تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : في يومه العالمي.. خطوات عملية تمنحك السلام الداخلي
source icon

سبوت

.

في يومه العالمي.. خطوات عملية تمنحك السلام الداخلي

كتب:نهى العليمي

في الحادي والعشرين من سبتمبر من كل عام، يرفع العالم شعار "السلام" احتفالًا بيوم السلام العالمي، غير أن الحقيقة التي نلمسها جميعًا أن العالم يبتعد يومًا بعد يوم عن الهدوء والسكينة؛ فالحروب مشتعلة، والانقسامات السياسية تزداد عمقًا، والأزمات الاقتصادية تتفاقم، وضغوط الحياة لا تنتهي، وسط هذا المشهد المربك، يظل السؤال قائمًا: كيف نعيش سلامًا داخليًا ونحن محاطون بكل هذا الضجيج؟

يرى علماء النفس والخبراء أن السلام لا يبدأ من القمم السياسية ولا من الاتفاقيات الدولية الكبرى فقط، بل يبدأ من داخل الإنسان نفسه، عبر رحلة شخصية تقوم على عادات صغيرة يومية، لكنها قادرة على أن تصنع مع مرور الوقت توازنًا نفسيًا وطمأنينة نحتاجها لنواصل حياتنا في هدوء وسلام. فالعالم من حولنا قد يكون خارج سيطرتنا، لكن أفعالنا واختياراتنا بين أيدينا.

السلام العالمي حلم، لكنه لا يتحقق إلا بسلام داخلي يبدأ من كل فرد، فإذا تعلمنا كيف نصنع هدوءنا الشخصي وسط ضوضاء العالم، ربما نكون قد وضعنا أول لبنة في طريق عالم أكثر هدوءًا وسلامًا.

رفقًا بنفسك
تقول الدكتورة شهيرة سامي، استشاري الطب النفسي، السلام النفسي ليس حالة ننتظر أن تفرضها الظروف، بل هو اختيار شخصي لصناعة الطمأنينة وسط الأحداث المضطربة، وأهم ما يمكن القيام به هو الدخول في منظومة روتينية من التصرفات الصحية التي كثيرًا ما ننصح بها أبناءنا ونغفلها نحن، مثل:

النوم المنتظم: الحصول على 7–8 ساعات نوم يوميًا يُعد أهم دواء طبيعي للجهاز العصبي، ويقلل من القلق والاكتئاب.
التعبير عن المشاعر: لا تكبت مشاعرك. فالكتابة اليومية أو التحدث مع شخص موثوق وسيلة صحية لتفريغ الضغوط.
الغذاء المتوازن: الدراسات تؤكد أن النظام الغذائي الغني بالخضروات، الأسماك، والحبوب الكاملة يحسن المزاج ويقي من الاضطرابات النفسية.
تعلم قول "لا": كثير من القلق سببه إرهاق الذات لإرضاء الآخرين. ضع حدودًا واضحة لعلاقاتك.
الصلاة بانتظام: الارتباط الروحي، سواء بالعبادة أو التأمل، يمنح إحساسًا عميقًا بالطمأنينة ويزيد القدرة على مواجهة الضغوط.
طلب المساعدة عند الحاجة: زيارة الطبيب النفسي أو اللجوء للعلاج السلوكي المعرفي ليست ضعفًا، بل وعي ومسؤولية تجاه الذات.
الرحمة بالنفس: عندما تخطئ، لا تجلد ذاتك، بل قُل لنفسك: "أنا أتعلم".
الانفصال عن الإنترنت: خصص ساعة صباحًا وساعة قبل النوم بعيدًا عن السوشيال ميديا، وزِد المدة عند الشعور بالقلق أو التوتر.
التمتع باللحظات البسيطة: لا تستهِن بمتعة المشي على الكورنيش، أو شرب القهوة مع صديق، أو ممارسة الرسم والتلوين أو الرقص. اجعل لهذه الأنشطة موعدًا ثابتًا أسبوعيًا أو شهريًا، فهي تمثل حافزًا داخليًا ومكافأة للنفس تغنيك عن انتظار الدعم الخارجي، وتشعرك بأن مفاتيح سعادتك بيدك.

عادات يومية صغيرة
من جانبها، توضح الدكتورة إيمان عز الدين، استشاري الطب السلوكي وعلم النفس الإكلينيكي، أن هناك عادات بسيطة يمكن أن يكون لها أثر سريع في تهدئة الجهاز العصبي، ومساعدة الإنسان على مواجهة الصدمات والإحباطات.

وتضرب مثالًا بتمارين التنفس الواعي قائلة، يكفي أن تخصص 5 دقائق صباحًا ومساءً، تغلق عينيك، وتأخذ نفسًا عميقًا من الأنف وتخرجه ببطء من الفم، هذه الدقائق القليلة بعيدًا عن الهاتف والعمل قادرة على إيقاف عجلة التوتر وإعادة الهدوء للعقل.

وتضيف، كذلك فإن المشي له تأثير مباشر في تهدئة الأفكار وإعادة ترتيبها، منظمة الصحة العالمية توصي بالمشي نصف ساعة يوميًا، وإذا لم يتوافر وقت للخروج، يمكنك الاكتفاء بالمشي حول المنزل أو حتى داخل الشقة أو المكتب بنفس المدة.

سر السعادة البسيطة
وتكمل د. إيمان، كتابة ثلاثة أشياء نشعر بالامتنان لها يوميًا، مهما بدت صغيرة، مثل كوب قهوة، لقاء صديق، أو ابتسامة عابرة، تساعد على تقليل التوتر وتحسين المزاج.

كما أن الإفراط في متابعة الأخبار السلبية يضاعف القلق، بينما تقليل استخدام الهاتف ساعة يوميًا يخفض مستويات التوتر بدرجة ملحوظة، استبدل هذه الساعة بقراءة كتاب، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، أو الصلاة، وستشعر بتوازن أكبر في حياتك.

إضافة إلى ذلك، فإن المشاركة في الأعمال التطوعية ولو لساعات قليلة شهريًا تعزز الإحساس بالجدوى، وتزيد من الرضا الداخلي. سواء بالانضمام إلى مبادرة لزراعة شجرة، أو مساعدة محتاج، أو تعليم طفل، أو رعاية الحيوانات، فإن العطاء يخلق فرحة داخلية عميقة ويمنح الإنسان سلامًا نفسيًا. ولهذا ننصح به كثيرًا مرضى القلق والاكتئاب".

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية