رحلة نور
تدور أحداث المسلسل حول الطفل "نور"، الذي يزور مع والديه متحف "بيت الكريتلية"، أثناء استماعه لشرح المرشد السياحي، يصعد "نور" إلى إحدى الغرف ليأخذ قسطًا من الراحة، لكنه يستيقظ ليجد نفسه وحيدًا في المتحف بعد أن نام لساعات طويلة، خلال بحثه عن ماء ليشرب، يكتشف "بئر الوطاويط"، وما إن يقترب منه حتى يظهر له وطواط يتحدث معه ويأخذه في جولة شيقة بين قاعات المتحف ومقتنياته الأثرية.

من مجلة إلى كرتون
وأوضحت الدكتورة وسام طه، مسئول قسم التسويق والتدريب بمتحف جاير آندرسون، أن فكرة المسلسل تعود إلى نورهان محمود، الطالبة بالفرقة الرابعة بقسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، والتي حصلت على درع أفضل مشروع خلال التدريب الصيفي 2024، وأشارت إلى أن الفكرة بدأت كمشروع مجلة تحكي قصة الطفل "نور" أثناء زيارته للمتحف، لكن بعد مناقشات مطولة، تم الاتفاق على تحويلها إلى مسلسل كرتوني يقدم معلومات عن المتحف بأسلوب مبسط وجذاب يناسب جميع الأعمار.

جهود طلابية وإنتاج تطوعي
وأضافت د. وسام أن الطالبة نورهان تكفلت بتغطية كافة تكاليف إنتاج المسلسل، بينما تمت كتابة السيناريو بالتعاون بينها وبين فريق المتحف، حيث تمت صياغة قصص وأساطير المتحف في قالب درامي بسيط، أما الأداء الصوتي، فقد تولته الشركة المنفذة، باستثناء صوت المرشد السياحي في الحلقة الأولى، والذي أداه أحمد وليد، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الآثار جامعة عين شمس، لتقديم نبذة تعريفية عن المتحف.
 
تفاصيل العرض وردود الأفعال
وأكدت د. وسام أن المسلسل يتكون من 11 حلقة، تم عرض 6 منها حتى الآن، حيث يتم بث 3 حلقات أسبوعيًا أيام الأحد والاثنين والثلاثاء في الساعة الرابعة والنصف مساءً، وأشارت إلى أن المسلسل كان في الأصل فيلمًا كاملًا، لكنه تم تقسيمه إلى حلقات لتشويق المشاهدين وتحفيزهم على زيارة المتحف.

وأعربت عن سعادتها بردود الأفعال الإيجابية التي لاقاها المسلسل، حيث شاهد الحلقة الأولى أكثر من 5000 شخص خلال 24 ساعة فقط، وهو رقم كبير بالنسبة لمشروع من هذا النوع، كما تقوم وزارة السياحة والآثار بعرض الحلقات على صفحة المتحف الرسمية، بالإضافة إلى مشاركتها عبر صفحة قطاع المتاحف وصفحة كلية الآثار جامعة القاهرة على "فيسبوك"، نظرًا لأن صاحبة الفكرة طالبة بالكلية.
  فوازير "سرك في بير"
وأضافت د. وسام أن المتحف يقدم أيضًا خلال شهر رمضان فوازير بعنوان "سرك في بير"، التي تُعرض يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع في الساعة الرابعة والنصف مساءً، وتدور فكرة الفوازير حول مقتنيات المتحف وقاعاته باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد لاقت تفاعلًا كبيرًا من المتابعين، وساهم في إنتاج هذه الفوازير عدد من طلاب قسم الإرشاد السياحي بكلية الآداب جامعة عين شمس، وهم محمد خالد وعبد الرحمن جويني وأميرة شهبو، الذين شاركوا في التعليق الصوتي وتصميمات الذكاء الاصطناعي.
 
خطوة مبتكرة لتقديم التراث
هذا المشروع الفريد يعد خطوة مبتكرة لتقديم التراث المصري بأسلوب عصري، يجذب الجمهور ويسلط الضوء على قيمة المتاحف كمراكز ثقافية وتعليمية.