احذروا التسمم
يُحذر الدكتور أحمد ماهر، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد وأستاذ باحث مساعد بالمركز القومي للبحوث، من أن تناول الفسيخ الفاسد قد يؤدي إلى الإصابة بالتسمم الغذائي، والذي تظهر أعراضه خلال ساعات قليلة، وتتمثل في الغثيان، القيء، الإسهال، آلام البطن، ازدواج الرؤية، صعوبة البلع، ارتخاء العضلات، وضيق التنفس، وقد تتطور الأعراض في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة تستدعي التدخل الطبي الفوري.

وينصح بضرورة شراء الفسيخ والرنجة من مصادر موثوقة ومُرخصة لضمان سلامة عملية التمليح والتخزين، كما يُفضل الابتعاد تمامًا عن الفسيخ المنزلي أو المجهول المصدر، لاحتوائه أحيانًا على بكتيريا "الكلوستريديوم بوتولينوم" السامة.

ولتقليل الضرر، يمكن تناول كميات صغيرة فقط، مع إضافة الليمون والخل والبصل لتعزيز الطعم والمساعدة في تقليل الميكروبات، كما يجب على النساء الحوامل، الأطفال، ومرضى الجهاز الهضمي والكبد تجنب تناول الفسيخ تمامًا.

وللحفاظ على توازن الجسم بعد الوجبة، يُنصح بتناول الزبادي والخضروات الورقية كالجرجير والخس، وشرب كميات كافية من الماء لتقليل احتباس الأملاح في الجسم.

هؤلاء يمتنعون
ومن جانبها، تؤكد الدكتورة رضوى أحمد شاهين، المدرس المساعد بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بكلية التربية النوعية، جامعة عين شمس، أن مرضى الضغط من أكثر الفئات التي يجب أن تمتنع تمامًا عن تناول الأسماك المملحة، وخاصة الفسيخ، نظرًا لاحتوائه على نسبة مرتفعة جدًا من الملح، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، كما تحذر من تناوله بالنسبة لمرضى الكلى، حيث تمثل هذه الأنواع من الأسماك عبئًا إضافيًا على الكلى، وقد تتسبب في احتباس السوائل داخل الجسم، ما يزيد من معاناة المرضى.

تعليمات مهمة
ورغم هذه التحذيرات، فإن البعض قد يصر على تناول الفسيخ أو الرنجة احتفالًا بيوم شم النسيم، وفي هذه الحالة توصي د. رضوى بالاكتفاء بقطعة صغيرة جدًا، مع ضرورة إضافة عصير الليمون إلى الفسيخ أو الرنجة، لما له من دور في تثبيط نشاط البكتيريا، وتحسين عملية الهضم، والتخفيف من تأثير الصوديوم العالي في هذه الأطعمة، كما تنصح بتناول البصل الأخضر لما يحتويه من مضادات أكسدة تساهم في خفض ضغط الدم وتنشيط الكلى.

وتشدد على أهمية البدء بتناول السلطة الخضراء قبل تناول الفسيخ أو الرنجة، إذ تساعد الخضروات الورقية في التخلص من الأملاح الزائدة في الجسم، كما يُفضل تناول الخبز البلدي، ويفضل أن يكون من النوع "السن" لما يحتويه من ألياف تُسهل عملية الهضم وتقلل من امتصاص الملح.

وتنصح بضرورة شرب كميات كافية من الماء، تصل إلى نحو لترين يوميًا، لتقليل تركيز الصوديوم في الجسم وتفادي الجفاف، كما يمكن استبدال الفسيخ والرنجة بأسماك أو تونة منخفضة الملح، ويجب تجنب الإكثار من المخللات بسبب محتواها العالي من الصوديوم، ومتابعة قياس الضغط خلال اليوم، والمشي بعد الأكل لتحفيز الدورة الدموية.

مشروبات مفيدة
أما فيما يتعلق بالمشروبات المفيدة خلال هذا اليوم، فتوصي بتناول الكركديه البارد وعصير الرمان، لما لهما من تأثير إيجابي في خفض ضغط الدم، كما يمكن تناول الشاي الأخضر الخفيف كمصدر غني بمضادات الأكسدة ومفيد لتنشيط الدورة الدموية، بالإضافة إلى النعناع الدافئ الذي يساعد في تهدئة المعدة وتحسين الهضم بعد الأطعمة الدسمة، إلى جانب كونه غنيًّا بمضادات الأكسدة.

وتضيف أن مزيج النعناع والليمون يساعد على ترطيب الجسم وتخليصه من السموم، كما يمكن تناول عصير التفاح الطبيعي، وشاي الشعير الذي يعدّ مفيدًا لصحة الكلى ومدرًا طبيعيًا للبول، وكذلك مغلي البقدونس بكميات معتدلة.

وفي المقابل، تحذر د. رضوى من بعض المشروبات التي يجب الامتناع عنها تمامًا، مثل العصائر المحفوظة، والمشروبات الغازية، والقهوة، والنسكافيه، وأي مشروبات تحتوي على مواد حافظة، لما لها من أضرار صحية جسيمة خاصة بالنسبة لمرضى الضغط والكلى.