تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : مر البطارخ.. "ترامادول طبيعي" يساعد على التخسيس من وصفات الجدات
source icon

سبوت

.

مر البطارخ.. "ترامادول طبيعي" يساعد على التخسيس من وصفات الجدات

كتب:شيماء مكاوي

رائحة نفاذة، طعم مُر، وسمعة ضاربة في جذور الطب الشعبي منذ مئات السنين.. إنه "مر البطارخ"، أو ما يُعرف أيضًا بـ "المر الأفريقي" أو "المر الحجازي"، مادة راتنجية طبيعية تُستخرج من أشجار تنمو في مناطق أفريقيا والجزيرة العربية، تتميز بلونها البني الداكن المائل إلى الأحمر، وتدخل في وصفات علاجية وجمالية متعددة، مما جعلها مادة مثيرة للجدل بين من يعتبرونها "صيدلية طبيعية"، ومن يحذرون من سوء استخدامها.

الفوائد الطبية 
لطالما ارتبط مر البطارخ بالعلاج الشعبي، فقد اعتاد الناس استخدامه قديمًا كدواء واسع المفعول يعالج أكثر من عارض في آن واحد، هذا ما أكده الدكتور محمد عفيفي اخصائي التغذية بالمعهد القومي للتغذية، ومن أبرز فوائده أنه يساعد على تهدئة اضطرابات المعدة، ويخفف من حالات عسر الهضم والانتفاخ.
وتابع، كما أنه يستخدم كعلاج طبيعي لمشكلات الفم واللثة بفضل خصائصه القادرة على مقاومة البكتيريا، مما يجعله فعالًا في مواجهة التقرحات ورائحة الفم الكريهة، كما أنه معروف بفعاليته في احتواءه على مكونات مضادة للالتهابات، إذ يلجأ إليه في تخفيف آلام المفاصل وبعض التورمات الجلدية، ويحتوي على عناصر طبيعية لها دور في محاربة الجذور الحرة مما يجعله علاج وقائي من مرض السرطان، كما أنه يقي من بعض الأمراض المزمنة.

ترامادول طبيعي
يصفه البعض بهذا الوصف نظرًا لقدراته الملحوظة في تسكين الألم، خصوصًا آلام المفاصل والأسنان والتهابات الجسم المستمرة، ويقول د. عفيفي إن المواد الراتنجية التي يتكون منها تمنح الجسم شعورًا بالراحة وتُخفف من حدة الألم، الأمر الذي جعله بديلًا تقليديًا لبعض المسكنات الكيميائية.

لكن حول تشبيه بـ "الترامادول" فهو تشبيه بعيدًا للغاية، حسبما أكد د. عفيفي لاسيما أن تأثيره يبقى محدودًا ولا يصل لقوة الأدوية المسكنة الطبية، بل إن الإفراط في تناوله قد يقود إلى نتائج عكسية، أبرزها إرهاق الكبد والكلى، كما أن الجرعات العالية قد تُسبب خمولًا ودوارًا، وهو ما يستدعي الحذر والاعتدال في استخدامه.

جمال البشرة 
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة حنان الكحكي أستاذة الأمراض الجلدية، أن مر البطارخ يمتد أثره ليشمل العناية بالبشرة أيضًا، حيث يُستخدم كعلاج موضعي في بعض الوصفات الطبيعية.

 وأشارت إلى أن خصائصه المضادة للبكتيريا تجعله فعالًا في مواجهة حب الشباب والتهابات الجلد، كما يساعد عند مزجه بمكونات طبيعية أخرى في تفتيح لون البشرة وتوحيدها.

وأضافت د. الكحكي أن مر البطارخ يعمل كذلك كمرطب طبيعي، يخفف من جفاف الجلد والتشققات، مؤكدة أن الوصفات المنزلية يجب أن تكون بتركيزات معتدلة لتفادي أي تحسس جلدي.

وقالت إن هناك خلطة طبيعية يمكن استخدامها على البشرة، وتتكون من ملعقة صغيرة من مسحوق مر البطارخ المطحون، مع ملعقة كبيرة من عسل النحل الطبيعي، ونصف ملعقة من الزبادي أو اللبن الرائب، ويخلط المزيج جيدًا حتى يتجانس، ثم يوزع على بشرة الوجه بعد تنظيفها، ويترك من 10 - 15 دقيقة فقط قبل أن يغسل بالماء الفاتر.

وأضافت د. الكحكي أن هذا الماسك يساعد في تنقية المسام، تهدئة الالتهابات، وتوحيد لون البشرة بفضل مضادات الأكسدة والمركبات الطبيعية الموجودة به، مع التأكيد على ضرورة تجربة كمية صغيرة على جزء من الجلد أولًا لاختبار الحساسية.

التخسيس
في السنوات الأخيرة، ارتبط اسم مر البطارخ ببرامج التخسيس والوصفات الطبيعية لإنقاص الوزن، وعن هذا تحدث الدكتور مصطفى البحيري، استشاري التغذية والسمنة والنحافة، وقال: إن مرارة طعمه تقلل الشهية وتحفز عملية الحرق "حرق السعرات الحرارية"، كما أن تناوله مع الماء الدافئ أو إضافته إلى بعض المشروبات العشبية قد يساعد في إذابة الدهون تدريجيًا، لكن لا يمكن الاعتماد عليه وحده كوسيلة للتخسيس، إذ يجب أن يكون مجرد عامل مساعد بجانب نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، ويجب تناوله تحت إشراف طبي.

وصفات الجدات تحت المجهر
بين وصفة الجدات وصرامة المعمل، يواصل مرّ البطارخ إثارة فضول الباحثين، فالراتنج المعروف بطعمه المرّ ورائحته الدافئة لم يعد تراثًا فقط، بل مادة تختبر اليوم في مختبرات وجامعات حول العالم، خصوصًا في صحة الفم، الالتهابات الجلدية والمعوية، والأورام، وقد أثبتت الدراسات الحديثة التي أجريت عليه الآتي: 

- صحة الفم واللثة: تجارب سريرية حديثة أظهرت أن مضمضة مر البطارخ تقلل التهابات اللثة وتساعد في شفاء جروح الفم بعد الخلع.
- الأمراض الجلدية: أبحاث ما قبل سريرية على الصدفية أوضحت أنه يقلل تكاثر الخلايا الملتهبة ويخفف الالتهاب الجلدي، لكن لم يتم اجراء تجارب بشرية بعد.
- الأمعاء: دراسات معملية أثبتت أنه يحمي جدار الأمعاء من التلف في حالات الالتهاب، مما قد يفيد مستقبلًا في أمراض القولون.
- الألم والالتهابات: له تأثير مسكن في التجارب الحيوانية، مما جعله يوصف شعبيًا بـ "الترامادول الطبيعي"، لكن الأطباء يؤكدون أن فعاليته محدودة ولا تُغني عن الأدوية.
- الأورام: مركباته أظهرت قدرته على إبطاء نمو بعض الخلايا السرطانية في المختبر، لكن الأدلة السريرية على البشر ما زالت ضعيفة.
- التخسيس وسكر الدم: تجارب على الحيوانات بينت أنه يقلل زيادة الوزن ويحسن الدهون والسكر، لكن لا يوجد إثبات سريري قاطع على البشر.

الأضرار والتحذيرات
ورغم فوائده المتعددة، فإن مر البطارخ ليس آمنًا تمامًا، وسوء استخدامه قد يقود إلى مشكلات صحية، هذا ما أكده د. البحيري والذي شدد على أن الإفراط في تناوله قد يسبب اضطرابات معوية حادة، مثل الإسهال أو التقلصات، وقد يؤدي إلى تسمم كبدي عند تناوله بجرعات عالية ولفترات طويلة، كما أن تأثيره سلبي على ضغط الدم ومستويات السكر، مما يجعله خطرًا على بعض أصحاب الأمراض المزمنة.

الفئات الممنوعة من استخدامه
ينبغي الحذر الشديد عند التفكير في استخدام مر البطارخ، وحدد د. البحيري بعض الفئات الممنوع عليهم استخدامه تمامًا وهم: 

- الحوامل والمرضعات: لأنه قد يسبب انقباضات رحمية تؤدي إلى الإجهاض أو يؤثر على لبن الأم.
- مرضى الكبد والكلى: لأن مكوناته قد تؤذيهم.
- مرضى الضغط والسكري: إذ قد يتسبب في عدم استقرار حالتهم الصحية.
- الأطفال: نظرًا لحساسية أجهزتهم المناعية والهضمية.

يبقى مر البطارخ مادة طبيعية غنية بالفوائد، لكنه في الوقت نفسه يحمل وجهًا آخر من المخاطر إذا استُخدم بشكل عشوائي، فهو أشبه بـ "سلاح ذو حدين"، ولعل النصيحة الأهم التي وجهها الأطباء هي ألا نستخدم مر البطارخ إلا باعتدال، وبعد استشارة متخصصة، فليس كل ما هو طبيعي آمنًا تمامًا.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية