والإبداع.