الروائح الجاذبة للناموس
توضح الدكتورة داليا عبد الله يوسف – باحثة بقسم آفات ووقاية النبات بالمركز القومي للبحوث، أن الناموس ينجذب إلى عدة روائح أبرزها رائحة العرق وبكتيريا الجلد، ما يجعل الأشخاص الذين يتعرقون بكثرة أو يمارسون الرياضة أكثر عرضة للدغات، ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الزفير أثناء التنفس، روائح الفواكه والسكريات خاصة المكشوفة منها، لذا يُفضل تخزينها في الثلاجة، رائحة الأمونيا في القمامة والأماكن غير النظيفة، العطور القوية وبعض روائح النباتات، حمض الزبد الموجود في بعض الأطعمة كأنواع من الجبن، فضلات الحيوانات الأليفة وروائح الصرف الصحي أو المياه الراكدة، كذلك هرمون الكورتيزول (هرمون الإجهاد)، فالأشخاص الذين ترتفع لديهم مستوياته أكثر عرضة للدغات، بالإضافة إلى رائحة الأقدام الكريهة الناتجة عن البكتيريا الجلدية.

فصائل الدم الأكثر جذبًا 
تضيف د. داليا، يتغذى الناموس على رحيق الأزهار، لكنه يحتاج بروتين الدم لإنتاج البويضات، وتشير الأبحاث إلى أن فصيلة الدم O هي الأكثر جذبًا للناموس، يليها AB وB، بينما تعد فصيلة A الأقل جذبًا.

كما أن 80% من البشر يفرزون مؤشرات لفصيلة دمهم عبر الجلد أو اللعاب، ما يسهل على الناموس التمييز بينهم، لذا يُنصح أصحاب فصيلة O بارتداء الملابس البيضاء والفاتحة، حيث ينجذب الناموس أكثر للألوان الداكنة.

الحوامل والأطفال
تضيف د. داليا أن بعض الفئات أكثر جذبًا للناموس وهم:
النساء الحوامل: بسبب زيادة حرارة الجسم وانبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة أعلى.
الأطفال حتى سن البلوغ: نتيجة التغيرات الجلدية والإفرازات.
المراهقون: بسبب نشاط الهرمونات وكثرة العرق.

وهناك عوامل وراثية لدى بعض الأشخاص حيث يفرزون بشكل طبيعي مواد طاردة للناموس، بينما آخرون لا، وقد أظهرت دراسة بجامعة هارفارد أن الناموس ينجذب أكثر إلى روائح أيدي التوائم المتطابقة.

الأطعمة وتأثيرها
وتشير د. داليا إلى أن هناك أطعمة جاذبة للناموس وهي تلك الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز، الأطعمة المالحة، الكربوهيدرات، أما الأطعمة الطاردة فأهماها، الفاصوليا، العدس، الطماطم، الثوم، البصل، الجريب فروت، خل التفاح.

النباتات الجاذبة والطاردة
وينجذب الناموس لبعض النباتات مثل البرسيم، القصب، النباتات المائية التي توفر بيئة لتكاثر الحشرات، بينما تنفر من النعناع، الريحان، اللافندر، المريمية، إكليل الجبل، الشيح، الأقحوان، السرو الليموني، القرنفل مع الليمون، إضافةً إلى رش القهوة المطحونة أو محلول الخل والماء في أماكن تكاثره.

لدغات خطيرة
تحذر د. داليا من المضاعفات التي قد تنتج عن اللدغات ومنها ما هو شائع مثل الحكة، التورم، الاحمرار، وقد تكون هناك أعراض نادرة وخطيرة مثل، ردود فعل تحسسية، صعوبة في التنفس، الحمى، الطفح الجلدي، خفقان القلب، كما أنه قد ينقل أمراضًا مثل: الملاريا، حمى الضنك، فيروس غرب النيل، داء الفيلاريا، وأحيانًا تؤدي لدغاته إلى مضاعفات عصبية مثل التشنجات والتنميل.

توصيات للوقاية
تتفق الدكتورة إيناس صبري – أستاذ مساعد التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث مع أهمية الوقاية، وتوصي بما يلي:
- ارتداء ملابس طويلة وفاتحة اللون (أبيض، بيج، رمادي فاتح).
- تجنب الملابس الداكنة مثل الأسود والأزرق والأحمر.
- استخدام الناموسيات (Mosquito nets) على الأسرة والنوافذ.
- استعمال طوارد الناموس المناسبة للأطفال.
- تركيب شبك ضيق على النوافذ.
- زراعة نباتات طاردة مثل السترونيلا.
- فرك الجلد بزيوت طبيعية مثل زيت شجرة الشاي أو زيت النيم.
- تجنب التواجد في الأماكن المفتوحة عند غروب الشمس.
- التخلص من المياه الراكدة ومصادر القمامة.

في حال حدوث لدغة: يُنصح بتبريد المكان بالثلج، وعدم الحك لتفادي العدوى، مع استخدام مراهم مضادة للحكة عند الحاجة.