تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : فيديو| شارع يحتفل بعيد ميلاد الإسكندر الأكبر كل عام
source icon

سبوت

.

فيديو| شارع يحتفل بعيد ميلاد الإسكندر الأكبر كل عام

كتب:الإسكندرية- سرحان سنارة:

أسُس على نسق لم تعرفه أثينا وروما من قبل، يُسهل مرور العربات والمارة في آن واحد، أقيمت حوله المرافق والمنشآت الرئيسية، ما جعله محور الحياة العامة وقلب المدينة النابض. 

الشارع الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى الثلث الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد، سيخضع خلال أيام لأكبر مشروع تطوير بهدف الحفاظ على النسق المعماري له، لما يمثله من مكانة حضارية عريقة.  

"الكانوبي"،"المحجة العظمى"،"رشيد"، "فؤاد"، "الحرية"، "جمال عبد الناصر".. تعددت الأسماء والشارع واحد، مرحبًا بكم في أحد أعرق وأقدم شوارع العالم على أرض عروس البحر المتوسط. 
 


رقعة الشطرنج 
"عندما أوكل الإسكندر المقدوني إلى "دينوقراطس" تخطيط عاصمته الجديدة قبل نحو 2350 عامًا، قام الأخير بتأسيسها على النسق "الهيبودامي" الذي يتميز بتقسيم المدينة إلى شوارع رئيسية تتقاطع في زوايا قائمة، فيما يشبة "رقعة الشطرنج". 
ويروي الدكتور إسلام عاصم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، تاريخ شارع فؤاد "طريق الحرية" العمود الفقري لمدينة الإسكندر الأكبر، قائلا "إن عرضه كان حوالي 100 قدمًا، وامتد في وسط المدينة من الشرق إلى الغرب حيث كان يبدأ في الشرق بباب يسمى "باب الشمس"، وينتهي في الغرب بباب يسمى "باب القمر". 

وقال "عاصم" لـ"سبوت" إن شارع فؤاد كان مزدحمًا ومحطة هامة للقوافل المتجهة إلى عاصمة البلاد القديمة، مشيرا إلى أنه كان مرصوفًا بالبازلت الأسود أو بالأحجار الصفراء، وزين جانبيه أعمدة وتماثيل تتخللها أقواس النصر. 
 
سر باب الشمس 
ووفقا لدراسة علمية حديثة أجراها الإيطاليان "جوليو ماجلي، ولويزا فيرو" لم يكن اختيار موقع هذا الشارع تحديدًا ليكون عصب المدينة القديمة، مجرد محض صدفة أو عشوائية، بل كان لأسباب دينية ورمزية وليست طبوغرافية. 

وكشف "عاصم" أن زاوية ميل الشارع تتفق مع نفس خط إشراق شمس يوم ميلاد الإسكندر المقدوني في العشرين من يوليو طبقا للتقوم اليولياني ولعل هذا يفسر تسمية أحد البابين بباب الشمس حيث كانت تخترقه أشعة الشمس عند الشروق سنويا معلنة ميلاد الإسكندر، ومذكرة الأجيال المتعاقبة بمؤسس المدينة الرائعة. 

لكل اسم حكاية 
وحول تعدد أسماء الشارع العريق، أوضح أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن أول اسم يحمله هو الشارع الكانوبي، كونه يتجه من خلال بابه الشرقي إلى كانوب "أبي قير حاليا"؛ عاصمة الإقليم المنيليتي، وأحد أهم موانئ دلتا النيل- وقتها-، وضاحية الإسكندرية ومنتجع لسكانها، ومنه يتم الاتجاه إلى ممفيس. 

وأشار إلى أن اسم الشارع تغير في العصر الإسلامي، وتحديدًا في عهد أحمد بن طولون ليكون "المحجة العظمي"، والذي يعني الطريق المستقيم الرئيسي أو قد يعني الطريق الذي يتخذه الحجاج، واتخذ بعد ذلك اسم أهم المقاصد التي يؤدي إليها وهي مدينة رشيد. 

وأضاف عاصم، أنه عندما استقلت البلاد وأصبحت مملكة، تغير اسم الشارع الرئيسي للمدينة ليطلق عليه "شارع فؤاد"، إلا أنه بعد قيام ثورة ١٩٥٢ تغيير اسمه إلى "طريق الحرية"، و"جمال عبد الناصر". 

وتساءل أستاذ التاريخ المعاصر حول أسباب استمرار التصاق اسم فؤاد على الشارع حتى الآن بالرغم من تغيير الاسم إلى طريق الحرية، قائلا أن الأمر يستدعي دراسة استقصائية حول أسباب هذا الارتباط حتى في أذهان الأجيال الجديدة التي لم تعش أو تعرف الكثير عن شخصية الملك فؤاد. 

أقدم مبنى 
على مر القرون، تغيرت مباني الشارع العريق واختفت واحدة تلو الأخرى، قبل أن يعاد إعمار المنطقة في سبعينيات القرن التاسع عشر، إلا أن أول شخص بدأ البناء بالشارع في العصر الحديث ليشيد أول مبنى - المركز الثقافي الإسباني حاليا- هو "فيليبو بيني" الإيطالي المولود في القاهرة- بحسب الدكتور إسلام عاصم. 

وأنفق "فيليبو بيني" كل ما ورثه عن أبيه لتعمير شارع رشيد – اسمه وقتها- دون أن يستمع لآراء من حوله في عدم استثمار أمواله بمنطقة اعتبرت شبه نائية آنذاك، وبدأ في تأسيس أول مبنى بالشارع عام 1875 وانتهى من تشييده عام 1880، ليستقر به مع أسرته. 

لم يمر سوى عامين على تشييد أقدم مبنى حتى تعرضت الإسكندرية لهجمات القوات البريطانية بحلول 1882، وتغيرت ملامح المدينة إثر قصف منطقة المنشية وما حولها والتي كان يقطنها الأثرياء الذين اضطروا لترك منازلهم بعد أن طالها دمار الاحتلال، واتجهوا صوب الشارع العتيق لشراء قطع أراضي من "فيليبو بيني". 

عاش " فيليبو بيني" مع أسرته في قصره الذي بات أقدم مبنى في الشارع العريق، حتى توفي في الإسكندرية سنة 1910 عن عمر ناهز 61 عاما، واستمرت عائلته في المبنى حتى نهاية حقبة الخمسينيات لتنتقل ملكيته إلى الحكومة الإسبانية التي حولته إلى قنصلية ثم مركزًا ثقافيًا ورممت المبنى وأعادته للحياة، ليظهر النسق المعماري المميز له- بحسب أستاذ التاريخ المعاصر. 

الإمبراطور الروماني 
ويقول أحمد عبد الفتاح، مستشار المجلس الأعلى للآثار الأسبق، إنه عثر على العديد من الآثار بعضها يرجع للعصر البطلمي، منها أضخم حمامات عثر عليها بمصر بمعظم مكوناتها الهندسية. 

وأضاف عبد الفتاح، أن بعض بقايا المجموعات الأثرية المعمارية تؤكد على استمرارية شارع كانوب هو الشارع الرئيسي الحيوي خلال العصر الروماني أيضا، إذ عثر أثناء حفر أساسات على تمثال لإمبراطور روماني، وهو الإمبراطور الفيلسوف ماركوس أوريليوس. 
منشآت هامة 
لم يفقد شارع فؤاد أهميته في العصر الحالي، إذ يضم مباني هامة ذات طراز معماري مميز منها، متحف الإسكندرية القومي، وقصر سرسق باشا، وشركة مياه الشرب، ومقر هيئة ميناء الإسكندرية، والمركز الثقافي الأسباني، فضلا عن ديوان عام محافظة الإسكندرية الذي تهدم واحترق في عام 2011. 

ألوان العقارات 
وتعتزم محافظة الإسكندرية خلال أيام بدء مشروع تطوير ورفع كفاءة شامل لمباني شارع فؤاد، مع الحفاظ على النسق الحضاري والمعماري، لما يمثله من مكانة حضارية عريقة.  

وقال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، إن المشروع يتضمن توحيد أشكال وألوان واجهات العقارات واللافتات الإعلانية وأشكال الإضاءة وكافة النواحي الجمالية بشارع فؤاد.  

وأضاف المحافظ، أن شارع فؤاد يعد واحد من أعرق وأقدم الشوارع بالمدينة، مؤكدًا على التزام المؤسسات الحكومية والبنوك بالشارع بتطبيق التصميمات الخاصة بعملية التطوير.  

وفي سياق متصل، استمعت الدكتورة جاكلين عازر، نائب المحافظ، لمطالب أصحاب المحال بشارع فؤاد، ليجري البدء في أسرع وقت ممكن في توحيد أشكال الإعلانات التجارية وواجهات المحلات والعقارات للحفاظ على مظهرة الحضاري. 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية