تتميز كل محافظة في مصر بموائد خاصة خلال شهر رمضان المبارك، الذي لا يخلو من الطقوس المميزة والتي تتنوع وتختلف أيضاً من مكان لآخر.

وهناك محافظات تميزت بأكلات خاصة بها، وحتى لو تم تقليدها في محافظات أخرى لا تكون بنفس الجودة،  وهو ما يطلق عليها المصريين "النفس"، أو كما غنى حسين الجسمي "السر في التفاصيل".

البوظة والكباب الكوابري وحواوشي العزيزية في الشرقية

"الكباب الكوابري"، هي أكلة يعود أصلها إلى أهالي مركز أبوكبير وسميت باسمهم وهو شبيه لكفتة الأرز، ولكنه لا يتم طحن الرز فيه ويخلط مع اللحم والبصل والثوم والشبت ثم يشكل علي هيئه أصابع ويتم تسويته في صلصة الطماطم.
 
ويقول أهالي أبوكبير، إن رمضان في أبوكبير حاجة تانية والسر في "بوظة عابدين"،  ويعد عم عابدين أشهر صانع بوظة في أبوكبير والمحافظة، وبرغم أن صنعته تناقلها آخرين في أبوكبير ومراكز أخرى، بآليات أكثر تطورا، إذ تدخلت الماكينات، في صناعتها، لكنها فقدت طعمها الأصلي اليدوي.

و"البوظة"، هي مشروب مهضم بطبعه،  يتم صنعه من الخبز والخميرة، وعلى الرغم من تداوله طوال العام،  لكنه يظل مشروب رمضاني أصيل لا غنى عنه لأبناء أبوكبير .

ومن أبوكبير، لـ"منيا القمح" ، وتحديدا في "قرية العزيزية"،  رغيف الحواوشي يختلف  تماما في كل تفاصيله، عن أي رغيف يمكن أن تتناوله في مكان آخر، ومن هنا كانوا أبناء "العزيزية" الأكثر مهارة في صناعة الحواوشي.

ويفد إلى القرية الكثير من الزائرين، من القرى والمراكز المجاورة، بل ومن المحافظات الأخرى،  للبحث عن رغيف الحواوشي، خاصة يوم الأربعاء من كل أسبوع، وهو اليوم الذي تذبح فيه المواشي أسبوعيا، ويكون اللحم طازجا.

ولجأ بعض أصحاب المطاعم المصنعة للحواشي في العزيزية، لجمع الطلبات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في الأماكن القريبة، وإخراج مندوب لتوصيلها إلى أصحابها، أما الطلبات الواردة من أماكن بعيدة فيتم إعداد الحواوشي لها، وإرساله نيئا، ليتم تسويته بمعرفة طالبه، حتى يتناوله ساخنا .

ويتميز حواوشي العزيزية، بأنه يمكنك مشاهدة خطوات صنعة، بداية من قطعة اللحم التي يمكنك اختيارها بنفسك من الجزار هناك، بعدما تخبره بعدد الأرغفة التي تريدها،  وهو بدوره يعرف مقادير طلبك، فيقوم بفرم كمية اللحم المناسبة، ويضيف إليها كل ما يحتاجه الحواوشي من بهارات أو بصل وغيره، قبل أن يعطيه لك، لنذهب به مباشرة إلى الفرن الذي سيقوم بعملية التسوية، إذا لم يكن لدى الجزار فرنا خاصا به .

عند الفرن، سترى العجين، والخباز يقوم بفرده ووضع اللحم بداخله، ورش حبة البركة والسمسم، على وجهه، قبل أن يقذف به إلى لهيب الفرن ، لتفوح رائحته الشهية التي يسيل لها لعاب كل من يستنشقها،.

الجاكود الأسواني

وفي أسوان، حيث سحر النيل والوجوه السمراء الجميلة، هناك بعض الأكلات التي يجب ألا يفوتك تناولها هناك، وهي نصيحة عم بشير عبد الجواد،  ومنها "الجاكود أو الإتر" وهي أكلة مهمه وقديمة عبارة عن ملوخية وبامية وشبت جميعها جاف، ويتم طهيهم سويا، ويمكن إضافة الشطة الأسواني الحارة معها، وتؤكل مع العيش المحمص.

كاساتا بورسعيد

ومن أقصى الجنوب، إلى الشمال الشرقي، حيث بورسعيد، التي يعرف الجميع بأن أشهر أكلاتها هي الأسماك، لكن الكثيرون لا يعرفون أنها تنفرد بـ"الكاساتا"،  وهي عبارة عن آيس كريم طبقات من فواكه الموسم الطبيعية، محشوة بالفواكه المجففة والمكسرات.

حب العزيز والمدلعة في طنطا

ومن بورسعيد، إلى محافظة الغربية، وتحديدا عاصمتها طنطا، مقر مسجد السيد البدوي، والمعروفة بالحمص والحلاوة الشعر، وأيضا "حب العزيز"، أحد أقدم وأشهر التسالي التقليدية التي عرفت بها المدينة منذ عصر الخديوي إسماعيل، حيث عرفت بزراعة هذه الحبوب في عزب باشوات وبكوات العصر، حتى إنهم كانوا يقدمونها لضيوفهم بالقصور للتسلية.

وحديثا، ضربت طنطا أسواق الحلويات بـ"المدلعة"، وتميز أهلها بصناعتها وتطوير شكلها، وأصبح منها تورتة المدلعة،  وجاتوه المدلعة،  وطواجن المدلعة، وأصبح أي زائر لطنطا مطالب بإحضار "المدلعة"، وهي عبارة عن طبقة كنافة وبسبوسة وبينهما قشدة، ويجري تغطيتها بصوص الكراميل والشوكولاتة والمكسرات .

الدقهلية وفسيخ نبروه

وإلى الدقهلية، وتحديدا مدينة "نبروه"،  معقل صناعة الأسماك المملحة ، مثل الفسيخ والملوحة والسردين والباساريا،  حيث لن تأكلها بنفس المذاق المميز إلا في تلك المدينة، حيث يتم تجهيزها وتناولها بأكثر من طريقة.

مشروب الجبنة في حلايب وشلاتين

"وفي محافظة البحر الأحمر، وخاصة في حلايب وشلاتين، لن تتناول مشروب الجبنة" إلا فيها، وهو مشروب لا علاقة له بمشتقات الألبان،  ولكنه عبارة عن قهوة خضراء ممزوجة بالقرفة والزنجبيل، يقدمها أبناء القبائل لضيوفهم في معظم جلساتهم، ويختلف في مذاقه تماما عن القهوة الممضاف لها حبوب "الحبهان".

 ويقوم أهالي حلايب وشلاتين، بإعداد "مشروب الجبن"،  بطحن الزنجبيل والقرفة وإضافتها للقهوة الخضراء بعد تحميصها وطحنها أيضا، ويبحث عنه الكثيرون من خارج المحافظة ظنا أنه يشفى من أمراض البطن، ويطلق عليها القاهريون قهوة عربي.

جلاب الهوي من قنا

"ياجلاب الهوي ...ياجاي من قنا "، جملة تسمعها من بعض البائعين في شوارع القاهرة، وهم ينادون على أقماع السكر "جلاب الهوي"،  وهي حلوى لا تصنع لإلا في قنا، من العسل الأسود، نظرا لتميز المحافظة بزراعة قصب السكر.

يستغرق إعداد "جلاب الهوى" 15 دقيقة فقط،  وتتواجد صناعته بكثافة في مدينة نجع حمادي،  ويصنع فقط خلال 6 أشهر من العام بدءا من يناير وحتى يونيو، لأن حرق العسل الأسود يحتاج إلى درجة حرارة مرتفعة، ولا يحتمل تصنيعه في الصيف.