تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الحمى الشوكية أو التهاب السحايا من الأمراض الخطيرة التي تصيب الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي، وقد تؤدي إلى مضاعفات مهددة للحياة، خاصة في حال تأخر التشخيص أو العلاج، وتنتقل الحمى الشوكية عن طريق الرذاذ أو الاتصال المباشر، وتظهر أعراضها في صورة صداع شديد، ارتفاع في الحرارة، تيبس في الرقبة، قيء مفاجئ، واضطرابات في الوعي.
توضح الدكتورة غادة شوشة، أستاذ مساعد طب الأطفال واستشاري أمراض الحساسية، أن الحمى الشوكية مرض لا ينبغي الاستهانة به، إذ قد يبدأ بأعراض تبدو بسيطة، لكنها تتطور بسرعة كبيرة وقد تترك مضاعفات دائمة إن لم يُشخّص ويُعالج في الوقت المناسب.
توضح الدكتورة غادة شوشة، أستاذ مساعد طب الأطفال واستشاري أمراض الحساسية، أن الحمى الشوكية مرض لا ينبغي الاستهانة به، إذ قد يبدأ بأعراض تبدو بسيطة، لكنها تتطور بسرعة كبيرة وقد تترك مضاعفات دائمة إن لم يُشخّص ويُعالج في الوقت المناسب.
أعراض خادعة
تشير د. غادة إلى أن بداية المرض غالبًا ما تكون خادعة، حيث تظهر على هيئة أعراض برد خفيفة أو نزلة معوية تستمر ليوم أو يومين، ثم تبدأ علامات الجهاز العصبي في الظهور بشكل تدريجي أو مفاجئ، وهذه الأعراض تختلف من شخص لآخر، فقد تظهر في صورة اضطراب بالوعي قد يتطور إلى غيبوبة تامة، أو نوبات تشنج، أو تأثر في الحواس مثل السمع أو البصر أو القدرة على الكلام.
وتضيف أن الألم الشديد في الرقبة هو أحد أبرز العلامات المميزة لالتهاب السحايا، حيث يعاني المريض من صعوبة في تحريك الرأس أو أداء الحركات باستخدام الذراعين أو الساقين.
ورغم التشابه الكبير بين أعراض التهاب غشاء المخ السحائي والتهاب أنسجة المخ، إلا أن السبب يختلف بين الحالتين، فالتهاب السحايا ينتج غالبًا عن نوع معين من البكتيريا يُعرف بالمكورات السحائية، بينما يُعد فيروس الهربس السبب الأكثر شيوعًا في حالات التهاب أنسجة المخ، خاصة لدى الأطفال، أما الرضع فقد يُصابون أيضًا بسبب عدوى بكتيرية مثل المكورات الرئوية أو الإنفلونزا البكتيرية.
سرعة التشخيص
وتشدد د. غادة على أهمية سرعة التشخيص والتدخل الطبي، مؤكدة أن الاكتشاف المبكر وبدء العلاج الفوري يمكن أن يمنعا حدوث مضاعفات خطيرة، مثل التشنجات المستمرة أو حدوث ضمور في أجزاء من نسيج المخ، وهي مضاعفات قد تؤثر على حياة المريض بشكل دائم، وتضيف أن الوقت في هذه الحالات هو عامل حاسم، وأن تجاهل الأعراض الأولية قد يُعرض الطفل أو المريض لمخاطر يصعب تداركها لاحقًا.
التطعيم درع الوقاية
أما عن الوقاية، فتؤكد د. غادة أن التطعيم يمثل الدرع الوقائي الأساسي ضد هذا المرض، خاصة أن مصر توفر أكثر من نوع من التطعيم ضد الميكروب السحائي، فهناك تطعيم يغطي الأنواع الأربعة الأساسية إلى جانب النوع B، الذي كان يعتبر في السابق الأقل خطورة والأقل انتشارًا، لكن خلال السنوات الأخيرة بدأ النوع B يظهر بشكل أقوى ويسبب أعراضًا لا تقل خطورة عن باقي الأنواع، وهو ما دفع الشركات المنتجة إلى توفير تطعيمات مخصصة له.
التطعيم ضد الميكروب السحائي يُعطى إجباريًا في المدارس، كما يشترط الحصول عليه قبل أداء مناسك الحج والعمرة، وتختلف الجرعة حسب عمر الطفل، حيث يحتاج البعض إلى جرعة واحدة وآخرون إلى جرعتين لضمان الحماية الكاملة، وتشير د. غادة إلى أن التطعيم لا يحمي فقط من الإصابة، بل يقلل بشكل كبير من شدة الأعراض والمضاعفات في حال حدوث العدوى.
وتدعو د. غادة أولياء الأمور إلى عدم التهاون في متابعة أعراض أطفالهم، والاهتمام بالتطعيمات الوقائية، فالتطعيم هو الحصن الأول لحماية أبنائنا من مرض خطير قد يبدأ بخدعة تشبه نزلة برد، لكنه قد يتحول إلى خطر يهدد حياتهم.
تطعيم جديد
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور شريف الفيل، رئيس الشركة القابضة للقاحات "فاكسيرا"، أن البكتيريا المعروفة باسم Neisseria Meningitidis من أهم أسباب الإصابة بمرض الحمى الشوكية، وهذه البكتيريا لها أكثر من نمط مصلي أهمها A-C-W-Y-B وتم توفير التطعيمات اللازمة للوقاية منهم ومؤخرًا تم توفير تطعيم "بيكسيرو".
وهو لقاح غير حي للوقاية من الالتهاب السحائي النوع B، ويمكن اعطاءه من عمر شهرين إلى 50 سنة في شكل جرعتين أو ثلاثة حسب السن، كما لا يتعارض مع أي تطعيم أخر وموانع استخدامه ارتفاع درجة حرارة المتلقي فقط.
كما أوضحت شركة فاكسيرا في بيان لها أن التطعيمات القديمة بالفعل فعالة ومهمة، وتقدمها وزارة الصحة منذ سنوات ضمن برامج وقائية، خاصة للأطفال في سن المدارس، وهي تغطي الأنماط A وC وW وY، وتعطى عبر لقاحات مقترنة أو متعددة السكريات، أما التطعيم الجديد، فهو مخصص لمواجهة النمط B، والذي لم يكن مشمولًا في تلك اللقاحات، رغم كونه أحد المسببات الخطيرة للمرض.
وعن علاقة اللقاحين ببعض، أكدت الشركة أن كل لقاح يغطي نوعًا مختلفًا من البكتيريا، وبالتالي فإن اللقاح الجديد لا يغني عن القديم، والعكس كذلك، بل إنهما يكملان بعضهما ويوفران حماية أوسع كلما تم دمجهما في خطة التحصين.
أما عن الآثار الجانبية، فهي بسيطة ومحدودة، وتتمثل في الغالب في ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، كما يجب إبلاغ الطبيب في حال كان الطفل أو الشخص المتلقي يتناول مثبطات مناعة، نظرًا لأنها قد تؤثر على فاعلية اللقاح.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية