تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : في يومه الدولي .. "العمل الخيري" قوة إنسانية لمستقبل أكثر عدالة
source icon

سبوت

.

في يومه الدولي .. "العمل الخيري" قوة إنسانية لمستقبل أكثر عدالة

كتب:محمود جودة

لم يعد العمل الخيري مجرد عطاء فردي أو مبادرات عاطفية عابرة، بل تحول إلى داعم أساسي للتنمية المستدامة، ومحركاً للتضامن الإنساني العابر للحدود، ففي عالم يواجه أزمات متشابكة من الفقر والتغير المناخي والصراعات، باتت المبادرات الخيرية شريكاً للحكومات والمجتمع المدني والقادرة على سد الفجوات، ومعالجة جذور التحديات، وهي جسر يربط الشعوب، ويؤكد المسئولية العالمية المشتركة لمواجهة الفقر، وبناء عالم أكثر إنصافاً.

في هذا التقرير وتزامناً مع اليوم الدولي للعمل الخيري 5 سبتمبر، نوضح طبيعة العمل الخيري وآثاره وركائزه، وأكثر الأعمال الخيرية غير المعروفة في ظل التطور الحديث، ليتمكن الرأي العام من الاندماج فيه، ليصبح صانعاً للمستقبل عبر أعمال الخير.

 

توسيع مجالات العمل
يتسم العمل الخيري في مصر، بتطور حديث، حسب غادة محمد، رئيس مجلس إدارة جمعية أهلية، يشمل تبني تقنيات حديثة في التبرعات وجمع الأموال عبر الإنترنت، وتوسيع مجالات العمل لتشمل التنمية المستدامة والرعاية الصحية والاقتصادية بدلاً من المساعدات التقليدية، بالإضافة إلى دور بارز للجمعيات الأهلية والقانون المنظم للعمل الأهلي في تفعيل دور الشباب والتطوع، ورغم كل ذلك، لاتزال هناك تحديات تتعلق بنقص الشفافية والبيانات في بعض المبادرات، وتداخل الأطر المؤسسية، وهو ما يدعو لتوحيد الجهود لتنمية ثقافة التطوع، وتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية.


ركائز حديثة
وتوضح غادة، أن العمل الخيري الحديث الآن، يلعب دوراً جوهرياً في بناء مجتمعات أكثر مرونة، وهو قوة لتعزيز الأواصر الاجتماعية، وترسيخ قيم التعاون والتكافل، ولكي يحقق ذلك فإنه يرتكز على عدة مقومات، وهي:
1.     العطاء المدعوم بالتكنولوجيا: ومنها التقنيات الرقمية مثل منصات التمويل الجماعي، وأدوات الذكاء الاصطناعي، التي جعلت العمل الخيري أكثر شمولاً وشفافية، حيث بات بإمكان الأفراد المشاركة في دعم القضايا الإنسانية، من أي مكان في العالم وبلمسة زر واحدة، مثلما يحدث في أحداث إنسانية بدول مجاورة.

2. ريادة الشباب: فهناك جيل جديد من الشباب يقود حالياً مبادرات اجتماعية وبيئية مبتكرة، ليؤكد أن الاستثمار في طاقتهم وأفكارهم، هو استثمار في مستقبل أكثر عدالة واستدامة.

3. العدالة: فالعمل الخيري الحديث يتجاوز مفهوم المساعدات العامة، ويضع في اعتباره العوامل المتشابكة للفقر، مثل النوع الاجتماعي والعرق والإعاقة، ويمنح الأولوية للحلول القادمة من داخل المجتمعات نفسها، لضمان عدالة التوزيع وشمول الجميع.

4. الأخلاق والمساءلة: فالشفافية والتواضع والمساءلة لم تعد خيارات، بل هي أساس لاستمرار ثقة المجتمعات في المبادرات الخيرية، وضمان أن تكون الاستجابات ملائمة للاحتياجات الفعلية للفئات الأكثر احتياجاً.

5. الفقر والمناخ: لم يعد ممكناً فصل العمل البيئي عن الجهد الإنساني، فتغير المناخ يزيد من هشاشة الفئات الأفقر، ما يجعل الجمع بين مكافحة الفقر وحماية البيئة، ضرورة إنسانية أكثر إلحاحاً.

العمل الخيري والتنمية المستدامة
ويؤكد الدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، في تصريح خاص، أن العمل الأهلي في مصر قوة إنسانية تتغلغل في كافة المجالات، ولا يقتصر على المساعدات الخيرية فقط كما يعتقد البعض، بل أصبح عنصراً محورياً في تحقيق التنمية المستدامة، ودعم خطط الدولة، ورؤية مصر 2030.

وأوضح أن البداية كانت عبر الجمعيات الأهلية، التي ركزت على العمل الخيري، والرعاية الصحية، وتقديم المساعدات الإنسانية والعلاجية، سواء نقدية أو عينية، من خلال المستشفيات الجامعية والحكومية والأهلية، ومع مرور الوقت تطور النشاط الأهلي ليمزج بين البعدين الخيري والتنموي، من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، والتي تهدف لخلق فرص عمل للشباب من الجنسين، والتصدي للفقر والبطالة، وهو ما يمثل تحولاً جوهرياً في دور الجمعيات.

وأضاف د. عبد القوي، أن هناك بعداً ثالثاً لا يقل أهمية، وهو العمل الحقوقي، حيث يتيح القانون للجمعيات الأهلية ممارسة أدوار في التوعية بالحقوق، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، بما يتوافق مع قانون تنظيم العمل الأهلي رقم 45.

وحول آليات الدعم، يشير د. عبد القوي، إلى أن التمويل يتنوع بين دعم مباشر للأسر الأكثر احتياجاً، كما تفعل مؤسسة الزكاة المصرية، وبين دعم مشروعات شبابية عبر القروض متناهية الصغر، حيث تساهم هذه المشروعات في استدامة مصدر رزق ثابتة، وتنعكس ثمارها على الأفراد والمجتمع معاً.


الخدمات الصحية والتغيرات البيئية
يكشف د. عبد القوي، جانباً لا يعرفه كثيرون، وهو أن العمل الأهلي يسهم بنحو 30% من الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في مصر، من خلال الجمعيات والمستشفيات الأهلية، مثل مستشفى أهل مصر للحروق، ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب، وغيرها، كما أن الدستور المصري خص العمل الأهلي بمادة واضحة تؤكد دوره، وأتاح لأي 10 مواطنين الحق في إنشاء جمعية وإشهارها، بشرط أن يتوافر لديهم أهداف ولوائح ونشاط يخدم المجتمع.

وعن البيئة والتغيرات المناخية، يوضح أن هناك اتحاداً نوعياً لحماية البيئة من التلوث، يضم جمعيات تعمل على التوعية، وإجراء الأبحاث العلمية، والإبلاغ عن التجاوزات البيئية، ويعتبر هذا الاتحاد من أقوى الكيانات النوعية في مصر.

دعم الأشقاء
يمتد العمل الأهلي المصري خارج الحدود، حيث تقوم مصر بدور محوري في دعم الأشقاء العرب والأفارقة، وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني، حيث وصلت نسبة المساعدات المصرية إلى غزة ما بين 75 - 80% من إجمالي المساعدات المقدمة، مقارنة بنسبة 20 - 25% فقط قدمها المجتمع الدولي، كما قدمت الجمعيات دعماً إنسانياً كبيراً، للسودان والدول المنكوبة بالكوارث الطبيعية مثل السيول والفيضانات.


التكنولوجيا والعمل الخيري
ويشير د. طلعت عبد القوي، إلى أن التكنولوجيا أصبحت جزءاً أساسياً من منظومة العمل الخيري، من خلال قواعد البيانات التي أنشأتها وزارة التضامن الاجتماعي، تحت إشراف هيئة الرقابة الإدارية، لضمان وصول الدعم لمستحقيه، بجانب الدور الذي تقوم به الجمعيات العلمية في تطوير حلول تكنولوجية، بمجالات تحلية المياه، والبحث العلمي، والإنتاجية.

ويؤكد رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، على أن أهداف العمل الأهلي تتكامل مع خطة مصر للتنمية المستدامة 2030، حيث يسعى إلى القضاء على الفقر، ودعم الصحة، وتوفير الطاقة، وإقامة شراكات بحثية وعلمية، وهو ما يترجم على أرض الواقع، بفضل الدعم القوي من القيادة السياسية للمجتمع المدني.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية