تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تشكِّل الكمائن جزءًا أساسيًا من استراتيجية الاستنزاف الطويلة التي تنتهجها المقاومة الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية، بهدف تعطيل التقدم البري للاحتلال في غزة وزيادة تكلفة الحرب سياسيًا وعسكريًا، وفقًا لتحليلات الخبراء.
تكتيك هجومي
أوضح مصطفى الذواتي، الباحث الفلسطيني، أن الكمائن التي تنفذها كتائب عز الدين القسام (الذراع العسكري لحركة حماس) تُعد أسلوبًا قتاليًا هجوميًا اعتمدت عليه المقاومة بشكل مكثَّف منذ 7 أكتوبر 2023، لتحقيق أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وأضاف أن مناطق حي الشجاعية، خان يونس، ورفح كانت أبرز ساحات هذه الكمائن، حيث قامت المقاومة بتوثيقها مصورًا لإثبات قدرتها على الاستمرار في القتال، وتعزيز معنويات مقاتليها، وجذب متطوعين جدد، فضلًا عن تقويض الروح المعنوية للجنود الإسرائيليين.
وأشار الذواتي إلى أن هناك أنوع متعددة من الكمائن تعتمد على:
- زرع العبوات الناسفة في الطرق التي تسير فيها المعدات الحربية الإسرائيلية.
- الالتحام المباشر من النقطة صفر بالهجوم على المدرعة وإلقاء العبوة الناسفة عليها.
- كمين مركب يجمع بين إطلاق النار والقنابل اليدوية وقنص الجنود في أوقات متزامنة.
وقد تم توثيق العديد من هذه العمليات ونشرها عبر قنوات حماس على تليجرام، مما يُظهر تطورًا في التعقيد التكتيكي، معتمدًا على عمليات رصد مكثفة، مما يؤكد استمرار المقاومين في امتلاك قدرات قتالية رغم القصف الإسرائيلي المستمر منذ 18 شهرًا.
استراتيجية مرنة
اختتم الذواتي حديثه بالتشديد على أن استمرار القتال يكشف عن قدرة المقاومة على تشكيل شبكات قتالية مرنة، قادرة على إلحاق خسائر موجعة بالجيش الإسرائيلي، وإن كانت بإمكانيات محدودة.
رؤية للمقاومة
من جانبه، أكد الباحث الفلسطيني علاء مطر أن الكمائن تُعد عنصرًا محوريًا في استراتيجية المقاومة بقيادة كتائب القسام، التي تعتمد على تكتيكات قائمة على الاستنزاف والضربات الخاطفة مستفيدة من الطبيعة الجغرافية المعقدة للقطاع، وشبكات الأنفاق الواسعة التي تتيح للمقاتلين حرية المناورة والانسحاب السريع بعد إيقاع خسائر مباشرة في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وشدد مطر على أنه بالرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها المقاومة على الصعيد البشري واللوجستي وتدمير جزء كبير من شبكة الأنفاق الخاصة بها، لازالت تواصل عملياتها مستفيدة بعدد من العوامل، أبرزها:
- القدرة على إعادة تدوير مخلفات الحرب من صواريخ وقذائف لم تنفجر وتحويلها إلى وسائل قتال جديدة.
- وجود بيئة شعبية مساندة تدفع المقاتلين لمواصلة العمل الميداني.
قيادات جديدة
وأشار مطر إلى أنه بعد اغتيال القيادي بحركة حماس محمد السنوار، برز اسم عز الدين الحداد كقائد فعلي للحركة في غزة، وهو شخصية معروفة بقدراتها العسكرية والأمنية والتي انعكست على الأرض من خلال إعادة هيكلة الخطط الهجومية والدفاعية وتوسيع عمليات تجنيد المقاتلين الجدد.
وتعتبر هذه التحولات التنظيمية سبباً رئيسًا في استمرار الكمائن والهجمات رغم كثافة الغارات ومحاولات تدمير البنية العسكرية للمقاومة.
وأختتم مطر حديثه بقوله هذه الكمائن وفق رؤية المقاومة؛ تمثل جزءًا من استراتيجية الاستنزاف الطويلة الهادفة إلى إبطاء التوغل البري ورفع كلفة الحرب سياسيًا وعسكريًا على الاحتلال، في ظل استمرار المواجهة المفتوحة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية