تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "قوائم الانتظار" في العيادات الخاصة.. ألم يضاف لمعاناة المرضى
source icon

سبوت

.

"قوائم الانتظار" في العيادات الخاصة.. ألم يضاف لمعاناة المرضى

كتب:محمود جودة

صرخات ألم أُرسلت إلى الطبيب الشهير عبر هاتفه الجوال لتنقل له معاناة إحدى مرضاه التي تنتظر العرض عليه بعد ستة أشهر وفقاً لدورها على قوائم انتظار عيادته الخاصة، لتنقل له ملخص الحالة، وكيف تحول الوقت لعدو جديد يزيد المريض ألماً فوق ألمه، ومعاناة تضاف لمعاناته.

هذا ما حدث مع "رشا م."، مريضة في أواخر الأربعينيات، مريضة اكتشفت بالصدفة إصابتها بالسرطان المتعدد، فكانت تعاني من آلام بالقولون وتم وصف علاج تسبب في تنشيط الغدد السرطانية، وبدأت رحلة المعاناة مع هذا المرض الذي انتشر في معظم أجزاء الجسم، حتى انتهى بالمخ.

فطرقت الكثير من الأبواب، بحثاً عن طبيب يستطيع وصف دواء يخفف شدة الآلام، حتى وصلت لطبيب أورام ذي مهارة يدعى "م. ص"، لكنها فوجئت بوضعها على قائمة انتظار لـ 6 أشهر، وسعر الكشف 850 جنيهاً، فاتصل زوجها بالطبيب، وطلب تحديد موعد عاجل للكشف، ولو بتكلفة إضافية، فتم تقريب الموعد لشهرين.
وكان هذا التسجيل الصوتي لصراخ زوجته من الألم هو وسيلته لتحديد موعد قريب ليرحمها من المعاناة.

حالات على قوائم الانتظار
هذه ليست الحالة الوحيدة التي كانت قوائم الانتظار بالعيادات الخاصة عدواً لها فـ "سهام ع."، شعرت بوخز في الصدر، ذهبت لطبيب القلب، وعانت من دواء، سبب لها الاكتئاب، فظهر مع نوبات من الهلع الشديد بسبب خفقان القلب السريع، وبعد أكثر من سنة، شُخصت بوجود كهرباء في القلب، فلجأت لمعهد القلب، وعُرضت على لجنة طبية قررت إجراء جراحة، لكن تم تأجيل الجراحة عدة أشهر بسبب قوائم العمليات لدى الطبيب.

طوال هذه الأشهر كانت المريضة تبحث عن رقم العيادة الخاصة لحجز موعد للكشف، كباب خلفي لتعجيل موعد العملية، وبعد عام من رحلة المعاناة تحدد لها موعد الجراحة.

أما الطفلة "هنا أ."، 15 سنة، فبدأت رحلتها مع أطباء المخ والأعصاب في عمر الثامنة، حيث عانت من صداع متكرر، ليشخص ككهرباء على المخ، وبدأت العلاج، ثم تطور الأمر لضمور في الساق، فتوجهت بها اسرتها إلى عيادة طبيب مخ وأعصاب شهير، وللأسف كان دورها في الكشف بعد أربعة أشهر.
وانتهت المعاناة بالانتظار حتى العرض على الطبيب ليحدد جراحة تخطت تكلفتها الـ 100 ألف جنيه بعد الخصم.

أسطورة الأمراض الجلدية
ولم يكن الوضع مختلف مع عيادة أسطورة طب الأمراض الجلدية الدكتور "م.ا" رائد علاج الأمراض الجلدية والتناسلية في مصر والوطن العربي، والذي يأتي إليه ملوك وأمراء الدول العربية بفضل نبوغه واكتشافاته في مجال تخصصه، ولذلك كانت تصل فترات الانتظار للكشف عنده 6 و 7 شهور.

بعد وفاته، استكمل نجله الطبيب في نفس التخصص مشوار والده، وبنفس الشهرة والمهارة في مجاله، فبعض الحالات تحتاج علاجا مستوردا غاليا، فيصف لها البديل المصري، وبسعر مناسب، مما أطال من قائمة الانتظار لديه أيضا، والتي تصل إلى شهرين.

نسب عالمية
وعلى الرغم من أن هناك 14 ألف طبيب يتخرج سنوياً، ويتم تكليفهم في المستشفيات الحكومية المصرية، إلا أن هناك نقص في نسبة عدد العاملين من الأطباء البشريين بالوزارة مقارنة بعدد السكان.

ويؤكد الدكتور أبوبكر القاضي، الأمين العام المساعد لاتحاد المهن الطبية، أن نسبة الأطباء للمرضى محليا وصلت إلى 8.6 طبيبا لكل 10 آلاف مواطن، بينما النسبة العالمية هي 23 طبيباً لكل 10 آلاف مواطن، وأن أعداد المقيدين بسجلات النقابة العامة للأطباء حوالي 400 ألف طبيب، في حين أن من يعمل منهم في الحكومة فقط 125 ألفا.

أخطر وأدق التخصصات
وتنقسم الفروع الطبية إلى أربعة فروع أساسية، هي الطب الوقائي، والعلاجي، والتأهيلي، والطب البديل، والتي تتشعب إلى أكثر من 45 تخصصاً، أعلاها أجوراً القلب، والأورام، والمخ والأعصاب، الأشعة، جراحة العظام، الجراحة العامة، النفسية والعصبية، والجلدية، وتعتبر أمراض القلب، أكثر التخصصات الطبية دقةً وأصعبها، أما طب التخدير والانعاش فهو أكثرها خطورة. 

وعلى الرغم من هذه الأعداد فإن المريض قد يصطدم بموعد بعد 6 أشهر أو أكثر، ويتحكم في ذلك زيادة أعداد الحالات، وفي حالة عدم قدرة المريض على الانتظار هذه المدة، فعليه التوجه لأي طبيب آخر، أو المستشفيات الحكومية، فبها أساتذة واستشاريين وأخصائيين في كل المجالات.

الحل النقابي
قال الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء، أن إجمالي عدد الأطباء في مصر 230 ألفا، منهم 130 ألف فقط على رأس العمل، سواء في المستشفيات الحكومية أو الجامعية، أو التأمين الصحي، أو طبيب حر، وأن ما يستدعي ذهاب المريض لعيادات الأطباء الخاصة، هو عدم توفير الخدمة بشكل كافي في بعض المستشفيات الحكومية، كما يضطر الطبيب لفتح عيادات خاصة بعرض تحسين دخله.

وأكد على أن رفع كفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى داخل المستشفيات، هو الحل الأمثل للسيطرة على قوائم انتظار المرضى في العيادات الخاصة، وفي حالة وجود فترات انتظار طويلة عند أي طبيب يمكن للمريض اللجوء إلى طبيب أخر في نفس مجال التخصص.

وأضاف، في انجلترا يصل حجم القطاع الصحي الخاص ما بين 10 و 12% فقط، وتقل هذه النسبة في فرنسا، وألمانيا، مقارنة بالقطاع الحكومي أو الرعاية الصحية العامة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية