توجهت الأسبوع الماضي لزيارة إحدى صديقاتي والتي وضعت مولودها الأول، بعد أن وصلت المنزل لتهنئتها والاطمئنان عليها وعلى مولودها، أخبرتني بعدم قدرتها على التعامل مع طفلها، وفهم ما إذا كان يعاني من شيء، كما أصيبت بالاضطراب عندما اكتشفت بعض الملاحظات في رأسه وجسمه فهي لا تعرف هل هي طبيعية أم لا، وهنا فقررت الاتصال بالدكتور محمد شبيب استشاري الأطفال وحديثي الولادة، ورويت له معاناتها مع طفلها حديث الولادة. 

مقياس "أبجر سكور"
وبدأ الدكتور "شبيب" حديثه بالإشارة إلى مقياس "أبجر سكور"، وهو أداة تقييم رقمية بسيطة تقوم بتحديد مدى فعالية أداء الطفل عند الولادة، حيث يقوم الطبيب بتقييم حالة الطفل بعد دقيقة واحدة من ولادته، ثم يعيد إجرائه بعد خمس دقائق أخرى. 

معظم الأطفال حديثي الولادة لديهم درجات "أبجر سكور" من سبعة إلى عشرة وتعني أن المولود الحديث يتمتع بصحة جيدة إلى ممتازة، وخمسة إلى سبعة تعني أن الطفل يحتاج لرعاية متوسطة، بينما أقل من خمسة تعني ان الطفل بحاجة لرعاية مركزة.

أما بالنسبة للتغيرات والمشاكل التي قد تواجهها أي أم تتعامل لأول مرة مع طفل حديث الولادة فلخصها الدكتور السيد فرحات اخصائي طب الاطفال وحديثي الولادة في النقاط التالية:

الشعر والرأس
تأخذ رأس الطفل الشكل الطبيعي مع مرور الوقت، فقد تجد الأم تحت فروة الرأس جزء مثل الماء، تكون نتيجة استخدام إحدى الأدوات أثناء عملية الولادة، وتذهب بعد وقت بسيط، أما الفتحة الخلفية التي تلاحظ الأم وجودها في رأس طفلها فتغلق تماماً خلال 60 يوماً من الولادة، كذلك تلك الفتحة الأمامية التي تغلق من 9-18 شهراً من الولادة، ويبدأ نمو الشعر بشكل طبيعي عند عمر سنتين تقريباً.

العين
يعاني أغلب المواليد من "الصفراء" وتعني تعني تحول لون بياض العين للون الأصفر بداية من اليوم الثالث، وعلاجها الرضاعة فقط مع المتابعة، أما قرار العلاج بالضوء فيكون من خلال الطبيب المعالج طبقاً لزيادة الصفراء وعمر الطفل ووزنه وحالته الصحية، أما فكرة "اللمبة" و"منشطات الكبد" فليس لها أي قاعدة علمية.

أما إذا لاحظتي انسداد في القناة الدمعية، وهذا يسبب دموع كثيرة، وعلاجه تدليك بسيط للقناة الدمعية يومياً، وفي حالة حدوث إفرازات تستخدم القطرات تحت إشراف الطبيب، وأغلب هذه الحالات تختفي قبل السنة. 

الأنف
"الخنفرة" وهي أشهر ما يحدث للأطفال حديثي الولادة، بسبب أن التجويف الأنفي مازال صغيراً، ويسد بسرعة، وعلاجه محلول ملح و"أوتريفين بيبي" قبل الرضاعة، وبخاخ ماء البحر نتائجه جيدة وآمن جدا، بحسب رأي د. فرحات.

الفم
من المشاكل التي قد تواجه طفلك المولود حديثاً وجود فطريات بالفم، وعلاجها قطرات يصفها الطبيب للفم واللسان.

أما بالنسبة إلى اللسان المربوط، حيث يكون الجزء الامامي للسان مرتبط بقاع الفم عن طريق شريط نسيجي سميك يعوق حركة اللسان، وأعراضه، شرقه وصعوبة في الرضاعة، وله أكثر من علاج، إما يتم إجراء عملية بسيطة جداً، حيث يتم قطع الجزء النسيجي تحت اللسان، ويفضل في أول أيام من عمر الطفل، والحل الآخر ترك الطفل بدون جراحة، ومتابعة حالته.

أما التسنين والذي يقلق الكثير من الأمهات فيكون من 6 -13 شهر، ولا نقول تأخر إلا بعد مرور 13 شهر ولا يوجد أسنان نهائياً.

الصدر
وفي بعض الحالات قد يعاني الصغير من كِبَر حجم الثدي، وهو اضطراب هرموني يحدث بعد انفصال الطفل عن الأم في الولادة، ولا يحتاج لعلاج، أما بالنسبة لما يقال حول عصر ثدي الطفل، فهو تصرف غير صحيح ومؤذي للطفل.

البطن
ويكمل د. فرحات موضحاً أن أغلب الرضع لديهم انتفاخ في منطقة البطن، والأم هنا عليها أن تبتعد في طعامها عن الأكل "المسبك"، الموالح، الكافيين، الشوكولاتة، والمياه الغازية، وأن تراعي أسلوبها في الرضاعة، بحيث يكون وضعها ٩٠ درجة، ووضع الطفل ٤٥ درجة، ويفضل ألا يقل الفرق بين الرضعات عن ساعتين ولا يزيد عن ٣ ساعات، فليس كل البكاء جوع، معظم الأطفال مع مساج للبطن ودواء المغص تتحسن حالتهم بشكل جيد.

أما بالنسبة للسُرة فأوضح د. فرحات أن استخدام الكحول ٧٠٪ رش مع التهوية هي الحل الأمثل، ونراعي أن يكون الحفاض أسفل منطقة الحبل السري، ولا يوجد أي مشكلة لو اخدت وقت الوقوع، وفي بعض الحالات يكون نزول نقط دم من السُرة شيء طبيعي جداً في أول شهر ومع الوقت سيتوقف تمامًا، أما الفتق السري فهو ضعف في جزء عضلي في البطن، ويتحسن تلقائي بدوان حزام سُري ولا لزقه، خلال ٦ شهور إلى سنة.

أما ورم السرة الحُبيبي، فيكون جزء لحمي يستمر بعد سقوط الحبل السري ويكون معه إفرازات صفراء، ويحتاج إلى متابعة مع الطبيب المختص.

الامساك 
الإمساك في أول حياة الطفل لا يوجد قلق منه، ويسمى "امساك وظيفي"، وله علاقة وطيدة بأكل الأم في حالة الرضاعة الطبيعية، أو نوع اللبن في حالة الاعتماد على الرضاعة الصناعية ويفضل الأنواع الأخف في السكر، بالإضافة إلى تمارين الإمساك، ولا يستخدم لبوس الـ "جليسرين" إلا بعد مرور ٤ أيام على الأقل من الإمساك.

وقد تلاحظ الأم أحياناً زيادة عدد مرات البراز، وهو أمر طبيعي جدًا طالما الطفل يرضع جيدًا ويزيد في الوزن.


منطقة الحفاض
من أكثر المشاكل شيوعاً بين الأطفال الرضع هي تعرض منطقة الحفاض للتسلخات، لذا ينصح إخصائي الأطفال الأمهات بالابتعاد عن استخدام المناديل المبللة، واستخدام نوع حفاض جيد، كما ينصح باستخدام كريم يحتوي على الزنك مع تغيير الحفاضة.

الخصية المعلقة
أما في حالة ملاحظة الأم أن طفلها لديه خصية مُعلقة، تلجأ للطبيب لتحديد ما إذا كانت "خصية متجولة" ةليس هناك قلق في هذه الحالة، أو تحتاج لتدخل جراحي أو علاج هرموني، وأفضل وقت لها من ٣ -٦ شهور، وقبل أن يكمل الطفل عامه الأول، ويتم اكتشافها عن طريق عمل سونار على الخصيتين بعد التأكد من عدم وجودها بالفحص الاكلينيكي.