تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : في مئوية ميلاده.. يوسف شاهين نجم من البداية للنهاية
source icon

سبوت

.

في مئوية ميلاده.. يوسف شاهين نجم من البداية للنهاية

كتب:عبد العزيز الشاعر

أسابيع قليلة، وتحديدا في 25 يناير المقبل، يمر مائة عام على ميلاد المخرج العالمي يوسف شاهين، أحد المخرجين الأكثر تأثيرا في السينما المصرية والعربية في حياته وحتى بعد وفاته.

أثرى يوسف شاهين، التاريخ السينمائي العربي، بأعمال خُلدت في وجدان المشاهد العربي، ومثلت علامات في تاريخ الشاشة الفضية، ومنها "الناصر صلاح الدين" و"الأرض"، و"جميلة بوحريد"، و"صراع في الوادي " و "صراع في الميناء" و "صراع في النيل"، وغيرها، فقد كان أهم ما يميزه أنه قدم أغلب الألوان الفنية من الكوميديا إلى التراجيديا مرورا بـ التاريخي والسياسي، والغنائي.

 "سبوت" تواصلت مع عدد من الفنانين والنقاد، الذين تحدثوا عن يوسف شاهين وتأثيره في حضوره وغيابه على السينما المصرية..


الأستاذ الصديق
البداية كانت من الفنان القدير حسين فهمي، الذي قال: "في نهاية عام 1964 كنت لا أزال أدرس بمعهد السينما وعملت في هذه الأوقات كمساعد في الإخراج ومعي نادر جلال رحمه الله وكنا نقوم بتنظيف شاشة السينما بالماء والصابون وتنظيف البروجكتور حتى تكون دار العرض جاهزة تماما لعرض الفيلم بعد يومين".

وأضاف: "هكذا كانت بديتنا في العمل مع يوسف شاهين لمعرفة -أصول الصنعة- من بدايتها، ونشأت بيننا صداقة وكنا على تواصل أثناء دراستي في أمريكا وهو من شجعني للعودة لمصر لإخراج أول أفلامي.. وكتبت معه في بيت أهلي سيناريو فيلم اختيار.. وأيضا هو من شجعني على خوض تجربة التمثيل".
واختتم قائلا: "هو الأستاذ الذي بشخصيته الجميلة والعفوية والحرة جعل من التلميذ صديق".

الأب الفني
أما الفنان محمود حميدة فقال: "بوسعي أنا أقول أنا ابن يوسف شاهين.. لأنه بالفعل كان يتعامل معي كابن وليس كممثل، وكان من مهارته في النصح أنه كان يوجهني تدريجيا عندما أقع في خطأ ما وليس مرة واحدة حتى يحتويني وأنفذ توجيهاته بحب دون غضاضة".

وتابع: "يوسف شاهين بالفعل كان مؤسسة، فقد كان علم بكل تفاصيل صناعة السينما حتى الفنية الدقيقة منها، ولكنه كان يسند كل تخصص لأصحابه المهرة، حتى يخرج العمل كما ينبغي له أن يكون.

فنان إنسان
وقالت الفنانة هالة صدقي: "لا أبالغ عندما أقول، أن حلم كل فنان كان العمل معه، لأن يوسف شاهين الإنسان لم ينفصل أبدا عن يوسف شاهين الفنان، الذي كان يتميز بالصدق والشجاعة والحرية والاحترام والإخلاص الدائم لفنه، وهي الصفات التي جعلت منه يوسف شاهين العالمي".

وأكدت هالة صدقي، أن جميع من عمل مع المخرج العالمي الراحل، من الفنانين النجوم حتى الشباب الصغار في زمنه، هم فنانون كبار حاليا، مستطردة: "وهذا ما يؤكد أنه مدرسة فنية كبيرة لا تزال حاضرة بأعماله التي لا زلنا نتعلم ومعنا الكثير من الأجيال الجديدة".

عظيم في تاريخ السينما
"يوسف شاهين من أكثر المخرجين الذين أثروا السينما العربية وليس المصرية فقط"، كما أكد الناقد عصام زكريا، قبل أن يتابع: "وسيظل تأثيره موجودا ما دامت أعماله حاضرة".

 كما أكد أن كافة الأعمال الكبيرة، في كل المجالات يظل تأثيرها موجودا، بل أن هذا التأثير، قد يصبح أكبر في الأجيال الجديدة عن تلك التي كانت معاصرة للفنان، ضاربا المثل بـ "فان جوخ" الذي مات فقيرا لا يجد قوت يومه، رغم تداول أعماله آلان بالملايين، و"كافكا" الذي مات دون أن يعرفه أحد، ولكنه إلى الآن أعماله تتداول للقراءة بكثافة.

وواصل: "مثلهم يوسف شاهين من العظماء في تاريخ السينما العربية، لا تزال أعماله لها جماهيرية كبيرة، وقريبا كان يعرض له فيلم الاختيار في سينما زاوية وكانت القاعة تضج بالشباب في مقتبل العمر وكأنهم يشاهدوا عملا سينمائيا للمرة الأولى، ونجد ذلك أيضا، في أعماله السينمائية التي أعيد ترميمها وكأنها تعرض للمرة الأولى في الحضور والتفاعل الجماهيري معها".

واختتم النقاد عصام زكريا قائلا: "وبمناسبة مئوية ميلاده لن نكتفي بمدح الرجل فقط، فستكون هناك احتفالات كثيرة وستكون فرصة لإعادة عرض أعماله ولإعادة قراءته، ودراسته وتحليل أعماله من جديد مثل الأسماء الكبيرة التي تعرضنا لها في مستهل حديثنا".

يوسف شاهين منارة مصرية
"يوسف شاهين سيظل حاضرا لأن له بصمة كبيرة ومهمة منذ بدايته في عام 1949 وإلى الآن لأن أفكاره كانت متجددة"، كما رأى الناقد أحمد سعد الدين، قبل أن يواصل: "عندما عاد من أمريكا قدم فيلمه الأول "بابا أمين “، الذي لم يحقق النجاح تجاريا ولكنه قدم فكرا جديدا، بعده قدم "ابن النيل" و "صراع في الوادي" و "باب الحديد"، وحققت النجاح".

 وأضاف: "وفي فترة من الفترات ركز شاهين على المهرجانات الخارجية وتحديدا مهرجان كان ووصل وعرضت أعماله في المهرجان وكرم أيضا عن مجمل أعماله هناك، وبالتالي أثر غيابه على حال السينما حيث كان يقدم عملا كل فترة فكان القدوة للشباب وكانوا يسيرون على خطاه .. وكثير من السينمائيين الغربيين في أوروبا وأمريكا يعرفون السينما المصرية عن طريق يوسف شاهين وعمر الشريف، في النهاية سيظل تأثير شاهين موجودا ما دامت أعماله موجودة وتعرض على الشاشات" .

مخرج مهم وليس الأهم 
أما الناقد محمد شوقي، فاستهل حديثه بإعلان اختلافه مع من يرى أن أفلام يوسف شاهين غير مفهومة، قائلا: "يوسف شاهين قدم أفلاما جميلة وجماهيرية بدأها بـ "بابا أمين " بطولة حسين رياض وفاتن حمامة وكمال الشناوي وهو من الأفلام المهمة والذي مثل مصر في مهرجان كان ، ثم قدم "صراع في الوادي" و"صراع في المينا" مع عمر الشريف وفاتن حمامة وزكي رستم و "سيدة القطار" مع ليلى مراد و "انت حبيبي" مع فريد الأطرش و "المهرج الكبير" مع يوسف وهبي " و " جميلة بوحريد " مع ماجدة إلى جانب تحفته الفنية " الناصر صلاح الدين " وأفلام أخرى كثيرة قدمها شاهين إلى أن جاء فيلم الأرض في نهاية الستينيات،  كل هذه الأعمال السينمائية مفهومة وواضحة وناجحة جماهيريا".

ولكن يوسف من بعد فيلمه "الأرض"، والحديث مازال لـ محمد شوقي، بدأ في عمل أفلام مختلفة عن السائد مثل "عودة الابن الضال" و "اسكندرية ليه" و "حدوته مصرية" و "الاختيار" و " اسكندرية كمان وكمان " هذه الأفلام ما يقال عنها إنها "أفلام شاهينية" تمثل يوسف شاهين، وهي أعمال بها رؤية وفكر ومضمون وموسيقى وأداء مختلف في كل شيء.. هي سينما مختلفة وهذا ما يميزه أنه مخرج مختلف واستثنائي، ولكنه ليس الأهم في تاريخ السينما المصرية فهناك صلاح أبوسيف وكمال الشيخ وهنري بركات وحسين كمال وعاطف سالم وعزالدين ذو الفقار ويجب إعادة تقييم لمثل هذه الأسماء التي استطاعت أن تصل إلى الجمهور من خلال جميع أفلامها وهو مالم يستطيعه يوسف شاهين من خلال جميع أعماله.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية