تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في 30 أغسطس، تستعيد الذاكرة الثقافية المصرية والعربية مسيرة أديب نوبل الكبير نجيب محفوظ، الذي رحل في مثل هذا اليوم، تاركًا إرثًا أدبيًا وروائيًا شكل وجدان أجيال كاملة، وأسهم في ترسيخ مكانة الرواية العربية عالميًا.
ومع استعادة سيرته، يبرز سؤال مهم؛ هل ظلم محفوظ نفسه حين تقلّد مناصب إدارية ورقابية وهو في أوج إبداعه، مثل رئاسته المؤسسة العامة للسينما وتوليه منصب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية؟
محفوظ والسينما.. شهادة المخرجين
من بين المخرجين الذين سعدوا بتقديم أعمال مأخوذة عن روايات نجيب محفوظ، المخرج علي بدرخان، الذي قال: "نجيب محفوظ أضاف الكثير للسينما، سواء كاتبًا للسيناريو أو مؤلفًا، وأنا من أسعد المخرجين الذين عملوا معه منذ بداياتي مع يوسف شاهين في فيلم الاختيار."
ويروي بدرخان تفاصيل لقائه به في جلسات مقهى "بترو" بالإسكندرية، أن محفوظ كان يعمل على الرواية ستة أو سبعة أشهر بلا استعجال، يغيّر ويدقق باستمرار، وحين سألته: ماذا لو غيّر المخرج في سير الأحداث؟ أجابني: "القصة قصتي، لكن الفيلم فيلمك."
ويضيف بدرخان، أهداني محفوظ مسودة مكتوبة بخط يده لقصة قصيرة من 30 صفحة، بينما كانت مسودات رواياته تصل أحيانًا إلى 500 صفحة، كان حريصًا على عمله بدقة، ويرى أن الفيلم إبداع آخر يخص المخرج، وقد قدّمت له أعمالًا مثل الجوع وأهل القمة والكرنك، وكان شديد الإعجاب بها.
ويختم بقوله، لم أكن أتمنى أن يصبح محفوظ يومًا ما رقيبًا، لأن المبدع من الصعب أن يكون في موقع المنع والتقييد، وهو ما أدركه سريعًا فاستقال من المنصب."
الوظيفة والجدل حول الإبداع
الشاعر الكبير أحمد الشهاوي، يرى أن تولي محفوظ منصب الرقيب كان من الأزمات التي أثرت على مسيرته، خصوصًا مع صدور رواية أولاد حارتنا التي أثارت جدلًا واسعًا.
ويقول الشهاوي؛ محفوظ عاش حياته موظفًا ملتزمًا، لكن قبوله منصب الرقابة كان يتعارض مع نزوعه التحرري وانحيازه لحرية الفكر، وقد استقال سريعًا بعد أزمة أولاد حارتنا، التي مُنعت في مصر ونُشرت لاحقًا في بيروت عن دار الآداب.
ويضيف، لا يمكن القول إن محفوظ ظُلم فقط بسبب المنصب أو الرواية، بل كان ضحية لجرأته، لأنه طرق موضوعات شائكة بطريقة رمزية غير مألوفة آنذاك. فالمبدع الحقيقي لا يكتب ما يُرضي الجميع، وإنما ما يؤمن به.
بين المنصب والمسئولية
أما الكاتبة الصحفية زينب الإمام، فتحكي عن موقف جمع بين نجيب محفوظ ووالدها المخرج حسن الإمام، حين كان محفوظ مسئولًا في مؤسسة السينما، عندما طُلب منه ترشيح مخرج لفيلم بين القصرين، وبرغم وجود صلاح أبو سيف، أقرب أصدقائه وأكثر من قدّم أعمالًا عن رواياته، اختار والدي حسن الإمام، وعندما سُئل صلاح أبو سيف عن ذلك، قال إن محفوظ اختاره لثقته في قدراته.
وتضيف، في رأيي، لم يظلم محفوظ نفسه بالمناصب، بل كان وجوده ضروريًا لإنقاذ وضع السينما المصرية في وقت صعب، فقد جمع بين الأديب المبدع والمسئول القادر على اتخاذ القرارات الحاسمة.
إرث لا يُختزل
هكذا يبقى نجيب محفوظ نموذجًا فريدًا، جمع بين الإبداع الأدبي والإسهام في مؤسسات الثقافة والسينما، صحيح أن منصب الرقابة حمل تناقضًا مع روحه التحررية، لكنه سرعان ما أدرك ذلك وتخلى عنه.
ولا يمكن اختزال تجربته في أولاد حارتنا أو في منصب إداري، فالرجل خاض معارك فكرية وأدبية بشجاعة، وترك منجزًا إبداعيًا لا يزال حاضرًا في وجدان الأمة، يؤكد أن الكلمة الحرة قد تُواجه التضييق، لكنها تظل قادرة على البقاء والتأثير.
ومع استعادة سيرته، يبرز سؤال مهم؛ هل ظلم محفوظ نفسه حين تقلّد مناصب إدارية ورقابية وهو في أوج إبداعه، مثل رئاسته المؤسسة العامة للسينما وتوليه منصب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية؟
محفوظ والسينما.. شهادة المخرجين
من بين المخرجين الذين سعدوا بتقديم أعمال مأخوذة عن روايات نجيب محفوظ، المخرج علي بدرخان، الذي قال: "نجيب محفوظ أضاف الكثير للسينما، سواء كاتبًا للسيناريو أو مؤلفًا، وأنا من أسعد المخرجين الذين عملوا معه منذ بداياتي مع يوسف شاهين في فيلم الاختيار."
ويروي بدرخان تفاصيل لقائه به في جلسات مقهى "بترو" بالإسكندرية، أن محفوظ كان يعمل على الرواية ستة أو سبعة أشهر بلا استعجال، يغيّر ويدقق باستمرار، وحين سألته: ماذا لو غيّر المخرج في سير الأحداث؟ أجابني: "القصة قصتي، لكن الفيلم فيلمك."
ويضيف بدرخان، أهداني محفوظ مسودة مكتوبة بخط يده لقصة قصيرة من 30 صفحة، بينما كانت مسودات رواياته تصل أحيانًا إلى 500 صفحة، كان حريصًا على عمله بدقة، ويرى أن الفيلم إبداع آخر يخص المخرج، وقد قدّمت له أعمالًا مثل الجوع وأهل القمة والكرنك، وكان شديد الإعجاب بها.
ويختم بقوله، لم أكن أتمنى أن يصبح محفوظ يومًا ما رقيبًا، لأن المبدع من الصعب أن يكون في موقع المنع والتقييد، وهو ما أدركه سريعًا فاستقال من المنصب."
الوظيفة والجدل حول الإبداع
الشاعر الكبير أحمد الشهاوي، يرى أن تولي محفوظ منصب الرقيب كان من الأزمات التي أثرت على مسيرته، خصوصًا مع صدور رواية أولاد حارتنا التي أثارت جدلًا واسعًا.
ويقول الشهاوي؛ محفوظ عاش حياته موظفًا ملتزمًا، لكن قبوله منصب الرقابة كان يتعارض مع نزوعه التحرري وانحيازه لحرية الفكر، وقد استقال سريعًا بعد أزمة أولاد حارتنا، التي مُنعت في مصر ونُشرت لاحقًا في بيروت عن دار الآداب.
ويضيف، لا يمكن القول إن محفوظ ظُلم فقط بسبب المنصب أو الرواية، بل كان ضحية لجرأته، لأنه طرق موضوعات شائكة بطريقة رمزية غير مألوفة آنذاك. فالمبدع الحقيقي لا يكتب ما يُرضي الجميع، وإنما ما يؤمن به.
بين المنصب والمسئولية
أما الكاتبة الصحفية زينب الإمام، فتحكي عن موقف جمع بين نجيب محفوظ ووالدها المخرج حسن الإمام، حين كان محفوظ مسئولًا في مؤسسة السينما، عندما طُلب منه ترشيح مخرج لفيلم بين القصرين، وبرغم وجود صلاح أبو سيف، أقرب أصدقائه وأكثر من قدّم أعمالًا عن رواياته، اختار والدي حسن الإمام، وعندما سُئل صلاح أبو سيف عن ذلك، قال إن محفوظ اختاره لثقته في قدراته.
وتضيف، في رأيي، لم يظلم محفوظ نفسه بالمناصب، بل كان وجوده ضروريًا لإنقاذ وضع السينما المصرية في وقت صعب، فقد جمع بين الأديب المبدع والمسئول القادر على اتخاذ القرارات الحاسمة.
إرث لا يُختزل
هكذا يبقى نجيب محفوظ نموذجًا فريدًا، جمع بين الإبداع الأدبي والإسهام في مؤسسات الثقافة والسينما، صحيح أن منصب الرقابة حمل تناقضًا مع روحه التحررية، لكنه سرعان ما أدرك ذلك وتخلى عنه.
ولا يمكن اختزال تجربته في أولاد حارتنا أو في منصب إداري، فالرجل خاض معارك فكرية وأدبية بشجاعة، وترك منجزًا إبداعيًا لا يزال حاضرًا في وجدان الأمة، يؤكد أن الكلمة الحرة قد تُواجه التضييق، لكنها تظل قادرة على البقاء والتأثير.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية