تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : لتفادي التصعيد مع روسيا.. إسرائيل تختار أهدافها بعناية في قلب إيران
source icon

سبوت

.

لتفادي التصعيد مع روسيا.. إسرائيل تختار أهدافها بعناية في قلب إيران

كتب:د. نسرين مصطفى

تصعيد عسكري متزايد بين طهران وتل أبيب، جعل أنظار العالم تتجه إلى القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسها روسيا، التي وجدت نفسها في موقع بين حليف استراتيجي هو طهران، وطرف إقليمي فاعل ومسلح ومدعوم غربياً هو تل أبيب المدعومة من الولايات المتحدة واوروبا، رغم التزام موسكو حتى الآن خطابًا دبلوماسيًا حذرًا، فإن تاريخ العلاقة الروسية الإيرانية، لا سيما في الملف النووي، يضعها في قلب هذه الأزمة المتفجرة، فروسيا ليست مجرد مراقب بعيد، بل هي الدولة التي أسهمت منذ التسعينيات في تأسيس البرنامج النووي الإيراني، عبر بناء مفاعل بوشهر وتوفير الدعم الفني والتقني لتطوير البنية التحتية النووية الإيرانية، ما يجعلها طرفًا ذا مصلحة مباشرة في أمن المنشآت الإيرانية وسلامة التوازنات الإقليمية، مما يجعل العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد ايران وتقع معظمها في الوسط والشمال الإيراني، بعيدًا عن مناطق النفوذ الروسي جنوب البلاد، مما يثبت أن استراتيجية تل أبيب لا تستند فقط إلى الحسابات العسكرية، بل أيضًا إلى قراءة دقيقة لخريطة النفوذ الجيوسياسي في إيران.

استراتيجية اسرائيل في الهجوم
كشف اللواء دكتور محمد الغباري المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، عن استراتيجية إسرائيل في ضرب الأهداف التي لها علاقة بالبرنامج النووي الإيراني، فإسرائيل لم ولن توجه ضربات للمنشآت النووية التي قامت روسيا بإنشائها في إيران، والدليل على ذلك أن مفاعل بوشهر الواقع جنوب إيران والذى أنشأته روسيا ويعمل لتوليد الطاقة الكهربائية لم يُستهدف، والسبب يرجع إلى أن استهداف منشأة روسية بشكل مباشر يمكن أن يؤدي إلى تصعيد خطير مع موسكو، وربما رد فعل روسي غير متوقع لأنه يعد تهديد للمصالح الروسية، وزعزعة لهيبتها كدولة عظمى لها ثقل في المنطقة.

خريطة الهجمات
ولفت د. الغباري إلى أن أغلب الضربات الإسرائيلية كانت في شمال ووسط إيران، وخاصة في مناطق  نطنز، أصفهان، كرج، بارشين، فوردو، وطهران، وهى منشآت لم تبنها روسيا في حين لم يشهد جنوب إيران وهو مكان وجود منشأة بوشهر ضربات اسرائيلية تذكر، وتركزت الهجمات الإسرائيلية على منشآت الإنتاج والتخصيب تحت الأرض والمراكز البحثية في وسط وشمال إيران، كما ركزت إسرائيل هجماتها على منشآت تخصيب اليورانيوم، ومواقع تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة التي بنتها إيران داخليًا أو بالتعاون مع أطراف أخرى، وليس مع روسيا، مثل منشآت قرب أصفهان وكاشان، استهدفت بغارات أو عمليات خاصة، خصوصًا تلك المرتبطة بالحرس الثوري، وهى التي تتخوف منها اسرائيل لأنها صواريخ بعيدة المدى تهدد أمن اسرائيل على حد زعمها وهى فرصة جاءت على طبق من ذهب لإضعاف إيران كما تريد إسرائيل.

وعن استمرار الموقف الروسية في الإطار الدبلوماسي يقول قد يصبح صعبًا إذا ما تم استهداف منشآت إيرانية تعتبرها موسكو امتدادًا لنفوذها واستثمارها، فإذا شعرت بأن الوجود الغربي في المنطقة بدأ يهدد دورها الإقليمي سيكون التدخل الروسي حتمي.

3 منشآت روسية 
ويقول محمد خالد باحث في الشأن الإيراني، ما أنشأته روسيا في إيران هو مفاعل بوشهر 1، والذى بدأ تشغيله في 2011،  مفاعلا بوشهر 2 و3، وهما قيد الإنشاء من قبل شركة روس آتوم، و تقع كل هذه المفاعلات التي أنشأتها روسيا في جنوب إيران على الخليج العربي، كما خضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويأتي ذلك التعاون ووفق للضوابط الدولية، حيث  امتنعت روسيا عن نقل أي تكنولوجيا تخصيب عالية المستوى أو تقنيات تدخل في صناعة السلاح النووي، وهو الأمر الذى اعلنته روسيا عدة مرات رغم تشكك الغرب، ومع ذلك فان استهداف تلك المنشآت خط أحمر دوليًا، ولم تستهدف اسرائيل تلك المنشآت.

تاريخ البرنامج النووي الإيراني
وتطرق خالد إلى الحديث عن نشأة البرنامج النووي الإيراني، والذي بدأ منذ الخمسينات في عهد رضا بهلوي ثم ابن محمد، فكانت إيران تمتلك نشاطاً نووياً مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكان هذا البرنامج سلمى في البداية، لكن مع تطور الأحداث ونشوب الحرب الإيرانية العراقية سنه 1981، والتي استمرت 8 سنوات بدأت إيران تفكر في امتلاك سلاح نووي بالفعل، وكانت روسيا مساندة لإيران بشكل كبير في بداية مشروعها النووي فهي من أنشات أول مفاعل نووي إيراني، وهو مفاعل بوشهر.

دبلوماسية التوازن
وأكد أن موسكو تمارس دبلوماسية التوازن، لكنها تقدم أيضًا دعماً استخباراتياً وتقنياً وسياسياً لطهران، وربما تصعيد اللهجة ضد إسرائيل في المحافل الدولية، بما يشبه نموذج الدعم دون الانخراط المباشر، فروسيا لن تحارب لأى دولة مهما كانت، والدليل على ذلك انه منذ اندلاع المواجهات غير المباشرة بين إسرائيل وإيران، اكتفت موسكو بإصدار بيانات تدعو إلى ضبط النفس، محذرة من مغبة توسع الصراع في المنطقة خاصة أن أهم المنشآت النووية التي تريد الولايات المتحدة وإسرائيل ضربها هي منشأة فوردو ليست روسية الصنع، كما أن الإمكانات التي تمتلكها إسرائيل لا تمكنها من تدميرها.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية