وفي هذا السياق، تواصل موقع سبوت مع عدد من المختصين للتحقق من مدى دقة هذه التحذيرات، ومعرفة حقيقة العاصفة المرتقبة، بالإضافة إلى تقديم نصائح وإرشادات مهمة للمواطنين لضمان سلامتهم خلال التقلبات الجوية المتوقعة.

منخفض صحراوي يضرب البلاد
تقول الدكتورة إيمان شاكر، مدير مركز الاستشعار عن بُعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن خرائط الطقس تشير إلى تكون منخفض جوي صحراوي على الصحراء الليبية، يتحرك تدريجياً باتجاه الصحراء الغربية بجمهورية مصر العربية.

وأوضحت أن هذا المنخفض يصاحبه انخفاض في قيم الضغط الجوي يصل إلى حوالي 1000 ملي بار أو أقل، مع ارتفاع كبير في سرعة الرياح قد تصل إلى 70 كم في ساعة، مما يؤدي إلى إثارة الرمال والأتربة بشكل واسع.

وأضافت أن الرياح ستكون جنوبية غربية، محملة بكميات كبيرة من الأتربة القادمة من الصحراء الليبية والصحراء الغربية لمصر.

انخفاض الرؤية 
وتؤكد د. إيمان أن هذه الأجواء ستؤدي إلى انخفاض كبير في الرؤية الأفقية، حيث قد تقل عن 1000 متر على معظم المناطق، خاصة المناطق الصحراوية، وشمال الصعيد، والقاهرة الكبرى، ومدن القناة، وسيناء، ومحافظة البحر الأحمر.

وشددت على ضرورة توخي الحذر أثناء القيادة، خاصة على الطرق السريعة والصحراوية، بسبب انخفاض الرؤية وارتفاع سرعات الرياح التي قد تتسبب في سقوط اللوحات الإعلانية، أو الأشجار، أو المباني المتهالكة، أو أعمدة الإنارة.

احذر الأشجار والإعلانات
وتنصح المواطنين بعدم إيقاف السيارات أسفل الأشجار أو اللوحات الإعلانية أو المباني القديمة، مع القيادة بهدوء وحذر شديد، كما توصي مرضى الصدر والحساسية والجيوب الأنفية بارتداء الكمامات في حال اضطرارهم للخروج خلال هذا اليوم، ويفضل بقاء الجميع داخل المنازل قدر الإمكان لتفادي التعرض المباشر للعاصفة.

أمطار وبرد بمطروح
 وتشير د. إيمان إلى أنه بالتزامن مع هذا المنخفض الصحراوي، سيؤثر منخفض آخر في طبقات الجو العليا، مما يزيد من فرص تكون السحب وسقوط الأمطار.

وقالت إن الأمطار ستكون متوسطة إلى غزيرة ورعدية، وقد تكون مصحوبة بحبات البَرد على محافظة مطروح تحديداً، بينما ستكون خفيفة إلى متوسطة على باقي المحافظات.

وأضافت أن الأمطار ستصاحبها ضربات برق ورعد، نتيجة لاختلاف درجات الحرارة بين طبقات الجو العليا وسطح الأرض، مع استمرار نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة.

وتوقعت أن تكون العواصف الترابية أكثر تأثيرًا على محافظة مطروح ومحافظات شمال الصعيد مقارنة بباقي المناطق.

الحذر لمرضى الحساسية
ومن جانبه، ينصح الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، بعدم الخروج نهائياً في هذا اليوم نظرا لأن الطقس سيكون مصحوباً برياح محملة بالأتربة والرمال، مما قد يؤدي إلى حدوث أزمات ربوية حادة لدى مرضى الحساسية.

ويشدد على أهمية وضع مناديل مبللة على الأنف، أو ارتداء الكمامة الطبية، لمنع دخول الأتربة والرمال إلى الجيوب الأنفية.

كما يؤكد على ضرورة استخدام مرضى الحساسية للبخاخات الوقائية بشكل منتظم، مع ضرورة حمل بخاخ الطوارئ لاستخدامه عند الحاجة.

وفي حال تعرض مريض الحساسية لأزمة حادة ولم تحقق البخاخة النتيجة المطلوبة، يجب التوجه فوراً إلى المستشفى لتلقي جلسات الأكسجين اللازمة حتى تهدأ الأزمة.

أما بالنسبة لمرضى حساسية العين، فيوصي بارتداء النظارات الطبية أو الشمسية لحمايتهم من الإصابة بالرمد الربيعي الناتج عن التعرض للأتربة.

نصائح إضافية 
وبوجه عام، يوصى بالإكثار من شرب السوائل للحفاظ على رطوبة الجسم، وارتداء الملابس القطنية الخفيفة المناسبة للطقس، وإتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بفيتامين "سي"، مثل البرتقال والجوافة والليمون، لما لها من دور فعال في تعزيز المناعة.

ويُفضل الابتعاد عن تناول الأطعمة الدسمة، والحلويات، والمأكولات المحفوظة التي تحتوي على مواد حافظة.

وتلعب ممارسة الرياضة دورًا مهمًا في تحسين وظائف الجهاز المناعي وتنشيط الدورة الدموية، إلى جانب أهمية الإقلاع عن التدخين، وتقليل مستويات التوتر والانفعال، لما لهما من تأثير سلبي على صحة الجهاز التنفسي وكفاءة عمل الجهاز المناعي.