تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : لاصق العظام الصيني.. ثورة علمية تحت الاختبار
source icon

سبوت

.

لاصق العظام الصيني.. ثورة علمية تحت الاختبار

كتب:مي هارون

شهد القطاع الطبي العالمي خبرًا مثيرًا في الأيام الماضية بعد إعلان فريق من العلماء الصينيين عن تطوير مادة لاصقة خاصة للعظام، قادرة على علاج الكسور خلال ثلاث دقائق فقط، دون الحاجة إلى دعامات معدنية أو مسامير جراحية، هذه التقنية الجديدة وُصفت من قبل بعض الأطباء بأنها قد تُحدث "ثورة في جراحة العظام"، نظرًا لما قد توفره من سرعة شفاء وتقليل لمضاعفات العمليات التقليدية، لكنها في الوقت نفسه أثارت تساؤلات وتحفظات بين الخبراء حول سلامتها وفعاليتها على المدى الطويل.

الدعامات والمسامير لم يكن دائمًا الخيار المثالي
يقول الدكتور أحمد عبد العزيز، استشاري جراحة العظام، عادة ما تستغرق جراحات الكسور وقتًا طويلاً، ليس فقط أثناء العملية، بل أيضًا في فترة التعافي التي قد تمتد لأسابيع أو أشهر، إذا ثبتت فعالية هذه المادة اللاصقة الجديدة، فإنها ستُحدث نقلة نوعية في كيفية تعاملنا مع الكسور، حيث يمكن للمريض استعادة حركته بشكل أسرع بكثير.

ويضيف أن الاعتماد على الدعامات المعدنية والمسامير لم يكن دائمًا الخيار المثالي، إذ يتسبب أحيانًا في التهابات أو رفض الجسم لهذه المواد، فضلًا عن الحاجة إلى عمليات جراحية أخرى لإزالة هذه الدعامات لاحقًا، وجود بديل سريع وآمن سيغير المعادلة تمامًا، بحسب تعبيره.

 أمان هذه المادة على المدى الطويل
أما الدكتورة نجلاء فؤاد، استشاري جراحة العظام، فتؤكد أن الإعلان عن التئام الكسور في غضون دقائق يثير الفضول الطبي عالميًا، متابعة التقارير الأولية تشير إلى أن المادة المطورة تعمل كلاصق بيولوجي قادر على الاندماج مع العظام بشكل طبيعي، مما يعزز التئامها بسرعة غير مسبوقة، لكن التحدي الأكبر هو التأكد من أمان هذه المادة على المدى الطويل، وهل يمكن أن تتحمل الضغط والحركة المستمرة للعظام، خاصة في المفاصل الكبيرة مثل الركبة والورك.

التجارب المعملية الأولى 
من جهته، قدم الدكتور خالد عمارة، أستاذ جراحة العظام بجامعة عين شمس، رؤية أكثر تحفظًا، حيث قال هذا الإعلان ما زال في إطار التجارب المعملية الأولى، وأي علاج جديد يمر بثلاث مراحل أساسية، البداية بالتجارب المعملية، ثم التجارب على الحيوان، وأخيرًا التجارب السريرية على الإنسان، لكن من المهم أن يعرف الناس أن مثل هذه العلاجات تكون تحت التجربة، ولا يمكن الجزم بمدى فعاليتها أو معرفة مضاعفاتها على المدى الطويل.

وأضاف هناك بالفعل مواد شبيهة بهذه المادة تم الإعلان عنها في السابق، لكن لم تثبت فعاليتها أو أمانها بشكل كافٍ، الجديد هذه المرة هو الضجة الإعلامية التي صاحبت إعلان الصين عن ابتكارها، لكن حتى الآن لا توجد مادة معتمدة متاحة في المستشفيات يمكن استخدامها في علاج الكسور، وكل ما نسمعه يدخل ضمن نطاق البحث العلمي والتجارب الأولية، لذا يجب التعامل مع الخبر بحذر علمي، مع الأمل في أن يثبت البحث نجاحه في المستقبل. 

ويشير الدكتور هيثم الشاذلي، استشاري جراحة العظام، إلى أن نجاح هذه المادة قد يختصر فترات البقاء في المستشفى ويقلل الحاجة إلى جلسات العلاج الطبيعي الطويلة، ما يعني وفورات اقتصادية ملموسة للنظام الصحي.

الحاجة إلى تجارب سريرية موسعة
وتابع أي مادة جديدة لا بد أن تمر بمراحل تجارب سريرية صارمة للتأكد من سلامتها، نحن نتحدث عن استخدام مباشر داخل الجسم البشري، وبالتالي يجب التأكد من عدم وجود تفاعلات سلبية أو آثار جانبية على المدى الطويل.

في الختام يجمع الأطباء على أن هذه التقنية تحمل وعودًا كبيرة لمستقبل جراحة العظام، لكنها تحتاج إلى المزيد من الأبحاث قبل أن تدخل حيز التطبيق العملي بشكل رسمي.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية