تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : في شهر التوعية بالصدفية.. غير معدية والدعم النفسي أولاً قبل وصمة المرض
source icon

سبوت

.

في شهر التوعية بالصدفية.. غير معدية والدعم النفسي أولاً قبل وصمة المرض

كتب:مروة علاء الدين

   تبدأ كبقعة حمراء صغيرة على الجلد، لكن سرعان ما تتحول إلى معركة يومية مع الحكة، الألم، ونظرات الآخرين المشوبة بالجهل والخوف من العدوى، الصدفية ليست مجرد مرض جلدي، بل حالة مناعية مزمنة قد تمتد آثارها لتشمل المفاصل، وتترك أثرًا نفسياً عميقاً على المصابين بها.
 ومع أن أعراضها غالبًا مرئية، إلا أن المعاناة الحقيقية تبقى خفية، وسط وصمة اجتماعية لا تزال قائمة.
مع حلول شهر أغسطس، يسلط العالم الضوء على الصدفية، ليس فقط لفهم طبيعتها وأعراضها، بل أيضا لكسر الحواجز الاجتماعية، وتقديم الدعم النفسي للمصابين، وتأكيد أن المرض غير معد وأن المعرفة والوعي يمكن أن يحول المعاناة إلى قدرة على التعايش بثقة، هذا الشهر هو فرصة للتذكير بأن التوعية بالصدفية ليست مجرد واجب طبي، بل مسئولية إنسانية نحو ملايين المرضى حول العالم.

أرقام عالمية
وفق المؤسسة الوطنية للصدفية (National Psoriasis Foundation)، تصيب الصدفية ما بين 2-3 % من سكان العالم، أي نحو 125 مليون شخص، منهم أكثر من 8 ملايين أمريكي، وتُظهر البيانات أن نحو 30% من المصابين قد يتطورون إلى التهاب المفاصل الصدفي لاحقًا، كما يعاني أكثر من نصف المرضى من اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب بسبب نظرة المجتمع.
أما من حيث العمر، فتظهر أعراض الصدفية لدى 40% من المرضى قبل سن 16 عاماً، بينما تبدأ عند 10% منهم قبل سن العاشرة، هذه الأرقام تكشف أن المرض لا يفرق بين صغير وكبير، وأن بدايته المبكرة قد تفرض تحديات مضاعفة على المرضى وأسرهم.

طبيعة المرض
يؤكد الدكتور أحمد سليمان، استشاري الأمراض الجلدية، أن الصدفية تجعل الجسم ينتج خلايا جلدية جديدة بسرعة تفوق المعدل الطبيعي، فتتراكم قبل أن تتقشر بشكل طبيعي، مكونة بقعًا حمراء مغطاة بقشور بيضاء أو فضية، وغالبًا ما تصاحبها حكة أو تهيج، ويضيف: "الخلل في الجهاز المناعي هو جوهر المشكلة، لذلك لا يوجد علاج شاف حتى الآن، لكن يمكن السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة بفعالية."

أسباب الإصابة
بحسب د. سليمان، تتنوع العوامل التي قد تزيد احتمالية الإصابة أو شدة الصدفية، وأبرزها:
-العامل الوراثي، خاصة إذا كان أحد الأقارب مصابا.
-التغيرات الهرمونية مثل الحمل، حيث قد تتحسن الأعراض مؤقتا ثم تعود.
-الطقس، فالجفاف يزيد الأعراض، بينما تساعد أشعة الشمس على التحسن.
-العادات الضارة مثل التدخين، الإفراط في الكحول، والنظام الغذائي الغني بالدهون.
-بعض الأدوية مثل أدوية الملاريا، ضغط الدم، والليثيوم.
-أمراض أخرى مثل قصور الغدة الدرقية، السمنة، أو التهابات الحلق البكتيرية.
-الضغوط النفسية والجلدية مثل التوتر أو الإصابات الجلدية.

الأعراض الشائعة
ويضيف، تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، لكنها غالبا تشمل:
- بقع أو لويحات حمراء مغطاة بقشور فضية.
- جفاف وتشقق الجلد مع نزيف أو حكة وألم.
- تغيرات في الأظافر (سماكة، تغير اللون، ندوب).
- تيبّس أو تورم المفاصل، خاصة في التهاب المفاصل الصدفي.

الأنواع الأكثر شيوعاً
-الصدفية اللويحية: لويحات (بقع جلدية سميكة) وهي الأكثر انتشارًا وتمثل 80% من الحالات.
-الصدفية النقطية: بقع صغيرة حمراء، شائعة لدى الأطفال.
-الصدفية العكسية: تصيب ثنيات الجلد.
-الصدفية المحمرة: نادرة وخطيرة، قد تغطي معظم الجسم.

تطور العلاجات
شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا لافتاً في العلاجات، مثل:
- العلاجات البيولوجية التي تستهدف الجهاز المناعي مباشرة.
- العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية.
- الكريمات الموضعية المحتوية على الكورتيزون أو مشتقات فيتامين D.

هل الصدفية معدية؟
يؤكد الدكتور أحمد عبد الحميد، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، أن الصدفية غير معدية ولا تنتقل باللمس أو المخالطة، مشددا على أن الدعم النفسي للمصاب أهم من إبعاده، لأن العزلة قد تزيد المعاناة.

صدفية الأظافر
وبالإضافة إلى الجلد، قد تتأثر الأظافر لدى بعض المرضى، يضيف د. أحمد أن بعض المصابين قد يظهر لديهم صدفية الأظافر، والتي تتمثل في تنقر أو خطوط على الأظافر، وتغير لونها أو سمكها، وأحياناً انفصالها عن فراش الظفر، وغالباً ما تترافق هذه الحالات مع آلام في المفاصل القريبة، مما يتطلب صبرًا وعلاجات متخصصة تشمل الكريمات الموضعية أو الأدوية البيولوجية أو الحقن حسب شدة الحالة.

الصدفية والمفاصل
يوضح الدكتور محمد عبد الرحمن، استشاري الروماتيزم وأمراض المفاصل، أن التهاب المفاصل الصدفي قد يسبب تيبس المفاصل صباحا، وتورم الأصابع، وآلام أسفل الظهر، والتهاب الأوتار، مؤكدا أن التشخيص المبكر والتعاون بين التخصصات يمنع المضاعفات.

إصابات الأطفال
وبينما يصيب المرض البالغين بهذه الأعراض، قد تظهر الصدفية أيضا لدى الأطفال، وغالباً تتأثر بعوامل مثل التهابات الحلق أو الجروح أو الطقس البارد، والأعراض تشمل لويحات حمراء، جفاف الجلد، احمرار الطيات، وحكة، ويعالج الأطفال بكريمات أو علاج ضوئي أو أدوية مناسبة لأعمارهم.

البعد النفسي في المواجهة
توضح الدكتورة سارة حسن، أخصائية الدعم النفسي، أن الصدفية قد تحاصر المريض نفسيًا أكثر من تأثيرها على الجلد، إذ يعاني 50% من المرضى من القلق أو الاكتئاب بسبب الوصمة، وتقول: "أذكر مريضة شابة توقفت عن الدراسة لشهور بسبب نظرات زملائها، لكن بمجرد انضمامها لمجموعة دعم، استعادت ثقتها وأكملت تعليمها."
وتدعو د. سارة إلى دمج الدعم النفسي في خطط العلاج، وإطلاق حملات توعية مجتمعية، وتوفير تغطية تأمينية للعلاجات الحديثة.
بهذه الصورة، يصبح "شهر التوعية بالصدفية" أكثر من مجرد مناسبة، بل فرصة لفهم المعاناة، وكسر الحواجز، وتمكين المرضى من مواجهة المرض بثقة ودون خوف.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية