تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أصبحت الشاشات جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال اليومية، سواء من خلال الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية أو التلفزيون أو ألعاب الفيديو، ورغم الفوائد التعليمية والترفيهية التي قد توفرها، فإن الدراسات الحديثة تحذر من أن الاستخدام المفرط لها يرتبط بمخاطر صحية وسلوكية جسيمة، تصل إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والتمثيل الغذائي واضطرابات النمو والسلوك.
يشير الدكتور ياسر صادق، أستاذ مساعد أمراض القلب بطب حلوان واستشاري أمراض القلب بمعهد القلب القومي، إلى أن جلوس الأطفال ساعات طويلة أمام الشاشات يؤدي إلى قلة الحركة وتراجع النشاط البدني، وهو ما يمهد للإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، فهذا النمط الحياتي يرفع بدوره خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، واضطراب مستويات الكولسترول، وضعف حساسية الإنسولين، مما يفتح الباب أمام متلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري من النوع الثاني، ومع استمرار هذه العادات منذ الصغر، يصبح الأطفال أكثر عرضة للإصابة المبكرة بأمراض القلب في المستقبل.
سلوكيات خطيرة
ويوضح د. صادق، أن الخطر لا يكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في السلوكيات المصاحبة لاستخدامها، فالساعات الطويلة من الجلوس بلا حركة، والاعتياد على تناول الوجبات السريعة أثناء المشاهدة، وقلة النوم بسبب الاستخدام الليلي للشاشات، كلها عوامل تزيد من حدة المشكلة.
ولذلك ينصح بضرورة وضع ضوابط واضحة، مثل تقليل وقت الشاشة إلى أقل من ساعة يوميًا للأطفال بين سنتين وخمس سنوات، وتشجيع الأنشطة البدنية واللعب في الهواء الطلق، ومنع استخدام الأجهزة قبل النوم بساعة على الأقل.
أبعاد أخرى للمشكلة
ومن جانبها تؤكد الدكتورة رشا الطنطاوي، استشاري التغذية العلاجية، أن قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات لا يؤثر فقط على صحة الطفل الجسدية، بل يمتد ليشمل صحته النفسية والاجتماعية.
وتنوه إلى أن المحتوى العنيف الذي قد يتعرض له الأطفال عبر بعض الألعاب الإلكترونية أو الأفلام يؤثر على سلوكهم بشكل مباشر، حيث يميل البعض إلى تقليد مشاهد العنف، مما قد يعرضهم أو من حولهم للأذى.
التوحد الافتراضي
كما أن الاستخدام المفرط للشاشات يقلل من فرص التواصل المباشر مع الأسرة والأصدقاء، وهو ما قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ "التوحد الافتراضي"، هذه الحالة قد تؤثر سلبًا على النمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال، خصوصًا في المراحل العمرية المبكرة.
ومن المشاكل الصحية التي تحدث أيضًا بسبب تعرض الأطفال للأشعة الزرقاء المنبعثة من الشاشات، خاصة قبل النوم، يعيق إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، مما يسبب الأرق واضطرابات النوم، ويؤثر بالتالي على صحتهم الجسدية وأدائهم الدراسي.
فالنوم غير المنتظم والانشغال المستمر بالألعاب الإلكترونية يقللان من تركيز الطفل، ويؤثران على تحصيله الدراسي، وإلى جانب ذلك تظهر مشكلات أخرى مثل إجهاد العين وقصر النظر، وآلام الرقبة والظهر نتيجة الجلوس الخاطئ لفترات طويلة، إضافة إلى احتمالية تأخر النطق لدى الأطفال الصغار.
ولا يقتصر الأمر على الجوانب الصحية فقط، بل يمتد ليشمل مخاطر اجتماعية ونفسية مثل التنمر الإلكتروني، العزلة الاجتماعية، والإدمان على الأجهزة الذكية، وهي مشكلات قد تهدد توازن حياة الطفل بشكل كامل.
كيفية الحد من المخاطر؟
وترى د. رشا أن الحل لا يكمن في منع الشاشات تمامًا، بل في ترشيد استخدامها، ويتحقق ذلك من خلال وضع وقت محدد لاستخدام الأجهزة، اختيار محتوى مناسب خالي من العنف، تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة والأنشطة الاجتماعية، متابعة الأهل المستمرة لاستخدام أطفالهم، والتوعية المبسطة بمخاطر الإفراط في التعرض للشاشات.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية