تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : ليست مجرد سخونية!.. احذروا متلازمة كاواساكي عند الأطفال
source icon

سبوت

.

ليست مجرد سخونية!.. احذروا متلازمة كاواساكي عند الأطفال

كتب: مي هارون


حين ترتفع حرارة الطفل وتستمر لأكثر من خمسة أيام متواصلة دون أن تستجيب لمخفضات الحرارة المعتادة، قد يظن الأهل أن الأمر لا يعدو كونه "نزلة برد شديدة" أو "إنفلونزا مطولة"، لكن الواقع قد يكون أكثر خطورة بكثير.

يحذر الدكتور السيد مجدي فرحات، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، من التهاون مع هذه الأعراض، مشيرًا إلى احتمال أن تكون مؤشرًا مبكرًا على حالة التهابية نادرة تُدعى متلازمة كاواساكي (Kawasaki Disease)، والتي قد تصيب القلب وتسبب مضاعفات خطيرة في حال تأخر تشخيصها أو علاجها.

ليست مجرد ارتفاع لاحرارة
"دي مش مجرد سخونية، ولا دور برد مطول... إحنا بنتكلم عن حالة التهابية ممكن تأثر على قلب الطفل لو ما اتشخصتش واتعالجت بدري"،
هكذا بدأ الدكتور فرحات تحذيره، مؤكدًا أهمية الوعي والتدخل الطبي السريع.

ما هي متلازمة كاواساكي؟
يوضح د. فرحات أن متلازمة كاواساكي هي مرض التهابي حاد يصيب الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة الحجم، ويظهر في الغالب لدى الأطفال دون سن الخامسة.

ورغم أن السبب الدقيق وراء الإصابة بهذا المرض لا يزال غير معروف حتى اليوم، فإن المؤكد طبيًا أن سرعة التشخيص والعلاج تُعد العامل الأساسي في تجنب المضاعفات القلبية الخطيرة المصاحبة له.

الأعراض الرئيسية للمتلازمة
يشدد د. فرحات على أن تشخيص متلازمة كاواساكي يعتمد في الأساس على وجود حمى مستمرة لمدة لا تقل عن خمسة أيام، بالإضافة إلى ظهور أربعة على الأقل من الأعراض التالية:

1. احمرار والتهاب في العينين دون وجود إفرازات.
2. تشقق في الشفاه واحمرار في اللسان بشكل يشبه ثمرة الفراولة.
3. تورم في الغدد الليمفاوية بالرقبة، غالبًا من جهة واحدة، بحجم يزيد عن 1.5 سم، لكن دون وجود صديد.
4. طفح جلدي متنوع، يظهر عادة على منطقة الصدر والبطن.
5. تورم أو احمرار في كفوف اليدين وأخمص القدمين، وقد يتبع ذلك تقشير في الجلد.

ويضيف: "قد يلاحظ الأهل أيضًا احمرارًا عامًا في الفم، ألمًا في المفاصل والأطراف، وظهور علامات إرهاق غير معتادة على الطفل. وهذه كلها مؤشرات تحذيرية تستدعي استشارة طبية فورية".

لماذا تُعد متلازمة كاواساكي خطيرة؟
من جانبه، يؤكد الدكتور أحمد خالد شوقي، أستاذ أمراض قلب الأطفال، أن الخطورة الكبرى في هذه المتلازمة تكمن في احتمالية إصابة الشرايين التاجية المسئولة عن تغذية القلب، مشيرًا إلى أن المرض قد يؤدي إلى تمدد أو التهابات في الشرايين التاجية، وهو ما قد يسبب مضاعفات قلبية حادة إذا لم يُعالج خلال الأيام العشرة الأولى من ظهور الأعراض.

ويضيف: "يُعد إجراء موجات صوتية على القلب (إيكو) أمرًا ضروريًا لتقييم حالة الشرايين التاجية في الأطفال المصابين، كما أن المتابعة المنتظمة بعد العلاج أمر بالغ الأهمية، لأن بعض التغيرات القلبية قد تظهر لاحقًا حتى بعد تحسّن الأعراض العامة".

ويشدد د. شوقي على أن كل يوم تأخير في التشخيص والعلاج قد يكلّف الطفل صحته القلبية مدى الحياة، مؤكدًا أن الاكتشاف المبكر يحد كثيرًا من المضاعفات ويؤثر بشكل مباشر على نجاح العلاج.

ما هو العلاج المناسب؟
ويكمل د. فرحات أن بروتوكول العلاج في حالات كاواساكي يعتمد بشكل أساسي على استخدام الجلوبولين المناعي الوريدي (IVIG) بجرعات محددة.
كما يُستخدم الأسبرين بجرعات علاجية وتحت إشراف طبي دقيق للحد من الالتهابات ومنع تجلط الدم، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة للقلب باستخدام جهاز Echocardiography (موجات صوتية) لمراقبة حالة الشرايين التاجية.

ويؤكد أن الاستجابة للعلاج تكون أفضل بكثير في حال تم البدء به في الوقت المناسب، قبل حدوث أي مضاعفات قلبية دائمة.

رسالة للأهالي: "كل ساعة بتفرق"
وفي ختام حديثه، يوجه د. فرحات رسالة صريحة إلى الأمهات والآباء:
 "لو ابنك حرارته مرتفعة لأكتر من خمس أيام، ومعاه أعراض مش معتادة... ما تستهونش، متلازمة كاواساكي خطيرة ومحتاجة تدخل فوري علشان نحمي قلبه وننقذ حياته".

ويتفق معه د. أحمد شوقي، مضيفًا، "الاكتشاف المبكر ممكن ينقذ الطفل من مضاعفات طويلة الأمد. خلي دايمًا أول خطوة عند ارتفاع الحرارة هي استشارة الطبيب، مش الانتظار أو التجريب".

فرغم ندرة متلازمة كاواساكي، فإن الوعي بها والتصرف السريع عند الاشتباه في أعراضها هو السبيل الوحيد لحماية الأطفال من خطر صامت قد يهدد قلوبهم في غفلة منّا

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية