تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : في ذكرى رحيلها.. "الموسيقى العربية" تحيي ليلة كوكب الشرق في باريس
source icon

سبوت

.

في ذكرى رحيلها.. "الموسيقى العربية" تحيي ليلة كوكب الشرق في باريس

"هذه ليلتي .. فقف يا زماني".. هكذا غنت كوكب الشرق "أم كلثوم" واحدة من روائعها الغنائية عام 1968 وهي لا تعلم أن هذه الكلمات سيتردد صداها إلى يومنا هذا وكأن الزمن بالفعل توقف أمام أعمالها الرائعة؛ فقد أحيت العاصمة الفرنسية باريس ليلة من ليالي سيدة الغناء العربي بمناسبة الذكرى الـ50 لرحيلها وأقيمت احتفالية كبرى بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية، لإحياء الإرث الفني الذي قدمته أم كلثوم في حياتها وظل خالدا حتى بعد رحيلها.

ووسط تصفيق حاد، عزفت "أوركسترا الموسيقى العربية" بقيادة المايسترو الدكتور علاء عبد السلام، وبمشاركة المطربتين رحاب عمر وإيمان عبد الغني، أشهر روائع أم كلثوم على مسرح "فيلهارموني باريس" أحد أهم المراكز الثقافية والفنية الفرنسية، بالقاعة الكبرى والتي تتسع لـ 2400 شخص.

وعلى أنغام رائعة أم كلثوم "ألف ليلة وليلة"، بدأت الأوركسترا عزفها وسرعان ما تفاعل الجمهور، وليس فقط الجمهور العربي، بل الجمهور الفرنسي الذي كان حضوره طاغيا، وتفاعل مع الموسيقى في تناغم وانسجام ليتردد صدى روائع سيدة الغناء العربي أم كلثوم في باريس بشكل لا مثيل له.

فمن جانبها.. أعربت "ماري" عن سعادتها لحضور هذا الحفل المميز، وقالت لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس: "حرصت على الحضور لتكريم "أم كلثوم" مع الأوركسترا المصرية.. لم أستمع إليها من قبل، لذا وددت أن أحضر واستمع إلى أجمل الأصوات العربية التي سمعتها اليوم.. ولايهم حتى لو لم أفهم معنى الكلمات، لكن المهم هو الإنصات لهذا الصوت الجميل والموسيقى.. إنها حقا تجربة رائعة!".

وكان الحفل بالنسبة ل"سيلفان" بمثابة "اكتشاف حقيقي"، وقال "نادرا ما كنت أستمع إلى أغنيات أم كلثوم في الإذاعة ولم يسبق لي أن رأيت حفلة موسيقية حية مثل هذه، لذلك أردت الحضور لرؤية تفاعل الجمهور وتأملت ردود الأفعال التي كانت كلها إيجابية.. التفاعل مع الموسيقى ورؤية رد فعل الجمهور كما لو كان بالفعل حفل لأم كلثوم منذ أكثر من 50 عاما مضت.. كان هذا بمثابة حوار بين الموسيقيين والمطربات والجمهور وهو أمر رائع".

أما "نيكول"، فقد أكدت أن هذا الحفل جعلها تريد معرفة أم كلثوم أكثر، ومعرفة هذه الثقافة والموسيقى بشكل أفضل، "لأننا هنا ليس لدينا معرفة كافية بالفن والموسيقى المصرية والعربية وأحببت حقا هذا التناغم بيننا وبين الموسيقى التي قدمتها الأوركسترا".

حضر الحفل جمهور حاشد من شباب وكبار في السن، لكن الملفت للنظر أيضا حضور أطفال.. مثل "جون" البالغ من العمر 6 أعوام وكان يستمتع بسماع الموسيقى.. وقالت والدته "إليزابيث": "حرصت على الحضور مع طفلي، نحب المجيء إلى المسرح بشكل عام لحضور الحفلات، وجون يعزف موسيقى ويحب اكتشاف الموسيقى المختلفة.. وهذا الحفل هو فرصة فريدة من نوعها في الواقع.. وأعرف بالطبع أم كلثوم، لكن أردت أن يستمع هو أيضا إلى هذا النوع المختلف من الموسيقى".

وعلى أنغام "إنت عمري"، كان "ستيفان" في حالة انسجام شديد، وقال "إنها تجربة لا تصدق، لأنها أخذتني إلى عالم مختلف، حيث شعرت حقا بغناء أم كلثوم .. على الرغم من أنني لم أفهم الكلمات لكنها أخذتني إلى عالم آخر مع هذه الطاقة من الغناء والموسيقى". 

"ستيفان" وهو سائح أمريكي من نيويورك، لم يعرف من قبل أم كلثوم وصديق له أوصاه بحضور هذا الحفل وقال "أنا كاتب وقد أخذتني هذه الموسيقى والأداء إلى قصة ما.. لذا هذه الاحتفالية ملهمة لي وهو أمر مذهل حقا!".

عزفت الأوركسترا أربعة من روائع سيدة الغناء العربي: "ألف ليلة وليلة" و"إنت عمري" و"هذه ليلتي" و"الأطلال".. وكانت تشدو النجمتان رحاب عمر وإيمان عبد الغني بأداء قوي تفاعل معهما الجمهور تفاعلا كبيرا، فمع كل مقطع غنائي تفاعل الجمهور مع "هذا الطرب" وسيطرت حالة من التناغم بالمسرح، مع تصفيق حاد متواصل بين كل مقطع وآخر.

وأعرب آلان ويبر، المستشار الفني بمركز "فيلهارموني باريس" والذي أعد هذا البرنامج المميز، عن سعادته بهذا النجاح الكبير، وقال "استمتعت بالأوركسترا، كانت ممتازة، وعزف الموسيقيون باحتراف شديد وأعادوا إحياء الصوت الذي كان يعزف من قبل مع أوركسترا أم كلثوم، والمطربتان استثنائيتان، أظهرا حقيقة أننا نمتلك هذا الإرث الفني حقا الذي قدمته سيدة الغناء العربي أم كلثوم والذي لا يزال حيا على مر السنين حتى بعد رحيلها". كما أشاد بالأجواء الرائعة التي كانت بالمسرح "وهو مصمم بطريقة تمكن المشاهد من الإنصات والرؤية بشكل جيد من كل مكان، وهذا أعطى نتيجة جيدة جعلت كل الجمهور، من الجمهور المصري والمغاربي أو حتى الجمهور الفرنسي، الجميع سعداء بعد الحفل".

كما أشادت رئيس دار الأوبرا المصرية الدكتورة لمياء زايد بهذا الحفل لإحياء الروائع الغنائية التي قدمتها أم كلثوم، وقالت "فرصة عظيمة للغاية بالنسبة لنا أن يتم دعوتنا لهذه الاحتفالية في باريس لإحياء ليلة من ليالي سيدة الغناء العربي بمناسبة الذكرى الـ50 لرحيلها".

اكتسبت هذه الاحتفالية أهمية خاصة وتحديدا هنا في باريس حيث أنها أعادت إلى الذاكرة الحفل الأسطوري لأم كلثوم على مسرح الأوليمبيا في نوفمبر 1967، كحدث لم يتكرر كشف عن مدى شعبيتها الجماهيرية الكبيرة خارج مصر والوطن العربي.

ونظم "فيلهارموني باريس" - هذا الصرح الثقافي الذي يستضيف أشكالا مختلفة من ألوان الموسيقى العالمية - برنامجا حافلا لإحياء أغاني أم كلثوم، منها حفلة للمؤلف الموسيقي ريس بيك وفرقة "غرام وانتقام" والتي قدمت أغاني أم كلثوم مصحوبة بمقاطع مرئية من أفلامها، مع تحديث التوزيع الموسيقي بشكل يجمع بين العود والموسيقى الإلكترونية، كما قدم "موسيقيو النيل" عرضا أعاد أجواء أمسية احتفالية في إحدى قرى صعيد مصر، شبيهة لتلك التي نشأت فيها كوكب الشرق في "طماي الزهايرة" بمحافظة الدقهلية.

والليلة الماضية، جاء موعد هذه الاحتفالية الكبرى تكريما لأم كلثوم، التي وصفتها إدارة "فيلهارمونى باريس" على موقعه الإلكتروني، بـ "نجمة لا تنسى من نجوم الموسيقى العربية، هذه المطربة المصرية التي يكشف صوتها العميق منذ اللحظة الأولى عن قوة تعبير فريدة من نوعها، والتي قادت مسيرة فنية مبهرة امتدت لأكثر من نصف قرن.. وبعد 50 عاما على رحيلها، لا تزال أم كلثوم تتألق بنفس تألقها وإبداعها حتى يومنا هذا".

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية