تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : قرار لحظة وندم سنوات.. مخاطر طبية لإزالة الوشم
source icon

سبوت

.

قرار لحظة وندم سنوات.. مخاطر طبية لإزالة الوشم

كتب:مروة علاء الدين

  لم يعد الوشم مجرد قرار جمالي عابر، بل تحول في حياة كثيرين إلى شاهد دائم على لحظة لم تعد تمثلهم؛ فبين وشم حمل اسم حبيب سابق، أو رمز ديني لم يعد يعبر عن القناعة، أو رسمة اختارها شاب صغير واندمجت في جلده مدى الحياة، تظهر الحاجة الملحة لإزالته، خاصة مع تغير القناعات أو لأسباب صحية ومهنية.

وفي ظل تطور التقنيات الطبية، أصبح بالإمكان تصحيح هذا القرار الجلدي، لكن هل الإزالة فعلاً ممكنة؟ ما الطريقة الأكثر أماناً؟ وما التكلفة والآثار الجانبية؟

ويؤكد الأطباء أن دوافع الإزالة باتت أكثر تنوعاً، وتشمل أيضا حالات التحسس من الحبر، أو الإصابة بعدوى جلدية، ما يجعل قرار التراجع عن التاتو ليس فقط نفسياً أو اجتماعياً، بل طبياً أيضاً.

نستعرض في التقرير التالي، رأي الأطباء وخبراء الجلدية حول الوسائل الطبية لإزالة الوشم، مع تسليط الضوء على النتائج الواقعية، والتحذيرات، والنصائح الطبية التي قد تغير قرارك.

أسباب مختلفة للإزالة
يرى الدكتور أحمد إسماعيل، استشاري الأمراض الجلدية والتجميل بالليزر، أن البعض يلجأ للإزالة نتيجة لتغير القناعات أو التوبة، أو بسبب انتهاء علاقة ارتبط بها الوشم عاطفياً، بينما قد يجبر البعض الآخر على إزالته بسبب التهابات جلدية أو حساسية من الحبر.

ويتابع د. إسماعيل، أن من أشهر الأمثلة العلنية على هذا القرار كان الفنان أحمد سعد، الذي أعلن في تصريح تلفزيوني عن إزالة جميع وشومه باستخدام الليزر، معتبراً هذه الخطوة "تحريراً نفسياً وشكلياً"، وواصفاً إياها بأنها "من أفضل قرارات حياته".

الليزر الطبى
يعد الليزر، بحسب الخبراء، التقنية الأكثر شيوعاً وفعالية لإزالة التاتو حالياً، حيث يعمل على تفتيت جزيئات الحبر الموجودة في الطبقات العميقة من الجلد بواسطة نبضات ضوئية عالية الكثافة.

ويشرح د. إسماعيل أن هذه التقنية فعالة للغاية مع الألوان الداكنة كالأزرق والأسود، لكن فعاليتها تقل مع الألوان الفاتحة مثل الأخضر والأصفر، ويؤكد أن مدى نجاح الجلسات يرتبط بعوامل متعددة، منها عمق الحبر، نوع البشرة، مساحة الوشم، وكذلك الجهاز المستخدم.

وأوضح  أن عدد الجلسات يتراوح عادة بين 4 - 10 جلسات، وقد تزيد حسب حالة كل شخص.

أما عن التكلفة، فتتراوح ما بين 1000- 3000 جنيه للجلسة الواحدة، وفقاً لمساحة الوشم ونوع الجهاز.

وحول الآثار الجانبية المحتملة، يوضح الطبيب أن بعض الحالات قد تعاني من احمرار أو تورم مؤقت، أو تقشر الجلد، وربما تصبغات جلدية خفيفة أو ندبات طفيفة في بعض الأحيان.

التحضير والوقاية
ويؤكد د. إسماعيل أن نجاح جلسات الليزر لا يعتمد فقط على الجهاز، بل أيضاً على التحضير الجيد قبل الجلسة والمتابعة الدقيقة بعدها.
ويضيف: "يجب استشارة طبيب جلدية أولاً، وتجنب التعرض للشمس قبل الجلسة بأسبوع، وإبلاغ الطبيب بأي أدوية يتم تناولها."

ويتابع، بعد الجلسة، يجب تجنب الماء الساخن أو حمامات السباحة لمدة أسبوع، والامتناع عن حك الجلد أو لمسه بشكل مفرط، مع استخدام الكريمات الموضعية التي يصفها الطبيب.

هل يعود الجلد 
يجيب د. إسماعيل بأن بعض الحالات تعود فيها البشرة إلى حالتها الطبيعية تماماً، خاصة عند استخدام الليزر الحديث وبأيد طبية خبيرة، لكن في حالات أخرى، قد تبقى آثار خفيفة أو تصبغات، خصوصاً في حال كانت البشرة سريعة التندب أو تمت إزالة التاتو بشكل متأخر جداً.

الجراحة الجلدية
في بعض الحالات المعقدة، يُلجأ إلى إزالة التاتو جراحياً، عبر قص جزء الجلد الحامل للوشم وخياطته.
ويشير د. إسماعيل إلى أن هذا الخيار يستخدم فقط عندما يكون الوشم صغيراً، ولا تستجيب الأنسجة لجلسات الليزر.

ويضيف:"رغم أن الجراحة تضمن إزالة الحبر بالكامل، إلا أنها تترك غالباً أثراً أو ندبة واضحة، لذا لا نلجأ إليها إلا كخيار أخير."

كشط الجلد
في حال لم تصلح الجراحة، أو لم تكن خياراً مطروحاً، تظهر طرق بديلة قديمة مثل كشط الجلد.
وهنا توضح الدكتورة فاطمة السيد، إخصائية الجلدية، أن تقنية كشط الجلد (Dermabrasion) كانت تستخدم سابقاً بشكل أكبر، لكنها أصبحت أقل شيوعاً الآن بسبب ما تسببه من مضاعفات.

وتضيف، تعتمد هذه الطريقة على استخدام أداة دوارة لكشط طبقة الجلد العليا، لكنها مؤلمة وتتطلب تخديراً موضعياً، وقد تؤدي إلى تندب أو تصبغ، خصوصا للبشرة الحساسة."

وتشير د. فاطمة، إلى أن فترة التعافي بعد الإجراء تتراوح ما بين 10 - 14 يوماً، وهي أطول من باقي التقنيات، دون ضمان لنتائج دقيقة.

الكريمات التجارية
وعن الكريمات التي تسوّق لإزالة التاتو، تحذر د. فاطمة من الانسياق وراء هذه المنتجات، وتقول إنها لا تصل إلى عمق الجلد حيث يوجد الحبر.
وتوضح، غالباً ما تحتوي تلك الكريمات على مواد كيميائية قد تسبب الحكة، أو التصبغ، أو حتى التهاب الجلد، دون أن تحدث أي إزالة حقيقية للتاتو.

الوصفات المنزلية
من جانب آخر، علّق الدكتور هيثم عبد القادر، استشاري الأمراض الجلدية غير الجراحية، على انتشار وصفات طبيعية عبر الإنترنت، مثل استخدام الألوفيرا، الملح، الثوم، أو زيت الخروع.

ويؤكد، كل هذه الطرق غير موثقة طبياً، وقد تسبب حروقاً أو تحسساً أو التهاباً، من دون أن تحدث أي تفكيك فعلي للحبر داخل الجلد.
ويتابع أن هذه الطرق تعتبر خطرة، خاصة لمن لديهم بشرة حساسة أو يعانون من أمراض جلدية مزمنة.

ويضيف د. هيثم، إذا قررت إزالة التاتو، فاختر عيادة مرخصة وطبيباً مختصاً، وتجنب المغامرة في المنزل أو الثقة بالوصفات المنتشرة، فالأمر ليس تجميلياً فقط، بل يتعلق بصحة الجلد وسلامته.

اختيار الطريقة الأنسب
ويؤكد د. هيثم أن اختيار الطريقة المناسبة لإزالة الوشم تعتمد على عدة عوامل، منها:

-لون التاتو: فالحبر الأسود يزال بسهولة مقارنة بالألوان الفاتحة.

-حجم وعمق الوشم: كلما زاد عمقه، تطلب جلسات أكثر.

-نوع البشرة: الحساسة تحتاج لتقنيات أقل ضررا.

-موقع التاتو: بعض المناطق أكثر عرضة للتندب.

-الميزانية المتاحة: فبعض التقنيات أغلى من غيرها.

وشدد الطبيب على أهمية التفكير ملياً قبل اتخاذ قرار رسم التاتو، لأنه وإن بدا سهلاً وقت التنفيذ، إلا أن إزالته أصعب وأغلى.

دوافع متغيرة
لا يبدو قرار رسم التاتو دائماً نهائياً، إذ أظهرت دراسة أجراها مركز Pew Research Center في 2023 أن نحو 24% من الأشخاص الذين يمتلكون وشوماً عبروا عن ندمهم تجاه واحد أو أكثر منها، سواء بشكل جزئي أو كامل.
ويرى الباحثون أن هذا الندم لا يظهر عادة في البداية، بل يتشكل بمرور الوقت، حين تتغير القناعات الشخصية، أو يواجه الفرد تحولات اجتماعية، أو التزامات مهنية تتطلب مظهراً أكثر تحفظاً.

كما أظهرت بيانات من الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية ارتفاعاً بنسبة 39% في معدلات إزالة الوشم باستخدام الليزر خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما يعكس اتساع دائرة من يراجعون قراراتهم الجمالية مع مرور الوقت، لا سيما من رسموا التاتو في سن صغيرة، غالباً خلال المراهقة أو أوائل العشرينات.

وتدعم هذه الاتجاهات بيانات نشرها موقع Statista عام 2024، تشير إلى أن 23% من من خاضوا تجربة التاتو يفكرون لاحقاً في إزالته، لأسباب تتفاوت ما بين دينية أو صحية، أو نتيجة انتهاء علاقة عاطفية ارتبط بها التاتو، أو ببساطة لعدم الرضا عن الشكل النهائي.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية