تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : كهوف الملح.. تجربة علاجية تجمع بين الاسترخاء والفوائد الصحية
source icon

سبوت

.

كهوف الملح.. تجربة علاجية تجمع بين الاسترخاء والفوائد الصحية 

كتب:شيماء مكاوي

في السنوات الأخيرة، تحوّل كهف الملح إلى وجهة مميزة يقصدها المصريون والسياح على حد سواء، خاصة في المدن الساحلية والمنتجعات الصحية مثل مطروح، الغردقة، العين السخنة، وسيوة. ورغم أن التجربة تبدو للوهلة الأولى مجرد جلسة استرخاء بين جدران بيضاء مغطاة بالملح، إلا أنها تحمل في طياتها فوائد صحية ونفسية جعلت الإقبال عليها يتزايد بشكل ملحوظ.

تنظيف الجهاز التنفسي
وفي هذا السياق، يقول الدكتور أيمن سالم أستاذ ورئيس قسم الصدر بالقصر العيني جامعة القاهرة السابق، إن كهف الملح يعتبر علاج طبيعي غير دوائي يعتمد على استنشاق هواء مشبع بجزيئات الملح الدقيقة، لافتًا إلى أن هذه الجزيئات تعمل على تنظيف الجهاز التنفسي من الميكروبات والسموم، مما يساعد مرضى الربو والحساسية الصدرية على التنفس بسهولة أكبر، كما يقلل من التهابات الشعب الهوائية وتخفف أعراض نزلات البرد المزمنة.

وتابع: الجلوس وسط الملح يعمل على كفاءة الجهاز المناعي وزيادة قدرة الجسم على مقاومة العدوى، لافتا إلى أن تأثير كهف الملح في رفع المناعة لا يأتي من فراغ، بل يرتبط بعدة آليات علمية وواضحة، فاستنشاق الهواء المشبع بجزيئات الملح الدقيقة يعمل بمثابة تطهير طبيعي للشعب الهوائية، إذ تمتلك بلورات الملح خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، مما يقلل من تراكم الميكروبات داخل الرئة، ويجعل الجسم أقل عرضة للإصابة المتكررة بالعدوى مثل نزلات البرد أو التهابات الجيوب الأنفية المزمنة.

كما أن الملح يفرز أيضًا أيونات سالبة في الهواء، وهي قادرة على تعزيز نشاط الخلايا الدفاعية بالجسم مثل كريات الدم البيضاء، المسؤولة عن مهاجمة الميكروبات، الأمر الذي يحافظ على قوة الجهاز المناعي.

وأشار سالم إلى أن الجلسات داخل الكهف تساعد كذلك على تنشيط الدورة الدموية، وهو ما يضمن وصول الأكسجين والمغذيات إلى الخلايا بكفاءة أكبر، وبالتالي يزداد نشاط الجهاز المناعي وقدرته على مواجهة الأمراض.

مخاطر صحية في بعض الحالات
ورغم الفوائد المتعددة التي يقدمها كهف الملح، إلا أن د. أيمن شدد على أنه لا يناسب جميع الفئات، بل قد تمثل خطورة في بعض الحالات الصحية.

فعلى سبيل المثال، مرضى الضغط غير المنتظم قد يتعرضون لمضاعفات، نظرًا لأن الأيونات السالبة وتأثيرها على الدورة الدموية قد يسبب تقلبات إضافية في مستوى الضغط، مما قد يشكل عبئًا على القلب والأوعية الدموية.

أما الأشخاص المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية، فنصح د. أيمن بتجنب الجلوس داخل الكهف، إذ أن استنشاق الهواء المشبع بجزيئات الملح قد يؤثر على التوازن الهرموني لديهم ويزيد من الأعراض المصاحبة مثل سرعة ضربات القلب أو العصبية الزائدة.

وفي حالة مرضى الفشل الكلوي أو من يعانون من مشاكل قلبية متقدمة، فإن وجودهم داخل بيئة مشبعة بالملح قد يؤدي إلى خلل في توازن الأملاح بالجسم، إضافة إلى الضغط الإضافي على أجهزة حيوية تعاني بالفعل من الضعف.

كذلك، ممنوع اصطحاب الأطفال أقل من 3 سنوات إلى الكهف، حسبما أكد أستاذ أمراض الصدر، حيث لا يكون جهازهم التنفسي والمناعي مكتمل النضج بما يكفي للتعامل مع تركيز الأيونات والهواء المشبع بالملح، مما قد يعرضهم لمشكلات في التنفس أو تهيج الأغشية المخاطية.

الصداع والدوار الخفيف
وعن الأعراض الجانبية للشخص السليم الذي يدخل الكهف للمرة الأولى، فيقول د. أيمن أنه قد يشعر بالصداع أو دوار خفيف، نتيجة التغير المفاجئ في تركيز الأيونات الهوائية داخل المكان مقارنة بالهواء الخارجي، هذه الأعراض تكون مؤقتة وتزول بعد فترة قصيرة من التعود.

وأكد أن زيارة كهف الملح يجب أن تتم وفق إرشادات طبية، فهي ليست بديل للعلاج الطبي، بل كوسيلة مساعدة تتطلب وعي بالآثار الجانبية والحالات الممنوع عليهم دخول هذا الكهف وهذا بالطبع لا يتم إلا تحت إشراف طبي.

التعقيم ضرورة
أكد الأستاذ محمد الأشقر، المسئول عن أحد كهوف الملح، أن مسألة التعقيم تمثل أولوية قصوى نظرًا للإقبال اليومي الكبير من الزوار، موضحًا أن الهدف لا يقتصر على راحة الضيوف، وإنما لضمان أن تظل التجربة صحية وآمنة في المقام الأول.

وأوضح أن إدارة الكهف تحرص على تغيير الأغطية والمفارش عقب كل جلسة، على غرار ما يحدث في العيادات الطبية، لتفادي انتقال أي عدوى بين الزوار، خاصة أن الجلسة الواحدة تتطلب جلوس أو استرخاء لفترة طويلة داخل الكهف.

وفيما يتعلق ببلورات الملح، أشار إلى أنه يتم التعامل معها بحذر شديد، حيث تُستخدم محاليل طبية خاصة للتعقيم لا تتفاعل مع الملح ولا تفقده خواصه العلاجية، هذه المواد تُرش بجرعات دقيقة ومدروسة لضمان القضاء على أي بكتيريا أو جراثيم محتملة، مع الحفاظ على نقاء الأجواء العلاجية.

وأضاف أن أنظمة التهوية الحديثة تمثل ركيزة أساسية في الحفاظ على جودة التجربة، إذ تعمل أجهزة متطورة على تنقية الهواء وإعادة تدويره باستمرار، بما يضمن بقاءه مشبعًا بجزيئات الملح النقي.

كما أشار إلى أن وجود فواصل زمنية بين الجلسات ليس مجرد استراحة، بل خطوة مقصودة لإتاحة الفرصة لأجهزة التهوية في تجديد الهواء كليًا، والتأكد من خلو المكان من أي ملوثات قبل استقبال الزوار الجدد.

التوتر واضطرابات النوم
وفي إطار مختلف، تحدث الدكتور عبد العزيز آدم استشاري نفسي، عن الأثر النفسي للاسترخاء داخل الكهف، وأكد أنه يقلل القلق واضطرابات النوم مما ينعكس بدوره على المناعة، ويجعل الجسم أكثر توازنًا في مواجهة العدوى.

وتابع: يوفر الكهف أجواء تشبه جلسات التأمل واليوجا، حيث الإضاءة الخافتة والموسيقى الهادئة تساهم في استرخاء الأعصاب والتخلص من الأرق، وكثير من الزوار يخرجون بشعور أخف وراحة ذهنية واضحة، معتبرين التجربة علاجًا للتوتر وضغط الحياة اليومية.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية