تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : صور| قميص سحري في "باب الخلق" صُنع للحماية فمات مرتديه قتيلًا.. اعرف حكايته!
source icon

سبوت

.

صور| قميص سحري في "باب الخلق" صُنع للحماية فمات مرتديه قتيلًا.. اعرف حكايته!

كتب:ياسر علي

على يسار قاعة الطب بمُتحف الفن الإسلامي، وخلف زجاج أحد فاترينات العرض عُلق قميص منسوج من خيوط الكتان الأبيض مُزين بنقوش ورموز وبعض الآيات القرآنية، يطلق عليه "القميص السحري".

القميص الذي عٌلق على حامل صُنع خصيصًا له ليبرز زخارفه والتقاسيم المنقوشة على صدره بالمدادين الأسود والأحمر، هو أحد أربعة عشر قميصًا على مُستوى العالم صنعت لغرض واحد وهو الحماية.

تظهر على القميص السحري - المصنوع لدفع الخطر عن مرتديه بقوة الطلاسم والآيات والرموز - آثار الدماء، ما يعني أن من كان يرتديه تعرّض للجرح أو القتل، وهنا تكمن المُفارقة، ويتضح عدم جدواه، أو عدم قدرته عل القيام بمهام الحماية والمُباركة التي صُنع لأجلها، ورغم ذلك يبقى أحد أبرز وأندر القطع الأثرية المعروضة بالمتحف الكائن في باب الخلق، منذ وصل إليه وأصبح جزءًا من مقتنياته في ثلاثينيات القرن الماضي، بعد ما باعه مالكه مصطفى بك شمس الدين آنذاك للمتحف على حالته الحالية.

يدل القميص الذي يبلغ طوله 137 سم، بعرض صدرية يصل إلى 89 سم، واتساع وسط 92 سم، وفتحة رقبة 16 سم، وطول زراع يصل إلى 20 سم، باتساع 30 سم، أنّ من كان يرتديه شخص قوي البنيان، فارع الطول، ما يشير إلى أنّه أحد مُحاربي الدولة الصفوية في إيران، والتي صُنع في عهدها أي منذ 350 سنة تقريبًا.

هذا القميص صُمم بهدف الخداع والنصب على بعض القادة السياسيين والملوك في ذلك الوقت لإيهامهم أن القميص به قدرات حماية سحرية خارقة، بحسب حسام زيدان الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، والدليل على ذلك أن القميص السحري المعروض حاليًا في متحف الفن الإسلامي عليه آثار دماء، وأنّ مرتديه مات قتيلًا خلال ارتدائه وفق ما أخبرت به السرديات التاريخية.

وأضاف زيدان، أنّ العالم الإسلامي به أربع عشرة نسخة من هذا القميص، منهم أربعة في مصر أحدها المعروض حاليًا في متحف الفن الإسلامي، والثلاثة الأٌخر في مخازن المُتحف، مشيرا إلى أن القميص الحالي تظهر عليه الكتابات والتعاويذ بالأرقام والحروف، وبأسماء ملائكة، وأسماء جن، ليوحي لمن يقرأها أنها تتضمن قوة سحرية، كما أن الكتابات عليه دقيقة جدًا، ولا بد أن مُصممه كان مهندسًا على أعلى مستوى نظرًا للزخارف المُعقّدة التي تشيع نوع من الرهبة حين مشاهدتها.

"فكرة القميص لا تختلف عن فكرة أعمال السِحر والأحجبة في وقتنا الحالي"، هكذا قال الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، قبل أن يوضح أن هذا القميص صُمم بدقة عالية جدًا ليستهدف طبقة عالية وكبيرة.

واستطرد: " فليس من المنطقي أن أذهب إلى الحاكم أو وزير السلطان بحجاب على شكل مثلث، ولكن سيكون الأمر منطقي حينما أذهب إليه بهذا القميص المُصمم بدقة عالية، وأقنعه أنه يضمن له الحماية، حينها سيدفع الحاكم أو الوزير بسخاء"، متابعا: "ومن هنا جاءت فكرة هذا القميص، وهو في حقيقته أكذوبة ولا جدوى منه بدليل مقتل من كان يرتديه".

واختتم الباحث في التاريخ والحضارة بالقول، إن القميص المصنوع من الكتان، يمتاز بقدرته العالية على تحمل التغيرات الجوية، والفترات الزمنية الكبيرة، والدليل على ذلك الأنسجة الكتانية في الأكفان التي وصلتنا بحالة جيدة من الحفظ منذ عصور المصريين القدماء، إضافة إلى العديد من أنسجة الكتاب التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة وكانت معروضة ضمن مقتنيات متحف النسيج المصري.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية