تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : مركبات جدعون.. خطة إسرائيلية "توراتية" لاحتلال غزة
source icon

سبوت

.

مركبات جدعون.. خطة إسرائيلية "توراتية" لاحتلال غزة

كتب:مصطفى أمين عامر

لا تتوقف إسرائيل عن استدعاء النصوص الدينية التوراتية في حروبها، كجزء من إحياء العقيدة اليهودية وبث الروح القتالية بين جنودها لارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، وتُعد خطة "مركبات جدعون" أحدث حلقات هذه المخططات الصهيونية، التي أُطلقت مؤخرًا على عملية عسكرية برية واسعة النطاق في قطاع غزة.

رمزية دينية واستراتيجية عسكرية
يرى علاء مطر، الكاتب المتخصص في الشأن الفلسطيني، أن تحركات الجيش الإسرائيلي تحت هذا الاسم ما هي إلا استدعاء للنصوص الدينية اليهودية. فشخصية "جدعون" في التاريخ اليهودي تمثل القائد العسكري الذي نقل شعبه من الضعف إلى القوة، ومن الانكسار إلى النصر، وبالتالي، فإن ترويج اسمه كرمز للشجاعة وحسن التخطيط يُعَدّ دفعة معنوية للجنود الإسرائيليين المرهقين بعد حرب تجاوزت عامًا ونصف العام منذ أكتوبر 2023.

وأضاف أن استخدام هذا الاسم يعكس رؤية استراتيجية تتجاوز العمل العسكري المباشر، نحو تشكيل واقع سياسي وأمني جديد يعتمد على تحديث ثلاثي الأبعاد يشمل:

- تحديث الأسلحة: تركيز على الدبابات والمدرعات.
- التقنيات المتقدمة: مثل الذكاء الاصطناعي، وأنظمة التحكم عن بُعد، والدفاع الجوي.
- إعادة هيكلة القوات البرية: لزيادة فاعلية الهجوم والسيطرة.
- أهداف الخطة: من التطهير العرقي إلى إعادة رسم الخريطة

أكد مطر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتبر هذه الخطة "الفرصة الأخيرة" لتنفيذ ما عجز عنه سابقًا، خاصة قبل أي تسوية سياسية غير مرغوب فيها، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسيطر بالفعل على رفح وأطراف خان يونس والشريط الشرقي لغزة، بالإضافة إلى حيي الشجاعية والزيتون وبيت حانون وبيت لاهيا، بهدف اقتطاع أجزاء واسعة وفرض "سيادة أمنية إسرائيلية" دائمة.

وتوقع أن تدفع الخطة السكان نحو المناطق الساحلية، خاصة خان يونس ورفح، بعد تحويل المناطق الشرقية إلى مناطق عسكرية مغلقة، مما يضع الفلسطينيين أمام خيارين مرّين: التهجير القسري أو العيش تحت ظروف كارثية، وهو ما يُضعف ورقة الضغط التي تمثلها قضية الأسرى لدى حماس.

واختتم مطر بالقول: "ما يُحضَّر له ليس معركة عسكرية فحسب، بل تطهير عرقي شامل يهدف إلى إعادة تشكيل غزة بالقوة، وفرض هيكل أمني يخدم المصالح الإسرائيلية على المدى البعيد".

الخلفية الدينية والتوسع الاستيطاني
من جانبه، أوضح إسلام كمال، الخبير في الشئون الإسرائيلية، أن اسم "جدعون" (بمعنى المصارع في العبرية القديمة) هو استدعاء لرمزية توراتية تمثل "المخلّص" الذي يُعجل ببناء الهيكل، مما يكشف النية الكامنة وراء إحياء المشروع الاستيطاني.

وكشف أن الهدف الرئيسي للخطة هو:
- ترحيل الفلسطينيين إلى رفح ثم سيناء عبر محور "ميراج" والمحور الطولي الجديد.
- ضم أراضي غزة، وعسكرة منظومة المساعدات الإنسانية.
- تسليم القطاع للإدارة الأمريكية بشكل غير مباشر.

وأشار كمال إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير هو مهندس الخطة، مما يدل على تصاعد نفوذه رغم التكهنات السابقة بتهميشه.

المقاومة.. التحدي الوحيد
رغم هذه الخطط، تؤكد المشاهد الميدانية استمرار المقاومة الفلسطينية عبر تفجير العبوات الناسفة، وعمليات القنص، وتفخيخ الأنفاق، مما تسبب في زيادة الخسائر الإسرائيلية رغم ادعاءات التفوق التقني.

السيناريو الأسوأ
حذر كمال من أن فشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق أي اختراق خلال زيارته المرتقبة للمنطقة قد يؤدي إلى اتساع دائرة الحرب، مع تفاقم خطر المجاعة وانتشارها في غزة، مما يعني مزيدًا من الضحايا في الفترة المقبلة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية