تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : لمحدودية دوره.. المرشحون يفضلون "النواب" عن "الشيوخ"
source icon

سبوت

.

لمحدودية دوره.. المرشحون يفضلون "النواب" عن "الشيوخ"

كتب:محمد أبوبكر

يمثّل مجلس النواب في مصر الوجهة الأكثر جذبًا لكل من الناخبين والمرشحين، مقارنة بمجلس الشيوخ، وذلك لما يتمتع به من صلاحيات واسعة، وتأثير سياسي مباشر، وصلات وثيقة بحياة المواطنين اليومية. 

ويعكس المشهد السياسي المصري بوضوح هذا التفضيل، حيث يرى المواطنون في النواب حلقة الوصل الأساسية بينهم وبين الدولة، بينما ينظر المرشحون إليه كمنصة لتحقيق النفوذ والظهور العام.

صلاحيات دستورية واسعة

يؤكد النائب رضا غازي، عضو مجلس النواب، أن مجلس النواب يحظى بمكانة تشريعية ورقابية متقدمة، فهو يملك السلطة الكاملة لإصدار القوانين ومراجعتها، بالإضافة إلى صلاحيات رقابية تشمل مناقشة الموازنة العامة للدولة، وبيان الحكومة، بل وإمكانية سحب الثقة من الوزراء.

ويقول النائب إن هذه الصلاحيات تمنح عضو مجلس النواب دورًا محوريًا في الحياة السياسية، بخلاف عضو مجلس الشيوخ الذي لا يتمتع بنفس التأثير أو الصلاحيات.

النواب.. الأقرب إلى الشارع

من جانبه، يرى النائب السابق خالد شعبان أن المواطن المصري يعتبر عضو مجلس النواب ممثله المباشر، الذي يستطيع التدخل في القضايا اليومية، من الصحة والتعليم إلى مشكلات البنية التحتية والبطالة.

وهذا الارتباط الوثيق، بحسب "شعبان"، يدفع الناخب إلى التفاعل مع انتخابات النواب أكثر من انتخابات الشيوخ، والتي تظل بعيدة عن وعي المواطن من حيث الأثر المباشر.

الترشح للنواب.. بوابة النفوذ والظهور

فيما يشير الدكتور محمد الصافي، أستاذ العلوم السياسية إلى أن الترشح لمجلس النواب يمنح صاحبه نفوذًا سياسيًا ووجاهة اجتماعية، لما تتيحه عضويته من فرص للظهور الإعلامي، والتأثير داخل الأحزاب، وشبكات صنع القرار.
كما أن وجود المرشح تحت قبة البرلمان يفتح أمامه آفاقًا مستقبلية للترشح لمناصب تنفيذية أو حزبية، مما يجعله الخيار الأمثل للساعين إلى الصعود السياسي.

مجلس الشيوخ.. دور استشاري

وقال "الصافي" رغم إعادة تشكيل مجلس الشيوخ ضمن التعديلات الدستورية الأخيرة، إلا أن دوره لا يزال محدودًا في تقديم المشورة والرأي في بعض الملفات، دون امتلاك أدوات رقابية أو صلاحيات تنفيذية.

هذا الدور المحدود، بالإضافة إلى ضعف الحضور الإعلامي، يجعل مجلس الشيوخ غائبًا عن ذهن المواطن، وأقل جاذبية للمرشحين الباحثين عن التأثير والتواصل المباشر مع الشارع.

دوافع إنشاء الغرفة الثانية في الأنظمة السياسية

ومن ناحيته يقول الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية تبنت العديد من الدول نظام الغرفتين في ظل حاجتها إلى ضمان حسن صياغة القوانين وتوسيع قاعدة التمثيل السياسي داخل المجالس النيابية. 

ويؤكد الاتحاد البرلماني الدولي أهمية الغرفة الثانية، خاصة إذا كانت تتألف من أعضاء منتخبين وتتمتع بسلطات تشريعية أو استشارية أو رقابية. 

ويُعد نظام المجلسين في معظم الأنظمة السياسية أحد مظاهر النضج الديمقراطي، حيث يُعهد إلى كل مجلس بدور محدد يكمل دور الآخر، وهو ما يعزز الرقابة والتوازن داخل مؤسسات الحكم.

العوامل المؤثرة في تبني نظام المجلسين

ويوضح "عامر" أن نمط تشكيل البرلمان يختلف من دولة إلى أخرى بحسب عوامل محددة، منها حجم الدولة، وعدد سكانها، ودرجة التنوع الثقافي والاجتماعي فيها، بالإضافة إلى طبيعة النظام السياسي ومدى حداثته التشريعية. 

وتميل الدول ذات المساحة الواسعة والتنوع السكاني إلى اعتماد نظام المجلسين نظرًا لما يفرضه التعدد العرقي والديني واللغوي من ضرورة تمثيل جميع الفئات. 

كما أن تسارع وتيرة الأحداث السياسية في بعض الدول يدفع باتجاه وجود مجلسين، لضمان دراسة القوانين والتشريعات بشكل متأنٍ.

وإجمالا يمكن القول إن مجلس النواب يبقى هو القلب النابض للممارسة السياسية في مصر، بما يتمتع به من صلاحيات فعلية، وتأثير مباشر، وصلات قوية بالمجتمع، وفي المقابل، يحتاج مجلس الشيوخ إلى دعم أكبر وتعزيز لصلاحياته، ليصبح شريكًا فاعلًا في بناء سياسات الدولة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية