تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : في مواجهة سمنة الأطفال.. متى نلجأ للتدخل الجراحي؟
source icon

سبوت

.

في مواجهة سمنة الأطفال.. متى نلجأ للتدخل الجراحي؟

كتب: رانيا سالم

هل يحق لنا التدخل الجراحي لعلاج الأطفال في حالات زيادة الوزن؟ سؤال أُثير بعد تداول فيديو لطبيب جراحة سمنة على منصات التواصل الاجتماعي، ظهر فيه وهو يشرح حالة طفلة لا تتجاوز التاسعة من عمرها، بلغ وزنها أكثر من 120 كيلوجرامًا، مما تسبب في تقوس قدميها وعدم قدرتها على المشي بشكل طبيعي.

الطفلة بدت عليها علامات الخوف من إجراء العملية، ورفضت إجراءات التحضير، لكن الطبيب والأسرة اتفقوا على أن قرار التدخل الجراحي لم يكن رفاهية، بل ضرورة لإنقاذها من سمنتها المفرطة.

اشتراطات خاصة
يقول الدكتور خالد جودت، رئيس الاتحاد العالمي لجراحات السمنة المفرطة وأستاذ جراحة السمنة بجامعة عين شمس: قديماً لم يكن مسموحًا بإجراء تدخلات جراحية للأطفال، لكن مؤخرًا بدأ السماح بها وفق اشتراطات خاصة.

موضحاً أن التدخل الجراحي لعلاج السمنة المفرطة عند الأطفال يتطلب فريق عمل متكامل من الأطباء في عدد من التخصصات، تبدأ بطبيب نفسي وأخصائي غدد صماء وأطفال، وليس مجرد طبيب جراح.

وأشار إلى أن الأطفال بحاجة إلى إعداد نفسي وجسدي مكثف قبل العملية، لأن خطورتها تكمن في احتمال عدم التزام الطفل بالتعليمات بعد الجراحة، مثل التوقف عن تناول الطعام الصلب لمدة أسبوعين والاكتفاء بالسوائل فقط.

ويحذر د. جودت أنه في حال عدم التزام الطفل بتناول السوائل فقط بعد الجراحة، قد يؤدي امتلاء المعدة إلى انفكاك الدبابيس المستخدمة في العملية، وحدوث تسريب خطير من المعدة قد يودي بحياة الطفل.

ضرورة قصوى
وأكد أستاذ جراحات السمنة، أن اللجوء لجراحة التكميم للأطفال ليس رفاهية، بل ضرورة قصوى في كثير من الحالات، خاصة عند السمنة المفرطة التي يزيد فيها الوزن أكثر من 50 كجم عن المعدل الطبيعي.

ويشترط أن تكون عائلة الطفل متفهمة ومتعاونة مع الطبيب والفريق الطبي، وأضاف أن تناول الفيتامينات بعد الجراحة يصبح أسلوب حياة للأطفال، مؤكدًا أن ذلك لا يشكل خطرًا على صحتهم، لأن الجسم يمتص فقط ما يحتاجه من الفيتامينات دون تأثير سلبي على النمو.

مأساة حقيقية
وأشار د. جودت إلى أن الطفل بعد العملية يبدأ بخسارة وزنه تدريجيًا ويستعيد صحته البدنية، ويصبح قادرًا على الحركة والجري دون مواجهة التنمر، وقال: "الطفلة ذات التسع سنوات التي يبلغ وزنها 120 كيلوجرامًا، إذا تُركت حتى سن 18 عامًا فقد يصل وزنها إلى 180 كيلو أو أكثر، وهي مأساة حقيقية لا نرغبها لأطفالنا."

تكميم أم تغيير مسار؟
ويرى د. خالد أن عملية تغيير المسار أفضل للأطفال من عملية التكميم، موضحًا أن عملية التكميم لا يمكن إلغاؤها لاحقًا لأنها تعتمد على استئصال جزء من المعدة، بينما يمكن إعادة المسار في عملية التغيير إذا رغب الطفل في ذلك عند بلوغه.

عادات غذائية وأمراض وراثية
من جانبه، يقول الدكتور هشام أحمد، أستاذ جراحة السمنة بجامعة عين شمس، إن معدلات السمنة بين الأطفال شهدت تزايدًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مرجعًا ذلك إلى عاملين رئيسيين:

- العادات الغذائية السيئة مثل تناول الوجبات السريعة والمقليات وقلة الحركة.
- الأمراض الوراثية التي تسبب زيادة مفرطة في الوزن دون ارتباط بعادات التغذية.


وأوضح أن السمنة الناتجة عن العادات الغذائية يمكن السيطرة عليها بتنظيم الوجبات وممارسة الرياضة، بينما تظل السمنة الوراثية هي الأصعب، وقد تتطلب تدخلاً جراحيًا.

التدخل الجراحي.. الحل الأمثل
وأكد د. هشام، أن بعض الأمراض الوراثية تسبب زيادة وزن مفرطة للطفل دون أي سلوك غذائي خاطئ، وهنا يصبح التدخل الجراحي الحل الأمثل، وقال إن حالة الطفلة التي لم تتجاوز التاسعة وبلغ وزنها 120 كجم مثال واضح، فتركها دون تدخل جراحي قد يؤدي إلى مشكلات في الحركة والتنمر، بينما يساعد التدخل على فقدان من 20 - 25 كجم كبداية، مما يمنحها دفعة للاستمرار في نظام غذائي وممارسة الرياضة.

الفيتامينات.. أسلوب حياة
وحول تفضيل نوع الجراحة، أوضح الدكتور هشام أن الطفل الملتزم يمكن إجراء عملية التكميم له، أما غير الملتزم فالأفضل له تغيير المسار، خاصة في حالات الإعاقات الذهنية.

وأضاف أن تناول الفيتامينات بعد العملية ضروري، لتعويض النقص الناتج عن تقليل امتصاص الغذاء، مؤكدًا أن الجسم يمتص منها ما يحتاجه فقط دون أي تأثير سلبي على النمو أو الصحة العامة.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية