تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مشمش العمار.. يعرفه كل عاشق لتلك الفاكهة اللذيذة في مصر، فهو يتسم باللون البرتقالي المشرب بالحُمرة، والطعم السكري الجميل، فضلا عن رائحته المميزة التي تعرفها على بعد أمتار خلافا لغيره من الأنواع.
مشمش العمار، يعرف بهذا الاسم نسبة لقرية العمار التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، ورغم قصر عمره في الأسواق والذي لا يتجاوز شهرين، إلا أنه يعد محصولها الرئيسي الذي تعيش عليه بقية العام، وتقوم عليه أفراحها ومناسباتها وكل ما يتعلق باقتصاد ودخل أهلها .
انتكاسة غير متوقعة
"مشمش العمار.. الذي يبدأ حصاده تقريبا، مطلع مايو من كل عام أصابته هذا العام انتكاسة غير متوقعة، وانهار محصوله مقارنة بحجم إنتاج العام الماضي، بسبب التغيرات المناخية، إذ ارتفعت درجات الحرارة بشكل مفاجئ، ثم انخفضت، وتساقطت الأمطار ما تسبب في تساقط أزهار المشمش، التي تؤشر لحجم الإنتاج"، كما أوضح الحاج أنور عرفه، أحد أكبر مزارعي وتجار قرية العمار، قبل أن يوضح أن موجة الأمطار الكبيرة التي أعقبت هذا التغير في درجات الحرارة، أدى إلى تساقط الثمار التي كانت في مرحلة التكوين على الشجر والتي نجت من التغير في درجات الحرارة.
وقدر الحاج أنور، حجم ثمار المشمش على الأشجار هذا العام بنحو 30 %، من إنتاج العام الماضي، مشيرا إلى أن المبيدات والأسمدة التي استخدمها المزارعين هذا العام، كان أغلبها لا يؤدي إلى نتائج، خاصة وأن الأسمدة هذا العام كانت إنتاج بير السلم.
وناشد الحاج عرفه، هيئة سلامة الأغذية، بالتحرك سريعا لمراقبة مصانع المربى، إذ قام بعضها بشراء المشمش المصاب، والمريض المتساقط أسفل الشجر، من عدد من الفلاحين ممن وصفهم بـ"معدومي الضمير"، وهس ثمار غير صالحة للأكل، مناشدا وزارة الزراعة أيضا، بالتدخل لمراقبة جودة الأسمدة التي توزع على الفلاحين، إذ يضطروا للسفر إلى كفر الزيات، للبحث عن الأسمدة الجيدة، بأسعار مرتفعة، وفي النهاية يتسبب الأمر في ارتفاع التكلفة عليهم وتكبدهم خسائر لا طاقة لهم بها.

أسمدة مغشوشة
في نفس السياق، وتأكيدا لحديث الحاج عرفة، أكد الحاج ابراهيم مصطفي من كبار المزارعين أيضا، أن الغش في المبيدات وقيام بعض تجارها بتقليد العلامات التجارية لأنواع أسمدة شهيرة، بـ"مغشوشة"، يتسبب في كوارث للمزارعين، فإضافة لأنها لا تقاوم الأمراض، فهي أيضا تتسبب في ارتفاع معدلات الإصابة بـ"الندبة الصفراء" وذبابة الفاكهة، ما نتج عنه إصابة ثمار المشمش بـ"الدود"، وانتشار دود حفارات السيقان الذي يتسبب في تآكل الأشجار، مطالبا أساتذة كليات الزراعة وباحثيها بالتدخل السريع لإيجاد حلول جذرية للأمراض التي تصيب ثمار المشمش وأشجاراً.
وتطرق يوسف إبراهيم، أحد مزارعي المشمش بقرية العمار، إلى أن مشاكل انهيار محصول المشمش في قريته، بدأت بعد قيام يوسف والي وزير الزراعة الأسبق قبل أكثر من 20 عاما، برش كميات كبيرة من المبيدات علي أشجار المشمش بالقوة الجبرية، من خلال الطيران الزراعي ، وكانت النتيجة أن المبيدات التي استخدمت بدلا من أن تقضى على الآفات تسببت في إصابة الأشجار بالشلل ، و بدأت أوراقها تتساقط وأصيبت بمجموعة من الأمراض، من بينها "الأشلة" و"التصمغ" وانتشار العنكبوت ، الذى نشر خيوطه على أشجار المشمش ومنع الهواء عنها فذبلت وماتت ، علاوة انهيار شبكة الزراعي ، وعدم قيام المسئولين بتجديدها وتسليكها، مما تسبب في ارتفاع مستوى الماء الأرضي ، فأدى الأمر إلى ملوحة التربة التي تسببت بدورها في تعفن جذور الأشجار.
إنتاج ضعيف
في سياق مختلف، قال عبد المعبود جاد، صاحب مزرعة مشمش ، وربما يكون الوحيد في العمار الذي لم تكن لديه أي إصابات في محصوله ، إنه ذهب إلى كفر الزيات، واشترى السماد من مصدر موثوق منه بأغلى من سعره المعتاد بنحو 25% ، مؤكدا أن تلك الخطوة كانت السبب بعد إرادة الله، في عدم إصابة محصول بأي أمراض.
واستطرد: ولكن رغم جودة المحصول، إلا أن الإنتاج جاء ضعيفا، إذ تسببت الأمطار الشديدة قبل نضوج الثمار في إسقاط جزء كبير منها، قبل أن تتسبب موجة الحر الشديدة التي أعقبتها، في إنضاج الثمار خلال 8 أيام، وهي المدة التي جمعنا خلالها الثمار من على الشجر، ولولاها لما وجدنا ثمرة مشمش واحدة في العمار .
العمار بلا أفراح
واختتم "جاد" بصوت يكسوه الأسى والحسرة: "في مثل تلك الأيام منذ سنوات قليلة، كنتم ستجدون أبناء العمار رجالها وسيداتها وأطفالها، الجميع بين الأشجار يجمعون الثمار.. كانت أيام أعياد حقيقية ننتظرها من العام للآخر.. ليعقبها زواج المخطوبين، وخطبة الشباب والفتيات تمهيدا للزواج.. ويبدأ الآباء والأمهات في تجهيز بناتهم، وبناء منازل جديدة لأبنائهم، وتكتسي المنازل بالفرحة.. ولكن آلان اختفت تلك المظاهر تماما، ولم يتبقى سوى المشمش الجبلي الذي يقوم بعض ضعاف النفوس، بتعبئته وكتابة اسم "مشمش العمار" على عبواته ليتربحوا منه.
مشمش العمار، يعرف بهذا الاسم نسبة لقرية العمار التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، ورغم قصر عمره في الأسواق والذي لا يتجاوز شهرين، إلا أنه يعد محصولها الرئيسي الذي تعيش عليه بقية العام، وتقوم عليه أفراحها ومناسباتها وكل ما يتعلق باقتصاد ودخل أهلها .
انتكاسة غير متوقعة
"مشمش العمار.. الذي يبدأ حصاده تقريبا، مطلع مايو من كل عام أصابته هذا العام انتكاسة غير متوقعة، وانهار محصوله مقارنة بحجم إنتاج العام الماضي، بسبب التغيرات المناخية، إذ ارتفعت درجات الحرارة بشكل مفاجئ، ثم انخفضت، وتساقطت الأمطار ما تسبب في تساقط أزهار المشمش، التي تؤشر لحجم الإنتاج"، كما أوضح الحاج أنور عرفه، أحد أكبر مزارعي وتجار قرية العمار، قبل أن يوضح أن موجة الأمطار الكبيرة التي أعقبت هذا التغير في درجات الحرارة، أدى إلى تساقط الثمار التي كانت في مرحلة التكوين على الشجر والتي نجت من التغير في درجات الحرارة.
وقدر الحاج أنور، حجم ثمار المشمش على الأشجار هذا العام بنحو 30 %، من إنتاج العام الماضي، مشيرا إلى أن المبيدات والأسمدة التي استخدمها المزارعين هذا العام، كان أغلبها لا يؤدي إلى نتائج، خاصة وأن الأسمدة هذا العام كانت إنتاج بير السلم.
وناشد الحاج عرفه، هيئة سلامة الأغذية، بالتحرك سريعا لمراقبة مصانع المربى، إذ قام بعضها بشراء المشمش المصاب، والمريض المتساقط أسفل الشجر، من عدد من الفلاحين ممن وصفهم بـ"معدومي الضمير"، وهس ثمار غير صالحة للأكل، مناشدا وزارة الزراعة أيضا، بالتدخل لمراقبة جودة الأسمدة التي توزع على الفلاحين، إذ يضطروا للسفر إلى كفر الزيات، للبحث عن الأسمدة الجيدة، بأسعار مرتفعة، وفي النهاية يتسبب الأمر في ارتفاع التكلفة عليهم وتكبدهم خسائر لا طاقة لهم بها.

أسمدة مغشوشة
في نفس السياق، وتأكيدا لحديث الحاج عرفة، أكد الحاج ابراهيم مصطفي من كبار المزارعين أيضا، أن الغش في المبيدات وقيام بعض تجارها بتقليد العلامات التجارية لأنواع أسمدة شهيرة، بـ"مغشوشة"، يتسبب في كوارث للمزارعين، فإضافة لأنها لا تقاوم الأمراض، فهي أيضا تتسبب في ارتفاع معدلات الإصابة بـ"الندبة الصفراء" وذبابة الفاكهة، ما نتج عنه إصابة ثمار المشمش بـ"الدود"، وانتشار دود حفارات السيقان الذي يتسبب في تآكل الأشجار، مطالبا أساتذة كليات الزراعة وباحثيها بالتدخل السريع لإيجاد حلول جذرية للأمراض التي تصيب ثمار المشمش وأشجاراً.
وتطرق يوسف إبراهيم، أحد مزارعي المشمش بقرية العمار، إلى أن مشاكل انهيار محصول المشمش في قريته، بدأت بعد قيام يوسف والي وزير الزراعة الأسبق قبل أكثر من 20 عاما، برش كميات كبيرة من المبيدات علي أشجار المشمش بالقوة الجبرية، من خلال الطيران الزراعي ، وكانت النتيجة أن المبيدات التي استخدمت بدلا من أن تقضى على الآفات تسببت في إصابة الأشجار بالشلل ، و بدأت أوراقها تتساقط وأصيبت بمجموعة من الأمراض، من بينها "الأشلة" و"التصمغ" وانتشار العنكبوت ، الذى نشر خيوطه على أشجار المشمش ومنع الهواء عنها فذبلت وماتت ، علاوة انهيار شبكة الزراعي ، وعدم قيام المسئولين بتجديدها وتسليكها، مما تسبب في ارتفاع مستوى الماء الأرضي ، فأدى الأمر إلى ملوحة التربة التي تسببت بدورها في تعفن جذور الأشجار.
إنتاج ضعيف
في سياق مختلف، قال عبد المعبود جاد، صاحب مزرعة مشمش ، وربما يكون الوحيد في العمار الذي لم تكن لديه أي إصابات في محصوله ، إنه ذهب إلى كفر الزيات، واشترى السماد من مصدر موثوق منه بأغلى من سعره المعتاد بنحو 25% ، مؤكدا أن تلك الخطوة كانت السبب بعد إرادة الله، في عدم إصابة محصول بأي أمراض.
واستطرد: ولكن رغم جودة المحصول، إلا أن الإنتاج جاء ضعيفا، إذ تسببت الأمطار الشديدة قبل نضوج الثمار في إسقاط جزء كبير منها، قبل أن تتسبب موجة الحر الشديدة التي أعقبتها، في إنضاج الثمار خلال 8 أيام، وهي المدة التي جمعنا خلالها الثمار من على الشجر، ولولاها لما وجدنا ثمرة مشمش واحدة في العمار .
العمار بلا أفراح
واختتم "جاد" بصوت يكسوه الأسى والحسرة: "في مثل تلك الأيام منذ سنوات قليلة، كنتم ستجدون أبناء العمار رجالها وسيداتها وأطفالها، الجميع بين الأشجار يجمعون الثمار.. كانت أيام أعياد حقيقية ننتظرها من العام للآخر.. ليعقبها زواج المخطوبين، وخطبة الشباب والفتيات تمهيدا للزواج.. ويبدأ الآباء والأمهات في تجهيز بناتهم، وبناء منازل جديدة لأبنائهم، وتكتسي المنازل بالفرحة.. ولكن آلان اختفت تلك المظاهر تماما، ولم يتبقى سوى المشمش الجبلي الذي يقوم بعض ضعاف النفوس، بتعبئته وكتابة اسم "مشمش العمار" على عبواته ليتربحوا منه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية