تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
احتفالًا بيوم المياه العالمي الموافق 22 مارس من كل عام، سلطت الأمم المتحدة الضوء هذا العام على قضية "الأنهار الجليدية"، حيث وضعتها على رأس أولوياتها في جهود الحفاظ على الموارد المائية، وتتولى وكالتا الأمم المتحدة؛ اليونسكو والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، مهمة إدارة هذا اليوم العالمي، الذي يهدف إلى لفت الانتباه إلى أهمية المياه العذبة، والدعوة إلى إدارتها بشكل مستدام.
تحقيق الاستدامة المائية
يركز اليوم العالمي للمياه لعام 2025 على دفع الدول لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الأزمة العالمية للمياه، دعماً لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، وهو "ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030".
الأنهار الجليدية وخطورة الذوبان
ويوضح الدكتور خالد أبوزيد، المدير الإقليمي للموارد المائية في مركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا (CEDARE)، أن التركيز هذا العام ينصب على الحفاظ على الأنهار الجليدية، التي تعتمد على ذوبان الجليد في المناطق الجبلية، هذه المناطق تستقبل الأمطار في شكل ثلوج خلال فصل الشتاء، والتي تذوب في الصيف لتشكل أنهارًا موسمية تغذي المدن المعتمدة عليها.
سانت كاترين وتغذية المياه الجوفية
وأضاف د. أبوزيد أنه بالنسبة لمصر، لا توجد أنهار جليدية باستثناء منطقة سانت كاترين، التي تشهد تساقطًا للثلوج في الشتاء، لكنها بكميات قليلة لا تكفي لتكوين أنهار، بل يمكن أن تسهم في تغذية المياه الجوفية عبر قنوات صغيرة.
خزانات المياه العذبة
وأشار إلى أن الأنهار الجليدية تنتشر في العديد من القارات، بما في ذلك أفريقيا، لكنها تتركز بشكل رئيسي في المناطق القطبية الشمالية والجنوبية، حيث تمثل الجزء الأكبر من المياه العذبة على سطح الأرض، ومع زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، تتسارع وتيرة ذوبان هذه الأنهار، مما يؤدي إلى فقدان كميات هائلة من المياه العذبة التي تختلط بمياه البحار والمحيطات دون الاستفادة منها.
نظم داعمة للحياة
ووفقًا لموقع منظمة اليونسكو، فإن التركيز في يوم المياه العالمي لعام 2025 ينصب على الحفاظ على الأنهار الجليدية، التي تعمل كخزانات طبيعية للمياه العذبة، فهي توفر المياه الذائبة التي تدعم إمدادات مياه الشرب والزراعة والصناعة، بالإضافة إلى الحفاظ على النظم الإيكولوجية، كما تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم المناخ والحماية من الكوارث الطبيعية.
خسائر هائلة
وتشير اليونسكو إلى أن الأنهار الجليدية تخزن نحو 70% من المياه العذبة على الأرض، مما يجعلها "أبراج المياه" الطبيعية للعالم، ولحماية هذه الخزانات المتجمدة، يجب تعزيز الإدارة المستدامة لها، وتعزيز التعاون العلمي الدولي في مجال الرصد والدراسة.
ووفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فقدت الأنهار الجليدية في عام 2023 أكثر من 600 جيجا طن من المياه، وهي أكبر خسارة مسجلة في كتلتها منذ 50 عامًا، فذوبان الأنهار الجليدية يتسارع بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، مما يؤدي إلى تقلص المساحات المتجمدة وزيادة مخاطر الفيضانات والجفاف والانهيارات الأرضية وارتفاع مستوى سطح البحر.
استراتيجية بقاء
في ختام تقريرها، تؤكد الأمم المتحدة أن إنقاذ الأنهار الجليدية يمثل استراتيجية بقاء للبشرية والكوكب، ولتحقيق ذلك، يجب خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لإبطاء ذوبان الجليد، وإدارة المياه الناتجة عن هذا الذوبان بشكل أكثر استدامة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية