تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أثار الحديث عن مشروع إنشاء قناة طابا –العريش جدلاً واسعاً، حيث تباينت الآراء حول جدوى المشروع وأبعاده الاستراتيجية والاقتصادية والبيئية، فيرى بعض الخبراء أن القناة قد تمثل تحولاً جغرافياً واستثمارياً كبيراً يعزز من الأهمية الاستراتيجية لشبه جزيرة سيناء، فيما يُحذر آخرون من تداعيات محتملة على الأمن القومي المصري والتوازن البيئي في المنطقة، فضلاً عن الكلفة الضخمة التي يتطلبها التنفيذ، ويأتي هذا الجدل في ظل غموض يكتنف بعض تفاصيل المشروع، وتساؤلات حول توافقه مع خطط التنمية المستدامة في سيناء، تحاول سبوت خلال السطور التالية عرض آراء المتخصصين.
ورقة تملكها مصر
"إن مصر ليست دولة عابرة بل دولة مركزية في الإقليم بأكمله، فهي دولة قوية ولديها وخياراتها وقراراتها التكتيكية والاستراتيجية"، هكذا بدأ الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، خبير دراسات الأمن القومي، حديثه عن مشروع قناة طابا – العريش، ويقول إن هذه المشروعات وكذلك مشروع الممرات الاستراتيجية، تعتبر ورقة تنموية ضمن أوراق عديدة تملكها الدولة المصرية وترتب خياراتها وسيناريوهات تنفيذها، وأضاف أدعو لضرورة التعجيل بتنفيذ هذا المشروع، خاصة أن الدراسات العلمية أكدت استحالة توسيع قناة السويس.
خط دفاع
ويرى د. فهمي، أن القناة ستنقل خط الدفاع عن مصر إلى عمق 170 مترًا، لأن المشروع المقترح ميدانياً يتضمن حفر ممر مائي عملاق بين منطقة خليج العقبة والبحر المتوسط في المنطقة شرق العريش، مرورًا بالمنطقة الحدودية المصرية بين مصر وإسرائيل بطول 231 كيلومترًا، وعرض يتراوح من 500 - 1000 متر، وبعمق يصل إلى 250 قدمًا، مما يؤدى لتنمية وسط سيناء.
ويعتبر مشروع قناة طابا-العريش ثالث مشروع قومي لمصر بعد قناة السويس والسد العالي، وفقاً لأستاذ العلوم السياسية.
سلبيات وصعوبات
ويخالفه الرأي اللواء عادل العمدة المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، الذي يرى صعوبة تنفيذ المشروع، وتأثيره السلبي على البيئة، كما سيسهم في تغيير البنية الأساسية والجيولوجية للمنطقة، فالمياه المالحة قد تؤثر على طبيعة التربة والمياه الجوفية مما سيتسبب في تدمير بعض المزايا الطبيعية التي تتميز بها سيناء.
وأضاف أن صعوبة التنفيذ تقف عائقاً كبيراً، فالمنطقة الجبلية الشديدة الصعوبة في صحراء النقب تحديدًا تتطلب تكلفة عالية، بالإضافة لصعوبة حفر قناة مائية، لكن من الممكن مد مواسير مياه صالحة للزراعة أو ترع مبطنة كوسيلة لنقل المياه فقط.
ويواصل العمدة، على المستوى الأمني فالمشروع من الممكن أن يتتسبب في تحول سيناء من شبه جزيرة لجزيرة معزولة، مما يساعد الطامعين في دعم فكرة الفصل عن الدولة المصرية.
مشروع السكة الحديد
ويرى العمدة أن الدولة المصرية استعاضت بالفعل عن فكرة القناة بخط سكة حديد -يتم تنفيذه الآن- يمر من (الفردان -القنطرة شرق - بئر العبد - العريش -رفح -طابا)، فمن الناحية الأمنية فإن إقامة خط سكة حديد بخط سير محدد يثبت للجميع إقرار فكرة الأمن، والانتصار على الإرهاب بشكل كامل في سيناء، وتحوله لتاريخ في هذه المنطقة.
وأضاف العمدة، إن نقل البضائع والمعادن التي تريد التحرك من طابا إلى الدلتا والقاهرة، بل وحتى البحر المتوسط، يعد قيمة مضافة للناتج القومي، كما أنه خط أسهل وأسرع لنقل البضائع والركاب، ويتماشى مع فكرة إنشاء الأنفاق التي قضت على العزلة وعززت التنمية في سيناء.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية