تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
اختلف المؤرخون والأثريون حول مكان مولد موسى عليه السلام، فالمؤرخون يرجحون أنه وُلد جهة الشرق من مصر في "قنتير" بمحافظة الشرقية، في حين ينفي الأثريون هذه الرواية تمامًا ويؤكدون عدم وجود أثر تاريخي أو بردية أو مخطوط يشير لمكان مولد موسى أو قصر فرعون الذي تربى فيه موسى.
كان منشورًا تم تداوله على عدد كبير من صفحات السوشيال ميديا يوضح أن موسى عليه السلام وُلد بقرية تسمى "قنتير"، إحدى قرى محافظة الشرقية، وأن قصر فرعون الذي انتقل إليه موسى وتربى فيه يوجد بهذه القرية.
كان منشورًا تم تداوله على عدد كبير من صفحات السوشيال ميديا يوضح أن موسى عليه السلام وُلد بقرية تسمى "قنتير"، إحدى قرى محافظة الشرقية، وأن قصر فرعون الذي انتقل إليه موسى وتربى فيه يوجد بهذه القرية.
اختلاف الآراء
بداية يقول الدكتور سيد بلاط، أستاذ التاريخ والحضارة: اختلفت المصادر التاريخية حول شخصية فرعون موسى، فكثير من المؤرخين قالوا إنه "الوليد بن مصعب بن الريان"، ويكنى بـ "أبا مرة"، ويرجح البعض أن كلمة فرعون اسم علم وليست لقبًا أو صفة أو منصبًا، وذلك لأنها وردت في القرآن منكرة ولم ترد معرفة مثل الملك كما لم تأت جمعًا، ويذهب المؤرخون إلى أنه عاش أكثر من 400 عام وعرف بالشدة والغلظة واستذل بنو إسرائيل وذاقهم أشد ألوان العذاب، فصارت كلمة فرعون تعني الظالم أو الباغي.
ويرى أستاذ التاريخ الإسلامي أن بعض المؤرخين قالوا بأن قصر فرعون يقع على بحيرة تأخذ مياهها من الفرع البيلوزي القديم، وقيل في صعيد مصر لأنه كان له أكثر من قصر، وقيل بالتحديد في منف وهي "ميت رهينة".
مولد موسى
واستطرد، لقد وُلد موسى عليه السلام في مصر عام 1285 قبل الميلاد في أرض جاشان بشرق الدلتا، في دار رمسيس، وهي على هذا تشمل قنتير الحالية على بعد تسع أو عشرة كيلومترات شمال شرق فاقوس، وكان في هذا المكان فرع النهر البيلوزي، وقيل وُلد في مدينة "أسكر" بالفسطاط القريبة من بركة الحبش.
العظة والعبرة
وشدد د. بلاط على أنه لا يستطيع ترجيح رأي تاريخي على آخر، لأن كثيرًا من هذه الآراء لا يوجد دليل عليها من القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا يجب التوقف عند أسماء الأماكن والمناطق، إنما يجب علينا أخذ العظة والعبرة.
ولفت إلى أن المقصود باليم هو نهر النيل وليس البحر الأحمر، وسمّي بحرًا لاتساعه وعمقه، وكانت دار أم موسى تقع على حافة نهر النيل.
كما أكد الدكتور محمود عبده، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، على أنه لم يثبت تاريخيًا أي دليل يشير إلى مكان مولد موسى عليه السلام، غير أنه كان يوجد في الجهة الشرقية من مصر، كما أنه لم يثبت تاريخيًا ووثائقياً مكان بيوت بني إسرائيل في مصر رغم كثرة عددهم.
وأشار إلى أنه بالرغم من المساحة الكبيرة التي استحوذت عليها أحداث فرعون وموسى في القرآن الكريم، إلا أنه لم يثبت يقينًا معالم هذه الأحداث، لأن ملوك الفراعنة كانوا لا يسجلون سوى انتصاراتهم فقط.
ولفت أستاذ التاريخ والحضارة إلى وجود 18 رأيًا ذكرهم المؤرخون تختلف على شخصية فرعون موسى من يكون؟ لكن أشهرهم كما يذهب بعض المؤرخين هو رمسيس الثاني أو ابنه.
رغم خطورة الحدث الذي انتهى بغرق فرعون وجنوده، إلا أنه لا توجد أي بردية تشير لشخصيته وتعرف به، وهذا يدل على الطمس المخطط له جيدًا من قبل الحكام في ذلك الوقت.
طمس مقصود
وشدد على أنه لو ترك الفراعنة أثرًا لحسم الجدل وأصبحت الأمور واضحة، لكنهم طمسوا كل ما له علاقة بحروبهم التي هزموا فيها سواء مع موسى عليه السلام أو مع غيره من الأنبياء السابقين.
مادة التاريخ
الآثار هي مادة التاريخ، وبدون وجود أثر فلا يوجد تاريخ، وطالما أنه لا يوجد أي نقش أو بردية أو مخطوطة تشير إلى وجود موسى عليه السلام في مكان محدد، فلا أحد من الأثريين يستطيع أن يجزم بوجوده في "قنتير" أو غيرها، لكننا نؤمن تمام الإيمان أن موسى عليه السلام وُلد بمصر وعاش فيها كما أخبرنا القرآن الكريم، ولا داعي لإقحام الدين في هذا الموضوع لأنه شائك ومعقد، هذا ما أوضحه الدكتور أسامة النحاس، خبير التراث بمنظمة الإيسيسكو.
واستطرد، "قنتير" مدينة أثرية تزخر بالآثار الكثيرة وكانت عاصمة لمصر في العصر المتأخر، ومليئة بالقصور والمعابد للمصريين القدماء ومنهم رمسيس الثاني، وبها بعثات عاملة منذ سنوات طويلة وتم العثور على آثار للهكسوس، وليس لموسى عليه السلام تحديدًا في تل الضبعة بالقرب من قنتير بمحافظة الشرقية.
وأوضح د. النحاس أنه لا يوجد أي دليل علمي أو أثري يدل على مكان مولد موسى عليه، ولا في أي عصر من العصور الفرعونية تواجد، كما أنه غير معلوم للأثريين من هو فرعون موسى، فالبعض يقول إنه رمسيس الثاني والبعض الآخر يقول إنه ابنه مرنبتاح، وآخرون قالوا إنه تحتمس الثالث أو إخناتون، فكلها آراء وترجيحات، فلا أحد يعلم من هو فرعون الذي ربى موسى، لأن كلمة فرعون تعتبر لقبًا وليس اسمًا.
ولفت إلى أنه لا يوجد أي أثر يشير إلى نشوب حرب بين فرعون وبني إسرائيل بقيادة موسى عليه السلام، كما لا يوجد أي دليل لطرد فرعون لبني إسرائيل من مصر، ولا أثر كذلك لغرق فرعون وجنوده كما أخبرنا القرآن، وذلك كله يرجع إلى أن ملوك الفراعنة كانوا حريصين على الظهور منتصرين، وكانوا يطمسون أي ملمح للهزيمة أو الانكسار، فالتاريخ الفرعوني يذكر انتصار الملوك ولا يذكر هزيمتهم.
الفرق بين علم الآثار وعلم المصريات
وأشار خبير التراث إلى أنه ربما توجد آثار تشير إلى الحقبة الزمنية التي عاش فيها موسى بمصر، لكن لم يتم اكتشافها بعد ولم يتم تفسيرها من قبل المتخصصين، فاكتشاف الأثر لا يعني تحليله وتفسيره بشكل صحيح، فهناك فرق كبير بين علم الآثار وعلم المصريات، فالأثار علم يحكي تاريخ الأقدمين وحضارتهم في كل شيء في حياتهم اليومية من مآكل ومشرب وحتى في سياستهم وحروبهم ودينهم وثقافتهم وفنونهم، أما علم المصريات فيعني فهم الحضارة المصرية القديمة من خلال دراسة الآثار مثل الأهرامات والمعابد والنقوش والوثائق المكتوبة باللغة المصرية القديمة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية