تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : فيروسات تكتسح الموسم الشتوي.. كيف تميّز بين الإنفلونزا والبرد وRSV؟
source icon

سبوت

.

فيروسات تكتسح الموسم الشتوي.. كيف تميّز بين الإنفلونزا والبرد وRSV؟

كتب:مي هارون

تشهد مصر، على غرار عدد من دول العالم، ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بالفيروسات التنفسية خلال الموسم الحالي، وسط تحذيرات طبية من شدة الأعراض وتداخلها، وصعوبة التفرقة بين أكثر من فيروس في الوقت نفسه، ما أدى إلى زيادة الإجهاد المناعي وظهور مضاعفات لدى بعض الفئات، خاصة كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.

ويؤكد أطباء أن الموسم الحالي يختلف عن الأعوام السابقة، ليس فقط من حيث أعداد الإصابات، ولكن أيضًا من حيث حدة الأعراض وسرعة تطورها؛ إذ بات كثير من المرضى يعانون من تدهور واضح في حالتهم الصحية خلال ساعات قليلة، بدلًا من المسار التدريجي المعتاد لنزلات البرد التقليدية.

خمسة فيروسات
أكد الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أن فصلي الخريف وبداية الشتاء يشهدان سنويًا انتشار عدد كبير من الفيروسات التنفسية، إلا أن الموسم الحالي يتميز بارتفاع واضح في معدلات الإصابة وشدة الأعراض، مع سيطرة فيروس الإنفلونزا الموسمية على المشهد الصحي.

وأوضح أن الفيروسات المنتشرة حاليًا تشمل؛ الإنفلونزا، والبارا إنفلونزا، وفيروس كورونا، والفيروس المخلوي التنفسي، والفيروس الغدي، إلى جانب فيروسات نزلات البرد، إلا أن السائد هذا العام بشكل لافت هو فيروس الإنفلونزا الموسمية، الذي يمثل نحو 65% من إجمالي الإصابات المسجلة.

وأضاف أن الأكثر انتشارًا ضمن هذه النسبة هو فيروس H1N2، المعروف سابقًا باسم «إنفلونزا الخنازير»، مؤكدًا أنه يتميز بسرعة الانتشار ويصيب مختلف الفئات العمرية دون استثناء.

أعراض متشابهة
وأشار استشاري الحساسية والمناعة إلى أن الأعراض بين الفيروسات التنفسية تتشابه إلى حد كبير، ما يصعّب التفرقة بينها أحيانًا، إلا أن هناك علامات إكلينيكية مميزة، في مقدمتها شدة ارتفاع درجة الحرارة.

وأوضح أن ما يميز الإنفلونزا عن غيرها هو أن درجة الحرارة قد تصل إلى 39 درجة مئوية أو أكثر، ويصاحب ذلك تكسير شديد في العظام وآلام حادة في العضلات، وهي علامات لا تظهر عادة في نزلات البرد البسيطة.

وأضاف أن مرضى الإنفلونزا قد يعانون أيضًا من ضيق في التنفس وسعال شديد ومشكلات تنفسية قد تتحول في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، مؤكدًا أن الإنفلونزا هذا العام شديدة الانتشار والخطورة.

وأوضح أن الإنفلونزا تُعد مرضًا سريريًا يجبر المصاب على البقاء في المنزل وعدم القدرة على ممارسة حياته الطبيعية، على عكس نزلات البرد التي تسمح للمصاب بمزاولة أنشطته اليومية رغم الشعور بالإرهاق.

نزلات البرد أقل حدة 
وفيما يخص نزلات البرد، أوضح د. أمجد أنها تتميز بارتفاع متوسط في درجة الحرارة، لا يتجاوز غالبًا 38 درجة مئوية، مع احتقان بالحلق وسيلان بالأنف، دون تكسير في العظام أو آلام عضلية شديدة.

وأضاف أن المصاب بنزلة برد يستطيع في الغالب ممارسة حياته اليومية بشكل شبه طبيعي، وهو ما يميزها عن الإنفلونزا التي تتسبب في إجهاد شديد وعدم القدرة على الحركة.

المخلوي خطر على الرضع
وحذّر استشاري الحساسية والمناعة من الخطورة الخاصة للفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، موضحًا أن تأثيره يكون أشد على الرضع وحديثي الولادة وكبار السن.

وقال إن أعراض الفيروس المخلوي قد تتشابه مع الإنفلونزا، إلا أن خطورته الحقيقية تكمن في طبيعة الجهاز التنفسي لدى الرضع؛ إذ يكون مجرى التنفس صغيرًا جدًا، ما يسمح للفيروس بالوصول سريعًا إلى الرئة وإصابة القصيبات الهوائية، وهو ما قد يؤدي إلى صعوبة شديدة في التنفس.

وأشار إلى أن المخاطر تزداد لدى الأطفال المولودين بعيوب خلقية، خاصة في القلب أو الرئة، مؤكدًا أن هذه الفئة تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة وتدخل مبكر عند ظهور الأعراض.

الإنفلونزا الأخطر
وأكد أن جميع الفيروسات التنفسية تتشابه في الأعراض العامة مثل السعال والزكام وارتفاع الحرارة والإرهاق، إلا أن الإنفلونزا تظل الأخطر بينها بسبب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة وما يترتب عليه من مضاعفات محتملة.

المناعة أولًا 
وفيما يتعلق بالعلاج، أوضح أن نحو 80% من الحالات لا تحتاج إلى علاج دوائي محدد، إذ يتعافى المريض من خلال الراحة التامة، وتناول خافضات الحرارة، والإكثار من السوائل الدافئة، مع اعتماد الجسم على جهازه المناعي في مقاومة العدوى.

وأضاف أن بعض الفئات، خاصة كبار السن والرضع، قد تحتاج إلى بروتوكولات علاجية خاصة، تتضمن استخدام مضادات الفيروسات تحت إشراف طبي صارم.

وشدد على المنع التام لاستخدام المضادات الحيوية في علاج الفيروسات التنفسية، مؤكدًا أنها لا تؤدي دورًا في الشفاء، وقد تتسبب في مضاعفات خطيرة ومقاومة بكتيرية.

ثلاثة فيروسات تضرب الجهاز التنفسي
من جهتها، حذّرت الدكتورة ماريان ماهر، استشاري الصيدلة الإكلينيكية، من موجة فيروسية شديدة الانتشار يعاني منها عدد كبير من المواطنين خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة أن الأعراض المصاحبة لها ليست مجرد نزلة برد عادية، بل «هجوم متكامل من ثلاثة فيروسات» يهاجم الجسم في وقت واحد، ويتسبب في إنهاك سريع وارتفاع مضاعف في شدة المرض خلال 24 ساعة.

وأضافت أن ما يميز هذه الموجة أنها لا تمنح المريض مقدمات واضحة؛ إذ يستيقظ كثيرون وهم يعانون من ضيق تنفس وصداع شديد وارتفاع في الحرارة وإرهاق كامل في العضلات، ويظنون خطأً أن الأمر مجرد إجهاد أو قلة نوم.

وأوضحت أن ما يحدث فعليًا هو دخول ثلاثة فيروسات في التوقيت نفسه؛ الإنفلونزا A، وفيروس RSV، وفيروس Rhinovirus، ما يشعل الجهاز المناعي في معركة متزامنة، وكأن الجسم يتعرض لاجتياح وليس عدوى بسيطة.

فسّرت د. ماريان شدة الموجة الحالية بأن كثيرًا من الأشخاص يدخلون موسم العدوى بأجسام مُنهكة، نتيجة قلة النوم، والتوتر المزمن، وسوء التغذية، وقلة التعرض لأشعة الشمس، وانخفاض النشاط البدني، وهو ما يضعف كفاءة الجهاز المناعي ويقلل قدرته على المواجهة.

وتصف الأعراض قائلة إن الصداع ينتج عن التهاب الجيوب الأنفية وارتفاع الحرارة، والاحتقان يغلق الممرات الهوائية، والسعال الدفاعي يوقظ المريض ليلًا، بينما يمثل البلغم السميك محاولة من الجسم لمحاصرة الفيروسات، كما أن انخفاض الأكسجين ولو بنسبة بسيطة قد يسبب دوخة وتسارعًا في ضربات القلب.

الاستخدام العشوائي للأدوية
وشددت على ضرورة عدم تناول الأدوية دون استشارة طبية، خاصة لمرضى القلب والضغط والربو والحوامل، موضحة أن الخطة العلاجية تعتمد على تخفيف الأعراض ودعم المناعة، وتشمل خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول، ومذيبات البلغم، ومضادات الاحتقان بحذر، وأدوية السعال المناسبة، إلى جانب بخاخات الأنف لفترات محدودة، وأكدت أن بخاخات الشعب الهوائية مثل «فينتولين» تُستخدم عند اللزوم فقط وتحت إشراف طبي.

العلاج المنزلي والوقاية
وأشارت إلى أهمية العلاج المنزلي الداعم، مثل تناول المشروبات الدافئة كـالزنجبيل والليمون والعسل، واستنشاق البخار، وتقليل السكريات، وتناول البروتين، والتعرض لأشعة الشمس، وممارسة المشي الخفيف، إلى جانب استخدام غسول الأنف بانتظام لتقليل الالتهاب.

أكدت أن استمرار ارتفاع الحرارة لأكثر من يومين، أو ظهور ضيق في التنفس، أو ألم في الصدر، أو سعال مصحوب بدم، أو دوخة مفاجئة، كلها أعراض تستدعي مراجعة الطبيب فورًا، خاصة لدى كبار السن والحوامل ومرضى الأمراض المزمنة.

وتختتم د. ماريان حديثها قائلة: «ما نشهده هذا الموسم ليس دور برد عاديًا، بل هجوم فيروسي مركب على جسم مُرهق، والتعامل السليم مع الأعراض، والراحة، ودعم المناعة يمكن أن يقلل مدة المرض إلى ثلاثة أو خمسة أيام بدلًا من أسابيع».

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية