تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : في يومه العالمي.. الُبهاق يهاجم الشباب بالاكتئاب
source icon

سبوت

.

في يومه العالمي.. الُبهاق يهاجم الشباب بالاكتئاب

كتب:مي هارون

"نظرات جارحة وشعور بالرفض ممن حولي"، هكذا بدأت "فاطمة محمد" البالغة من العمر 35 عاما، قبل أن تضيف: "عانيت منذ طفولتي من التنمر بسبب إصابتي بـ"البهاق"، فليس لدي أصدقاء لأن كل زملائي في الدراسة كانوا يتجنبون التعامل معي ويخافون لمسي لعدم العدوى منذ الطفولة، وبالتالي أصبحت شخصية انطوائية لا تحب التعامل مع الناس، تأثرت نفسيًا بسبب نظرات الخوف في عيون كل من حولي، لذلك قررت عدم الزواج لتجنب وضعي في أي موقف محرج لوجود تصور عند بعض الشباب أن هناك احتمالية لانتقال المرض لأولادهم بالوراثة".

فاطمة لم تكن الوحيدة التي عانت من إصابتها بـ"البهاق" فهناك غيرها الآلاف، منهم أيضًا أحمد الذي بلغ من العمر 39 عامًا، وتسببت إصابته بهذا المرض أن تتحول حياته إلى سجن كبير، جدرانه من البيت إلى العمل فقط، رفض الزواج تجنبا لسماع أي تعليقات عن مرضه رغم انه غير معدٍ، مما جعله مصاب بالعصبية والإحباط وفقدان الثقة في النفس، نتيجة للصورة الخاطئة التي يعتقدها الكثير عن مرضى البهاق.

اليوم العالمي
ويهدف اليوم العالمي للبهاق الموافق هذا العام اليوم الثلاثاء 25 يونيو 2024 إلى زيادة الوعي بمرض البهاق، وطرق الرعاية والعلاج المناسبة بين عامة الناس ومقدمي الرعاية الصحية، ويتراوح متوسط انتشار البهاق بين 0.5% إلى 2 % من سكان العالم، إذ يُقدَّر العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعانون من البهاق بحوالي 65 - 95 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

 وتم الاحتفال الأول باليوم العالمي للبهاق للمرة الأولى في 2011، و تم اختيار هذا التاريخ تخليدا لذكرى وفاة الفنان مايكل جاكسون الذي أصيب بالبهاق.

مرض بلا مضاعفات
البهاق ليس مرضًا معديًّا، بل مجرد نوع من الأمراض الجلدية التي تصيب نسبة بسيطة من البشر، ولا يشكل خطراً على حياة المصاب نهائياً، بحسب د. حمزة السيد استشاري الأمراض الجلد، موضحا يحدث البهاق عندما تموت الخلايا المنتجة للصبغة (الخلايا الميلانية) أو تتوقف عن إنتاج الميلانين الصبغة التي تعطي لونًا للجلد والشعر والعين وتكتسب البقع المصابة من البشرة لونًا أفتح أو أبيض.

و البهاق ليس له مضاعفات، ولا يؤثر على الأعضاء وليس مرضاً خطيراً، والمشكلة تكمن في التأثير النفسي على المريض، والحديث مازال لـ د. حمزة، فالبعض يشعر بالضيق لتغير شكله وتغير نظرة المجتمع للمصاب بالمرض، وأثبت علمياً أنه غير معدٍ نهائياً بأي طريقة سواء باللمس أو الجماع، وأنه مرضاً ناتجاً عن خلل في الجهاز المناعي وليس ضعفاً في المناعة.

نشاط الجهاز المناعي
وأوضح أن المصاب بالبهاق يكون لديه نشاط زائد في الجهاز المناعي، ويتم تكسير الخلايا الصبغية الخاصة بالجلد، ما يؤدي إلى تكوين فراغ وتظهر على شكل بقع مختلفة عن اللون الأساسي للجسم، أما ما يظنه البعض بأنه مرضاً وراثياً، فـ15% فقط لديهم تاريخ عائلي بمرض البهاق، ولكن 85% من المصابين ليس لديهم أي تاريخ عائلي مع المرض.

واختتم مؤكداً، أنه لا يوجد علاج للبهاق، ولكن العلاج المناسب يمكن أن يوقف أو يبطئ عملية تغير اللون ويعيد بعض اللون إلى الجلد.

أضرار صحية ونفسية
"ومرض البهاق من أكثر الأمراض المؤثرة على نفسية من يعانون به"، كما يؤكد د. حاتم ناجي استشاري الصحة النفسية، قبل أن يتابع: " فبمجرد أن يتغير لون جلد المريض يكون عرضة لنظرات من لا يفهمون هذا المرض، وعدد كبير من الناس يعتقد خطأ أن البهاق من الأمراض المعدية، وبالتالي يتعاملون بخوف مع المريض، مما يؤثر على حياة المريض سواء رفض الارتباط بالشاب أو الفتاة مريضة البهاق، كما يتعرض بعضهم للرفض في مقابلات العمل في المؤسسات المختلفة، مما يسبب الإحباط للمريض، الذي قد يسبب لهم أضرار صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، ألم المفاصل، قرحة بالمعدة، نزيف أو جلطة في المخ، وكذلك جلطة في القلب".

و يمكن أن يؤدي الإحباط مع بعض المصابين، كما يشير د. حاتم، إلى الإصابة بالاكتئاب لشعوره بأنه غير مرغوب في المجتمع، ويرغب في الانعزال عن المجتمع، ويمكن أن يصل تفكيره إلى الانتحار للتخلص من الحياة ونظرات المجتمع له، داعيا إلى توعية المجتمع بحقيقة مرض البهاق وأسبابه ومعرفة أنه غير معدياً، ويجب تقبل المريض والتعامل معه ودعمه نفسياً، وعندئذ يشعر مريض البهاق بتحسن نفسيته ويساعد في شفائه من الاكتئاب.

تداعيات الإصابة بالبهاق
وتُعرف «الأمم المتحدة» البهاق بأنه حالة نادرة الحدوث يولد بها الإنسان، وهي غير معدية وإنما وراثية، وفي جميع أشكال البهاق تقريباً لابد أن يكون كلا الوالدين حاملاً للجين لكي ينتقل البهاق إلى الأبناء، حتى وإن لم تظهر علامات البهاق على الوالدين، ويصيب البهاق كلا الجنسين بغض النظر عن الأصل العرقي، ويوجد في جميع بلدان العالم، وينجم عن غياب صبغة الميلانين في الشعر والجلد والعينين، مما يجعل الشخص المصاب به شديد التأثر بالشمس والضوء الساطع، ويؤدي ذلك إلى معاناة كل المصابين بالبهاق تقريباً من ضعف البصر ويكونون عرضة للإصابة بسرطان الجلد، ولا يوجد أي علاج لغياب الميلانين الذي هو السبب الأساسي للبهاق.

وتوضح الأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي أن نقص المادة الصبغية المُلونة «الميلانين» يعني أن الأشخاص المصابين بالبهاق معرضون بدرجة كبيرة للإصابة بسرطان الجلد، ومن الممكن الوقاية من سرطان الجلد إلى درجة كبيرة عندما يتمتع المصابين والمصابات بالبهاق بحقوقهم في الصحة، ويشمل ذلك على إمكانية إجراء الفحوصات الصحية المنتظمة، واستخدام وسائل الوقاية من الشمس، واستخدام النظارات الشمسية والملابس الواقية من أشعة الشمس.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية