تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : مركز دراسات الشرق الأوسط: إيران وسط ديناميكيات جيوسياسية متضاربة
source icon

سبوت

.

مركز دراسات الشرق الأوسط: إيران وسط ديناميكيات جيوسياسية متضاربة

كتبت زكية يازدانشيناس، وهي زميلة أبحاث أولى في مركز دراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية في طهران، مقالاً نشره معهد الشرق الأوسط بعنوان "إيران وسط ديناميكيات جيوسياسية متضاربة في الشرق الأوسط"، استهلته قائلة إن هناك شرقاً أوسطاً جديداً يبرز الآن مع تكشف توجهين متناقضين لخفض التصعيد في منطقة الخليج العربي وجولة جديدة من الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين في آن واحد.

ويأتي هذا التحول بعد فترة التدخل العسكري الأمريكي المكثف في المنطقة، والانتفاضات المدنية الفاشلة للربيع العربي، وظهور تنظيم داعش وتراجعه، وعدد من الصراعات المتوترة بالوكالة.

وبينما اتخذت القوى الإقليمية خطوات لتخفيف التوترات في السنوات الماضية –حيث أعطت المملكة العربية السعودية الأولوية للتنمية الاقتصادية ورؤية 2030، وأعادت تركيا ضبط علاقاتها الثنائية مع دول مجلس التعاون الخليجي، وانتهت مقاطعة دولة قطر بإعلان قمة العلا في يناير عام 2021، وقطعت إسرائيل خطوات واسعة نحو التكامل الإقليمي من خلال اتفاقيات أبراهام ومحادثات التطبيع مع السعودية، واستأنفت طهران والرياض العلاقات الدبلوماسية بعد توقفها لسبع سنوات– جاءت هجمات 7 أكتوبر كتذكير بأن المنطقة لن تتجاوز المخاوف الأمنية إلا بعد معالجة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وفي الوقت نفسه، تحاول إيران استخدام أفضل أدوات النفوذ المتاحة لديها وتشكل موقفها تجاه خفض التصعيد الإقليمي والصراعات الجديدة التي تتكشف في الشرق الأوسط.

وتنظر إيران إلى توجه خفض التصعيد الحالي في الخليج باعتباره نتيجة لإنجازاتها الأمنية على مدى العقد الماضي من الزمن، حيث تعتقد أن دورها الإقليمي المحدد بدأ يترسخ بشكل مشروع أخيراً، وهو ما يوفر أرضاً خصبة للتصالح الإقليمي.

فقد جعلت التطورات الإقليمية التي أعقبت الانتفاضات العربية إيران قوة جيوسياسية مهيمنة في الشرق الأوسط؛ ونتيجة لذلك، تعزي السلطات الإيرانية الميل المتزايد لدى السعودية والدول العربية الأخرى لتحسين العلاقات مع إيران إلى قبولها لها باعتبارها قوة إقليمية لا غنى عنها.

ويتمثل السؤال الذي يطرح نفسه الآن في كيف تتصور إيران مستقبل المنطقة بعد خفض التصعيد ومدى تطور العلاقات الثنائية مع خصومها الإقليميين، وخاصة السعودية.

ويمكن العثور على إجابة من خلال قراءة ما بين سطور خطاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في سبتمبر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

فباختصار، ترى إيران أن الاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية في جميع أنحاء المنطقة متداخلان؛ وعلى حد تعبير رئيسي، يعتمد استقرار الأمن في الشرق الأوسط على التعاون الاقتصادي الهادف بين القوى الإقليمية والتنمية الجماعية.

ولا تبدو إيران، التي تدرك جيداً حقيقة أن السعودية تعمل على تعزيز استقلالها الأمني وتنويع خيارات سياستها الخارجية، مستعدة لمجرد تمهيد الطريق أمام الرياض للدفع بأجندتها التنموية.

وإذا أدركت إيران أن خصمها يستفيد أكثر من هذا التوجه الجديد نحو خفض التصعيد، فقد تختار التراجع عنه.

كما ساعدت الحرب الحالية في الشرق الأوسط على منح إيران المزيد من الخيارات؛ وبالتالي، يمكن أن يساعد توسيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف في الحفاظ على إمكانية تحقيق السلام والاستقرار.

وتستطيع القوى الخارجية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين الاضطلاع بدور بناء في تحقيق الاستقرار في المنطقة؛ وسيشكل إحياء المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي وعقد قمة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي إجراءات أولية تساعد على استقرار عملية خفض التصعيد. ويمكن للصين، باعتبارها شريكاً استراتيجياً لمعظم دول الخليج، أداء دور نشط في توسيع العلاقات المتعددة الأطراف بين إيران ودول الخليج العربية.

ومن ناحية حرب غزة، أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن إيران لم تكن متورطة في هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، ودعا صناع القرار الإيرانيون إلى وقف عاجل لإطلاق النار في غزة.

غير أن الحرب قدمت لإيران فرصة كبيرة لحماية إنجازاتها الإقليمية والسعي إلى تحقيق أهداف جديدة: فأولاً، أثبتت الحرب اعتقاد إيران بأن تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل لا يقود إلى الأمن والاستقرار الإقليميين، بل إلى انعدام الاستقرار والفوضى؛ وثانياً، شكلت هذه الهجمات تحديات داخلية عديدة لحكومة نتانياهو، ما يجعل من الصعب عليها البقاء في السلطة؛ وثالثاً، أثبت دور إيران المحوري في "محور المقاومة" عدم إمكانية استغناء القوى الخارجية عنها، بما في ذلك الولايات المتحدة.

فقد أظهر هذا الوضع الفوضوي للقوى الإقليمية والعالمية أنه من غير الممكن إعادة تعريف النظام الإقليمي دون إيران.

وبالنظر إلى نفوذها على شبكة محور المقاومة، تضطلع إيران بدور رئيسي في توسيع نطاق الحرب في غزة أو الحد منه؛ وبوسعها أن تعمل كوسيط غير رسمي لتسهيل وقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى، كما فعلت مع إطلاق سراح 23 رهينة تايلاندية في أواخر نوفمبر عندما توسطت بين حماس والمسؤولين التايلانديين.

وعلاوة على ذلك، ينظر مواطنو الدول العربية إلى الوضع في غزة بشكل مختلف عن نظر نخبهم الحاكمة، وتؤجج هذه الفجوة أيضاً التحديات التي تواجه دول الخليج العربية للالتزام باتفاقيات أبراهام ومهمتها المتمثلة في تحقيق توازن مناهض لإيران.

وتختتم الكاتبة المقال بالإشارة إلى أن إيران، التي كانت منبوذة في النظام الإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ ثورة 1979، تمكنت من التكيف لتحقيق مصالحها الأمنية وسط الفوضى والأزمات الإقليمية.

وبينما تدعم طهران إنشاء آلية أمنية إقليمية محلية، فإنها تدرك أن الولايات المتحدة لن تنسحب بالكامل من الشرق الأوسط في المستقبل القريب؛ وأن دول الخليج تسعى أيضاً إلى توسيع علاقاتها الأمنية مع واشنطن.

ونتيجة لذلك، تنظر إيران إلى الصراعات الجيوسياسية والأمنية في المنطقة باعتبارها فرصة للتمسك بموقفها والاستفادة منه لتعزيز مصالحها الوطنية المحددة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية