مبادرات العلاج الاقتصادي
أحد هذه المبادرات حظيت بدعم الفنان أشرف عبد الباقي، الذي أشاد بجهود شباب الأطباء في تقديم خدمات علاجية ميسّرة، ومع ذلك، جاء رد نقابة أطباء الأسنان مخالفًا لتوجه هذه المبادرات، حيث أعلنت النقابة عن إغلاق إحدى العيادات المشاركة في المبادرة بدعوى عدم حصولها على التراخيص اللازمة.

وعند التحقق من عيادات أخرى تابعة لنفس المبادرة، تبيّن أنها مجهزة بأحدث التقنيات الطبية، وتضم فرقًا متميزة من الأطباء، فضلًا عن توقيعها تعاقدات مع النقابات المهنية وشركات لدعم أصحاب العيادات والمراكز الطبية المشاركة.

نقابة أطباء الأسنان بين الدعم والتشكيك
يقول الدكتور إيهاب هيكل، نقيب أطباء الأسنان، إن مفهوم المبادرة يطلق على "مبادرات العلاج بالمجان"، مشيرًا إلى أنه شارك في مبادرات مشابهة قبل توليه منصب النقابة، مثل مبادرة "أسنان الخير"، وأضاف أن النقابة تعاقدت مع جمعية "مصر الخير" لتقديم العلاج المجاني للحالات الإنسانية بعد إجراء بحث اجتماعي يثبت عدم قدرتها المادية.

وتشمل برامج العلاج جميع أنواع العمليات، سواء حشو عادي أو عصب أو تركيبات أسنان، كما تعاون النقيب مع عيادة "الروتاري" في القاهرة والإسكندرية لتقديم العلاج المجاني، بالإضافة إلى توفير عيادات متنقلة وقوافل طبية مجهزة بأحدث التقنيات.

مراكز التدريب ومبادرات العلاج الاقتصادي
أوضح د. هيكل أن النقابة تعقد دورات تدريبية للأطباء في مجالات مثل الزراعة والحشوات بسعر التكلفة، مشيرًا إلى أن هذه المراكز تُعتبر "تدريبية" وليست علاجية، وأضاف أن بعض الإعلانات عن مبادرات العلاج الاقتصادي قد تكون إعلانات تجارية تخفي أهدافًا ربحية، حيث إن الأسعار المعلنة في بعض الأحيان لا تغطي حتى تكلفة المواد الخام.

رواد الطب علاج بالمجان للفئات المحتاجة
من جانبها، قالت الدكتورة سماح مدني، رئيس مجلس أمناء مؤسسة رواد الأطباء للتنمية المستدامة، إن المؤسسة تهدف إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين في تخصصات مختلفة، بما في ذلك علاج الأسنان، وأضافت أن المؤسسة تعتمد على القوافل الطبية التي تجوب محافظات مصر لتقديم العلاج المجاني، بالتعاون مع النقابات الطبية.

وتتعاون المؤسسة مع 156 عيادة متطوعة في القاهرة والجيزة، تضم أطباء استشاريين وأحدث الأجهزة الطبية، كما خصصت المؤسسة جزءًا من جهودها لعلاج مصابي غزة، حيث وصلت تكلفة علاج بعض الحالات إلى 30 ألف جنيه للتركيبة الواحدة.

صدمة النقابة من الأسعار المعلنة
وأضاف الدكتور وليد حسن، نقيب أطباء أسنان القاهرة، أن النقابة لا تتبنى أي مبادرة رسمية للعلاج الاقتصادي حتى الآن، مشيرًا إلى أن بعض الإعلانات قد تكون مجرد تسويق للعيادات، وأوضح أن دور النقابة يقتصر على تقديم أسعار استرشادية للخامات، دون التدخل في تحديد أسعار العلاج.

وأكد أن بعض الإعلانات تقدم أسعارًا غير منطقية، حيث إن تكلفة الخامة وحدها لزراعة الأسنان تصل إلى 120 دولارًا، بينما تعلن بعض العيادات عن أسعار أقل من ذلك بكثير.

"وفرلي" علاج اقتصادي بجودة عالية
من جهة أخرى، تحدث الدكتور مصطفى عامر، أحد المشاركين في مبادرة "وفرلي" للعلاج الاقتصادي، عن جهود المبادرة في تقديم خدمات ميسّرة لمحدودي الدخل، وأوضح أن المبادرة تستخدم أفضل الخامات والأجهزة الطبية، مع تقديم أسعار مخفضة تصل أحيانًا إلى سعر التكلفة.

وتشمل خدمات المبادرة علاجات مثل الحشو والخلع وزراعة الأسنان، مع إمكانية التقسيط دون فوائد، وأكد د.عامر أن المبادرة تهدف إلى تقديم خدمات عالية الجودة بأسعار تناسب الفئات محدودة الدخل، مع الحفاظ على سمعة العيادات المشاركة.

التحديات والمستقبل
رغم الجهود المبذولة في هذه المبادرات، تظل هناك تحديات تتعلق بجودة الخامات المستخدمة وشفافية الإعلانات. وتؤكد النقابة على ضرورة الالتزام بالمعايير الطبية والأخلاقية، مع دعم المبادرات التي تهدف إلى خدمة المرضى بشكل حقيقي.

في النهاية، تبقى هذه المبادرات خطوة إيجابية نحو تقديم خدمات طبية ميسّرة، لكنها تحتاج إلى مزيد من التنسيق والإشراف لضمان جودة الخدمات المقدمة وحماية حقوق المرضى.