تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "لم أُنجب.. لكنني أم".. قلوب احتضنت الأبناء دون ولادة
source icon

سبوت

.

"لم أُنجب.. لكنني أم".. قلوب احتضنت الأبناء دون ولادة

كتب:صفاء محمود

في اليوم الذي يحتفل فيه العالم بالأمومة، تبرز قصص نساء لم ينجبن، لكنهن قدمن أسمى معاني الحب والعطاء، فتحنّ قلوبهن، ويسهرن على رعاية الصغير والكبير، ويصبحن ملاذًا لمن يحتاج إلى حضن دافئ، هؤلاء النساء لم يلدن أطفالًا، لكنهن ولدن الأمومة في قلوبهن بإخلاص لا حدود له.

أمومة متأخرة 
عاشت سيدة عبد الله – ربة منزل في عقدها السادس – سنوات طويلة وحيدة بعد وفاة زوجها الأول، وظنت أن حلم الأمومة قد وارته السنوات، لكن القدر منحها فرصة جديدة عندما تزوجت مرة أخرى من رجل مسن له خمسة أبناء وأحفاد، فجأة، وجدت نفسها أمًا وجدةً بقلبها قبل بيتها.

احتضنت أبناء زوجها وأحفاده كأنهم قطعة من روحها، لترى أن الأمومة ليست مجرد إنجاب، بل حب وحضن لا يعرف الحدود، وبعد وفاة زوجها، لم تتركها العائلة، بل تناوب أبناؤها على رعايتها، لتصبح "الجدّة" التي تجمعهم حول مائدة واحدة، وتتلقى في كل عيد أم هدايا من أبناء لم تلدهم، لكنهم وجدوا فيها أمًّا بحق.

منحة القدر
لم تكن نهى سيد – بائعة إكسسوارات في أواخر الثلاثينيات – تتخيل أن طريق الأمومة سيكون مختلفًا عما حلمت به، فبعد عشر سنوات من محاولات الإنجاب الفاشلة، وجدت نفسها أمام اختبار غير متوقع؛ طفلا شقيقتها الصغرى اللذان تخليت عنهما أمهما.

لم تتردد نهى، ففتحت بيتها وقلبها للصغيرين، وأصبحت لهما الأم الحنون التي تسهر على دراستهما وتوفر لهما الدفء الذي افتقداه، حتى زوجها قرر مشاركتها الرحلة، ليكتمل المشهد الأسري. واليوم، يناديها الطفلان "ماما"، وتدرك نهى أن الأمومة ليست بالدم، بل بالحب الذي لا يشترط الولادة.

القلوب قبل الأرحام
إخلاص نجيب – مدرسة في الأربعينيات – فاتها قطار الزواج، لكنها لم تستسلم لليأس، تقول بفخر: "لي الكثير من الأبناء، هم أبناء إخوتي"، فقد كانت الخالة التي تحوّلت إلى أم بعد وفاة والدتهم، تسهر على راحتهم وتكون سندهم في غياب الأبوين.

"لم أكن بحاجة إلى ولادة جسدية لأصبح أمًا"، تكتب إخلاص بقلم الحب قصة أمومة مختلفة، تثبت أن المشاعر لا تحتاج إلى رحم، بل إلى قلب واسع يمتلئ بالعطاء.

أمومة من رحم الألم
عاشت نصرة – ربة منزل في العقد الرابع – لسنوات ترعى والدتها المريضة، ورفضت الزواج حتى وجدت الشريك المناسب. لكن الحمل الذي طال انتظاره انتهى بالإجهاض، ثم فقدت أمها، لتدخل في دوامة حزن انتهت بإصابتها بمرض خبيث.

رغم الألم، لم تنغلق نصرة على نفسها، بل أصبحت "الأم الثانية" لأبناء إخوتها، تحتضنهم وتجمعهم في بيتها لتملأه ضحكاتهم. تعرف أن الأمومة ليست بالدم، بل بالحب الذي يملأ الفراغ.

أم بديلة
بدور محمد – المحامية الناجحة – لم يحالفها الحظ في تكوين أسرة، لكنها وجدت في دار الأيتام رسالتها. تزور الأطفال بانتظام، تحمل لهم الهدايا والضحكات، وتصبح لهم الأم البديلة.

"هذا حبي بلا مقابل"، تقول بدور، التي ترى في دفاعها عن حقوق الآخرين امتدادًا لأمومتها الروحية، فهي لم تلد طفلًا، لكنها تحتضن عشرات القلوب الصغيرة التي وجدت فيها السند والحنان.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية