تتزايد الإصابة بالأمراض التنفسية بشكل ملحوظ خلال فترات التقلبات الجوية وتغير الفصول، مما يجعلها من أكثر المشكلات الصحية شيوعا بين المصريين، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن، ومرضى القلب والرئة، والمصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم وضعف المناعة.

وتبدأ معظم الإصابات بأعراض بسيطة، لكنها قد تتفاقم سريعا لتصل إلى التهاب رئوي حاد أو قصور تنفسي إذا لم يتم التعامل معها مبكرا.

تشابه الأعراض
تتنوع الأمراض التنفسية بين نزلات البرد، والإنفلونزا، والتهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي، والربو، والحساسية الصدرية، وتتشابه أعراض العديد منها، مثل السعال الجاف أو المصحوب ببلغم، وارتفاع درجة الحرارة، وضيق التنفس، وآلام الجسم والصداع وسيلان الأنف.

يأتي ذلك في الوقت الذي يحذر فيه أطباء الأمراض الصدرية من تجاهل هذه الأعراض، خاصة ضيق التنفس المستمر أو الألم بالصدر، حيث أن ذلك قد يكون مؤشرا على تطور الالتهاب إلى مرحلة أكثر خطورة.

كما أن الكشف المبكر لا يقتصر فقط على تشخيص المرض بدقة، بل يساعد أيضا في تحديد المضاعفات المحتملة وتقديم العلاج المناسب قبل أن تتدهور الحالة، خاصة مع الانتشار المتزايد للفيروسات الموسمية التي تضرب الجهاز التنفسي في فترات الشتاء.

الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات
يعد كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات التنفسية، حيث أن التقدم في العمر يقلل من كفاءة الجهاز المناعي، مما يجعل مقاومة الفيروسات والبكتيريا أكثر صعوبة.

أما مرضى القلب والضغط والسكر فتمثل الأمراض التنفسية عبئا إضافيا على أجسامهم، وقد تتسبب العدوى في اضطراب وظائف القلب أو ارتفاع مستويات السكر، أو حدوث التهابات شديدة قد تتطلب دخول المستشفى.

بينما مرضى الربو والحساسية الصدرية يواجهون مخاطر أكبر عند الإصابة بالفيروسات التنفسية، حيث قد تؤدي النزلات الموسمية إلى تهيج الشعب الهوائية، ما يزيد من نوبات ضيق التنفس ويعرضهم لنقص الأكسجين الحاد.

مضاعفات خطيرة
تتراوح المضاعفات بين التهابات رئوية حادة، وتجمع سوائل داخل الرئتين، وقصور تنفسي، وقد تصل في بعض الحالات إلى الحاجة للعناية المركزة.
وتشير الدراسات إلى أن المصابين بالأمراض المزمنة هم الأكثر تعرضا للوفاة نتيجة الالتهاب الرئوي أو الإنفلونزا الشديدة، لذلك فإن التعامل السريع مع الأعراض يمثل خط الدفاع الأول ضد هذه المخاطر.

كيف نقي أنفسنا من الأمراض التنفسية؟
أكد أطباء الصحة العامة أن الوقاية تبدأ من العادات اليومية، وتشمل: غسل اليدين بانتظام للحد من انتقال الفيروسات، الالتزام بتهوية المنازل وأماكن العمل لتخفيف تركز الملوثات والفيروسات في الهواء، تجنب الاختلاط بالمصابين، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة خلال فترات زيادة الإصابات، المحافظة على التغذية السليمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تدعم المناعة، والحصول على التطعيمات الموسمية، بما في ذلك لقاح الإنفلونزا، الذي يقلل من خطر الإصابة والمضاعفات.