تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : مخاطر الأعواد القطنية.. من تنظيف بسيط إلى فقدان السمع
source icon

سبوت

.

مخاطر الأعواد القطنية.. من تنظيف بسيط إلى فقدان السمع 

كتب:مروة علاء الدين 

يلجأ كثيرون إلى استخدام الأعواد القطنية لتنظيف الأذن من الشمع، باعتبارها وسيلة بسيطة وسريعة وآمنة، غير أن هذه العادة اليومية، التي تبدو غير ضارة في ظاهرها، قد تتحول إلى سبب مباشر لمشكلات صحية خطيرة، قد تصل إلى مضاعفات مزمنة تؤثر على السمع وجودة الحياة.

فشمع الأذن ليس مجرد شوائب يجب التخلص منها، بل يُعد خط دفاع طبيعيًا يحمي قناة الأذن من الغبار والبكتيريا والالتهابات، ومع تزايد التحذيرات الطبية، بات من الضروري إعادة النظر في استخدام الأعواد القطنية، والبحث عن طرق أكثر أمانًا للعناية بالأذن دون تعريضها لمخاطر غير محسوبة.

خرافة النظافة
يقول الدكتور محمود عبد الرحمن، استشاري الصحة العامة والطب الوقائي، إن الاعتقاد بضرورة تنظيف الأذن من الداخل يُعد خرافة صحية قديمة، ترسخت في أذهان كثيرين باعتبارها جزءًا من النظافة الشخصية اليومية، مثل غسل الأسنان أو اليدين.

ويوضح أن هذا المفهوم الخاطئ انتقل عبر الأجيال دون مراجعة طبية، خاصة في البيوت التي تربط بين وجود شمع الأذن وقلة النظافة، رغم أن الشمع في حقيقته مادة وقائية طبيعية ينتجها الجسم لحماية القناة السمعية.

ويضيف أن انتشار الأعواد القطنية في الأسواق، والترويج لها في الإعلانات باعتبارها أداة نظافة يومية، ساهم في تعزيز هذا السلوك الخاطئ دون توضيح مخاطره، إلى جانب دور العادات الأسرية، حيث نشأ كثيرون وهم يشاهدون الأهل يستخدمون الأعواد القطنية باعتبارها ممارسة آمنة.

سلوك جماعي بلا وعي
ويؤكد استشاري الصحة العامة أن خطورة هذه الخرافة لا تكمن فقط في الخطأ الطبي، بل في كونها سلوكًا جماعيًا يُمارس دون وعي، ما يفسر استمرار مشكلات انسداد الشمع والتهابات الأذن رغم التحذيرات الطبية المتكررة، وشدد على ضرورة تصحيح مفهوم النظافة السمعية، وفهم أن الأذن عضو ذكي قادر على تنظيف نفسه ذاتيًا دون تدخل خارجي.

تحذير طبي
في هذا السياق، يقول الدكتور أحمد سامي، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، إن الأعواد القطنية تُعد من أخطر الممارسات الصحية الخاطئة، إذ قد تُلحق ضررًا مباشرًا بالقناة السمعية وطبلة الأذن، مؤكدًا أن لهذه العادة أضرارًا متعددة قد تبدأ بمشكلات بسيطة، لكنها قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة.

أضرار مؤكدة
ويستعرض أخصائي الأنف والأذن والحنجرة أبرز الأضرار الصحية الناتجة عن استخدام الأعواد القطنية، وتشمل:
1- شمع متراكم: بدلًا من إزالة الشمع، يدفع كثير من المستخدمين الشمع إلى عمق القناة السمعية، ما يؤدي إلى انسداد الأذن والشعور بالامتلاء وطنين الأذن، وقد يصاحبه ضعف مؤقت في السمع. ومع استمرار التراكم، تتحول القناة السمعية إلى بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا والفطريات، ما يزيد من خطر الالتهابات المزمنة.

2- إصابات مباشرة: إذ يحذر الطبيب من أن جلد القناة السمعية شديد الحساسية، وقد يتعرض لجروح أو خدوش نتيجة الاستخدام الخاطئ للأعواد القطنية، ما يفتح الباب أمام العدوى والالتهابات المؤلمة. وفي بعض الحالات، قد يؤدي إدخال العود بعمق إلى ثقب في طبلة الأذن، وهي حالة تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا، وقد تسبب فقدانًا مؤقتًا أو دائمًا في السمع.

3- عدوى محتملة: ولا تتوقف المخاطر عند هذا الحد، إذ قد تنقل الأعواد القطنية البكتيريا من اليد أو من سطحها إلى داخل الأذن، خاصة في حال وجود جروح دقيقة. كما أن الإزالة المتكررة للشمع الطبيعي تُضعف الحماية الفطرية للأذن، ما يزيد من احتمالات الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية المعروف بـ«أذن السباح».

4- تعطيل التنظيف الذاتي: تمتلك الأذن آلية طبيعية لتنظيف نفسها، حيث يتحرك الشمع تدريجيًا إلى الخارج مع حركة الفك أثناء الكلام أو المضغ. إلا أن الاستخدام المستمر للأعواد القطنية يعطل هذه الآلية، ويدفع الأذن إلى إفراز كميات أكبر من الشمع كآلية دفاعية، لتدخل في حلقة مفرغة من التراكم والانسداد والالتهاب.

خطر مضاعف على الأطفال
من جانبها، توضح الدكتورة منى أحمد، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، أن استخدام الأعواد القطنية لتنظيف الأذن أصبح سلوكًا شائعًا داخل العديد من البيوت المصرية، بل تلجأ إليه بعض الأمهات عند العناية بآذان أطفالهن، اعتقادًا منهن أنه دليل على النظافة والاهتمام، إلا أن الحقيقة الطبية تشير إلى أن شمع الأذن ليس مادة ضارة، بل يلعب دورًا وقائيًا مهمًا في حماية قناة الأذن من الميكروبات والأتربة والجفاف.

نصيحة وقائية
تحذر د. منى من أن التنظيف الخاطئ للأذن باستخدام الأعواد القطنية قد يؤدي إلى التهابات مؤلمة، خاصة لدى الأطفال، نظرًا لحساسية قنواتهم السمعية ودقة أنسجتها، مشيرة إلى أن الإفراط في إزالة الشمع قد يأتي بنتائج عكسية.

وتنصح بالاكتفاء بتنظيف صيوان الأذن الخارجي فقط باستخدام منشفة صغيرة مبللة، مع ترك الجزء الداخلي للأذن لينظف نفسه ذاتيًا دون أي تدخل، مضيفة أن الطرق غير الصحيحة في تنظيف الأذن قد تتسبب في أضرار جسيمة، من بينها تلف طبلة الأذن أو عظيمات الأذن الوسطى، ما قد يؤدي إلى تسرب السوائل الداخلية وحدوث نوبات دوار شديدة، وربما فقدان السمع بشكل دائم، فضلًا عن أن جرح الجلد الرقيق داخل الأذن يفتح المجال أمام العدوى والالتهابات المصحوبة بآلام حادة.

عادات ضارة يجب التوقف عنها فورًا
ولتجنب هذه المخاطر، توصي د. منى بالإقلاع عن عادات خاطئة شائعة، أبرزها:
- استخدام أدوات مدببة مثل الأظافر الطويلة أو الإبر أو المفاتيح.
- التشميع بشموع الأذن، التي أثبتت الأبحاث الطبية عدم فاعليتها وخطورتها.
- حقن المياه داخل الأذن دون تجفيف جيد، ما قد يؤدي إلى التهابات فطرية مزمنة.

من واقع العيادات
يؤكد الدكتور أحمد السعدي، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، أن الأعواد القطنية تمثل سببًا رئيسيًا لمشكلات الأذن التي يشاهدها يوميًا داخل العيادات، قائلًا: «أشاهد أسبوعيًا حالات انسداد شمعي بسبب الأعواد القطنية، والأخطر أن بعض المرضى يأتون وهم يعانون من ثقب في طبلة الأذن نتيجة استخدام عود قطني واحد فقط».

البديل الآمن
ويشدد على أن إدخال أي أداة داخل الأذن، حتى الأعواد المخصصة للأطفال، يمثل خطرًا حقيقيًا، مشيرًا إلى أن إزالة الشمع بالقوة قد تؤدي إلى إصابات مباشرة أو نوبات دوار.

ويوصي بالحرص على تجفيف الأذن جيدًا بعد الاستحمام أو السباحة، وعدم استخدام أي قطرات أو محاليل دون استشارة طبية، وإجراء فحص دوري لدى طبيب الأنف والأذن والحنجرة عند تكرار الشكوى.

وفي الختام، تبقى الأذن عضوًا لا يحتاج إلى أعواد قطنية لتنظيفه، بقدر ما يحتاج إلى وعي صحيح بوظيفته وآلية حمايته الطبيعية، فالتخلي عن هذه العادة البسيطة قد يكون خطوة فارقة في الحفاظ على السمع وتجنب مضاعفات صحية لا تُحمد عقباها.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية