تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الشيخ سيد النقشبندي، أيقونة الإنشاد الديني في مصر والعالم العربي، ارتبط اسمه بشهر رمضان المبارك، حيث لا يكاد يمر الشهر الكريم دون أن تتردد تواشيحه الدينية في أرجاء البيوت والمساجد. رحل الشيخ عن عالمنا في 14 فبراير 1976 عن عمر يناهز 56 عاماً، تاركاً إرثاً فنياً ضخماً، بعضه تم الكشف عنه، وبعضه ما زال ينتظر من يكتشفه، من أشهر ابتهالاته الخالدة "مولاي"، التي لحنها الموسيقار بليغ حمدي بناءً على طلب من الرئيس الراحل أنور السادات.
الشيخ سيد النقشبندي لم يكن مجرد منشد ديني، بل كان رمزاً للروحانية والفن الأصيل، جهود المهندس رضا حسن وأسرته في الحفاظ على تراثه تُعد عملاً وطنياً وفنياً يستحق التقدير، ففي زمن يبحث فيه الناس عن الجمال الروحي، يظل تراث النقشبندي كنزاً ينتظر من يكتشفه ويعيد إحياءه للأجيال القادمة.رحلة حياة الشيخ النقشبندي
ولد الشيخ سيد النقشبندي في قرية "دميرة" بمحافظة الدقهلية، وانتقل في طفولته إلى مدينة طهطا في صعيد مصر، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم أصول الإنشاد الديني، بعد ذلك، عاد إلى مدينة طنطا، ثم انتقل إلى القاهرة عام 1966، حيث اكتشف موهبته الإعلامي الراحل أحمد فراج في مسجد الحسين، كانت رحلته مليئة بالإنجازات الفنية التي جعلته علامة فارقة في عالم الإنشاد الديني.
بحث عن كنوز الإنشاد
كشف المهندس رضا حسن، ابن شقيقة الشيخ النقشبندي والحارس على تراثه، عن جهوده الحثيثة للبحث عن تسجيلات نادرة للشيخ في أروقة مبنى ماسبيرو، يقول رضا: "كل ما قام الشيخ بتسجيله كان عبر الإذاعة المصرية، ومن خلال مذكراته، نعرف أن هناك تسجيلات مؤرخة ببرامج الإذاعة العامة، وبرامج إذاعات الشرق الأوسط، وصوت العرب."
وأضاف: "منذ عام 2019، وأنا أزور مبنى ماسبيرو للبحث عن تسجيلات جديدة للشيخ، خاصة الأدعية التي سجلها خلال شهر رمضان، فقد سجل 240 دعاءً بين عامي 1968 و1975 للبرنامج العام، وبالرغم من أننا كنا نستمع لسنوات إلى شرائط مكررة، إلا أننا اكتشفنا مؤخراً أكثر من 40 دعاءً وابتهالاً جديداً، وما زلنا نبحث عن الباقي."
حلقات مفقودة
وأشار م. رضا إلى أن البحث عن تراث الشيخ النقشبندي لم يكن عملاً فردياً، بل شارك فيه العديد من الخبراء والمتخصصين، منهم الدكتور حسن مدني، ومدحت فهمي، والدكتور محمد لطفي، رؤساء البرنامج العام سابقاً، بالإضافة إلى المخرج المتميز كريم فرج، ومع ذلك، ما زالت هناك تسجيلات مفقودة في برامج مثل "على الناصية"، و"خلي بالك" لإذاعة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى المواد المرئية بالتليفزيون.
وطالب م. رضا بالاستعانة مرة أخرى بالمخرج عبد العزيز عمران، الذي ساعد في العثور على بعض التسجيلات النادرة، قائلاً: "هو يعرف الكثير عن تسجيلات الشيخ، ومن الصعب أن يأتي من ينقب عنها مثله."
خليفة الشيخ في الإنشاد
ويقول م. رضا: "الوحيد الذي ورث حلاوة صوت الشيخ من أبناء العائلة كان المرحوم أحمد شحاته، ابن كريمة الشيخ الحاجة ليلى، كان صوته متميزاً جداً، وكان الشيخ يصحبه معه في الحفلات لينشد تراثه."
المذكرات والكتاب المُسيء
كشف رضا حسن عن أن الشيخ النقشبندي دون مذكراته قبل رحيله، لكنه استنكر ما ورد في كتاب صدر مؤخراً وادعى أنه يتناول حياة الشيخ. وقال: "هناك كتاب صدر وعبرنا عن رفضنا التام له، لأنه مليء بالأوهام والإساءات لشخصية الشيخ المحبوبة، فالكاتبة لم تعاصر الشيخ، ومع ذلك تنصب نفسها متحدثة باسمه، والأسرة تناشد الإعلام بعدم الاستعانة بما ورد في هذا الكتاب، وقد لجأنا إلى القضاء لحماية سمعة الشيخ."
جهود مستمرة لإحياء التراث
وأكد رضا حسن أن البحث عن تراث الشيخ النقشبندي سيستمر، قائلاً: "لدينا تسجيلات داخلية وخارجية للشيخ، ونحلم بالعثور على المزيد، وجمعنا حفلات مسجلة ومؤرخة، وسنعمل على نشرها خلال شهر رمضان المقبل، ولن نتوقف عن البحث، لأن هذا التراث يهم الجميع."
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية