تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
خمسون عامًا مضت على وفاة سيدة الغناء العربي أم كلثوم ، ففي الثالث من فبرايرعام 1975، أصدرت أجهزة الإعاشة داخل مستشفى المعادي صفيرًا طويلًا، معلنة وفاة كوكب الشرق عن عمر ناهز 77 عاماً أثرت خلالها عالم الفن بأجمل التواشيح والطقاطيق والأغاني الخالدة.
بداية الرحلة
حياة كوكب الشرق لم تكن سهلة، بدأت القصة بميلاد أم كلثوم إبراهيم البلتاجي في 31 ديسمبر 1898، بقرية طماي الزهايره محافظة الدقهلية، لأب يعمل شيخ جامع ومُنشد، تعلمت القراءة والكتابة في كُتاب القرية، وفي أحد الأيام أثناء قيام والدها بتحفيظ أخاها الأكبر خالد التواشيح والقصائد، سمعها وهي ترددها بإتقان فأُعجب بصوتها القوي، وقرر إدخالها في فريقه الذي يضم شقيقها خالد وإبن زوج أختها، حيث أنشدت في أولى حفلاتها بإحدى القرى المجاورة مقابل طبق مهلبية.
قصة نجاح
مرت السنوات واشتهر اسم أم كلثوم في القرى والمدن حتى بلغت شهرتها القاهرة، فدعاها عز الدين باشا يكن مع فرقتها لإحياء ليلة الإسراء والمعراج بسرايته في حلوان، لتشدو كوكب الشرق وينبهر الجميع بقوة صوتها وعذوبته، وطالبوهم بالإستقرار في القاهرة حيث الفرص المتزايدة للشهرة والنجومية، وفي عام 1921 م إستقرت أم كلثوم وعائلتها في العاصمة لتنطلق في سماوات الغناء المفتوحة مُقدمة قرابة الـ 285 أغنية، كتبها ولحنها عظماء الشعر والموسيقى في هذا العصر مثل أحمد رامي، بيرم التونسي، أبوالعلا محمد، زكريا أحمد، محمد القصبجي، صبري النجريدي، رياض السنباطي، وغيرهم، كما قامت ببطولة 6 أفلام سينمائية هي وداد، نشيد الأمل، دنانير، عايدة، سلّامه، وفاطمة.
ليلة حب
وتوقفت أم كلثوم عن الغناء عام 1972 بسبب حالتها الصحية، وكانت آخر أغنياتها "ليلة حب" وهي من كلمات أحمد شفيق كامل، وألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وظلت مبتعدة عن مجال الغناء رغم محاولات عودتها حيث كان من المقرر أن تعود بأغنية "أوقاتي بتحلو" للشاعر عبد الوهاب محمد، وألحان سيد مكاوي، إلا إنها توفيت قبل غنائها، فقامت وردة الجزائرية بغنائها بعد ذلك.
إدارة الموهبة
يقول الكاتب والباحث محمود التميمي مؤسس مشروع "أرواح في المدينة" الذي يحتفل بذكرى أم كلثوم بشكل سنوي؛ إن قصة كوكب الشرق هي قصة مصرية خالصة يجب تدريسها للطلاب في المدارس والجامعات، ليس من منطلق جمال صوتها أوعبقرية موهبتها بل من خلال قصة كفاحها وإدارة موهبتها في مواجهة الصعاب، فموهبة أم كلثوم تتلخص في ثلاث نقاط وهي :
الأولى: صوتها المُعجز الجبار.
الثانية: قدرتها على إدارة موهبتها بالشكل الذي جعلها تحافظ على بريقها حتى بعد وفاتها، والدليل على ذلك أن هناك عدد من المطربات اللاتي عاصرن أم كلثوم مثل مطربة القطرين فتحية أحمد، نجاة علي، الآنسة سهام، جميعهن إختفين لأنهن لم يدرن موهبتهن بالشكل الصحيح.
الثالثة: قدرتها على إختيار الكلمة واللحن.
لم تحب الغناء
وعندما سألها الإذاعي الراحل وجدي الحكيم أثناء تسجيلها سيرتها الذاتية نهاية الستينيات "متى أحببتي الغناء ؟" صدمته بالجواب حين قالت: "أنا عمري ما حبيت الغناء، أنا كنت مضطرة وأنا طفلة إني أغني مع أبويا علشان نقدر نأكل" ،فالغناء في طفولة أم كلثوم كان عبارة عن وظيفة فقط.
القاهرة.. بلد الحرامية
وأشار التميمي إلى عدد من المواقف التي تُظهر مدى صعوبة طفولة أم كلثوم، التي كانت تسير وسط الغيطان مع والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي كيلومترات عديدة من أجل إحياء ليلة في إحدى القرى المجاورة، وكانت توفر القروش التي تحصل عليها حتى تشتري ما تريده من حلوى أوملابس، مستطردًا إنه لما جاءت أم كلثوم وفرقة الإنشاد إلى القاهرة لإحياء ليلة الإسراء والمعراج في سرايا عز الدين يكن باشا في حلوان، خرجوا لإستقلال القطار، وهناك قامت أم كلثوم بشراء حلوى الكراميل القاهرية التي تختلف تمامًا عن حلوى الأرياف المتسمة بالرداءه، وفي خضم فرحتها بالحلوى سٌرق منها مبلغ 15 جنيهاً هو كل ما وفرته خلال سنوات عملها فحزنت بشدة وطلبت من والدها ألا تذهب للقاهرة مرة أخرى لأنها من وجهة نظرها "بلد حرامية".
تجربة التلحين
خاضت أم كلثوم تجربة التلحين مرتين، الأولى في أغنية "على عيني الهجر ده مني" والثانية في أغنية "يا نسيم الفجر ريان الندى"، والأغنيتان من كلمات شاعر الشباب أحمد رامي،ولم تكرر تجربة التلحين لإعترافها بالفشل في هذا المجال خاصة في أغنية "يا نسيم الفجر" ،وعلى الرغم من ذلك فقد كانت هذه التجارب هي السبب في حصولها على جائزة الدولة التقديرية، وفقاً لتصريح فاروق حسني وزير الثقافة الأسبقالذي أكد أن القانون ينص على إن الجائزة لا تُمنح إلا لإبتكار، لهذا فقد مُنحت كوكب الشرق أم كلثوم الجائزة على اللحنين وليس على الصوت لأنه موهبة وليس إبتكاراً، رغم اعترافها بعدم توفيقها في إبداعهما.
أغاني ركيكه وحياة خاصة غير معلنة
ويرصد التميمي عدد من الأغاني الركيكة لكوكب الشرق في بداية مشوارها الفني، من أشهرها "الخلاعة والدلاعة مذهبي"، "قال إيه حلف ما يكلمنيش"، وذلك لتأثرها في البداية بقوانين السوق والعرض والطلب، إلا أنها تطورت حتى وصلت لحالة النضج، وفرضت شروطها على الوسط الفني بأكمله.
وفرضت أم كلثوم ستارًا حديديًا على حياتها تُظهر من خلاله الجانب البراق الذي تريد أن تظهره للجماهيرفقط، أما الجانب الإنساني الطبيعي غير الملائكي لها فهو خلف هذا الستار لا يظهر بتاتًا للمعجبين، وهو ما ظهر في كتاب الموسيقار محمود الشريف الذي ألفه عن قصة خطوبتهم، والذي أظهرها كإمرأة طبيعية تغضب وتحب وتكره.
بداية الرحلة
حياة كوكب الشرق لم تكن سهلة، بدأت القصة بميلاد أم كلثوم إبراهيم البلتاجي في 31 ديسمبر 1898، بقرية طماي الزهايره محافظة الدقهلية، لأب يعمل شيخ جامع ومُنشد، تعلمت القراءة والكتابة في كُتاب القرية، وفي أحد الأيام أثناء قيام والدها بتحفيظ أخاها الأكبر خالد التواشيح والقصائد، سمعها وهي ترددها بإتقان فأُعجب بصوتها القوي، وقرر إدخالها في فريقه الذي يضم شقيقها خالد وإبن زوج أختها، حيث أنشدت في أولى حفلاتها بإحدى القرى المجاورة مقابل طبق مهلبية.
قصة نجاح
مرت السنوات واشتهر اسم أم كلثوم في القرى والمدن حتى بلغت شهرتها القاهرة، فدعاها عز الدين باشا يكن مع فرقتها لإحياء ليلة الإسراء والمعراج بسرايته في حلوان، لتشدو كوكب الشرق وينبهر الجميع بقوة صوتها وعذوبته، وطالبوهم بالإستقرار في القاهرة حيث الفرص المتزايدة للشهرة والنجومية، وفي عام 1921 م إستقرت أم كلثوم وعائلتها في العاصمة لتنطلق في سماوات الغناء المفتوحة مُقدمة قرابة الـ 285 أغنية، كتبها ولحنها عظماء الشعر والموسيقى في هذا العصر مثل أحمد رامي، بيرم التونسي، أبوالعلا محمد، زكريا أحمد، محمد القصبجي، صبري النجريدي، رياض السنباطي، وغيرهم، كما قامت ببطولة 6 أفلام سينمائية هي وداد، نشيد الأمل، دنانير، عايدة، سلّامه، وفاطمة.
ليلة حب
وتوقفت أم كلثوم عن الغناء عام 1972 بسبب حالتها الصحية، وكانت آخر أغنياتها "ليلة حب" وهي من كلمات أحمد شفيق كامل، وألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وظلت مبتعدة عن مجال الغناء رغم محاولات عودتها حيث كان من المقرر أن تعود بأغنية "أوقاتي بتحلو" للشاعر عبد الوهاب محمد، وألحان سيد مكاوي، إلا إنها توفيت قبل غنائها، فقامت وردة الجزائرية بغنائها بعد ذلك.
إدارة الموهبة
يقول الكاتب والباحث محمود التميمي مؤسس مشروع "أرواح في المدينة" الذي يحتفل بذكرى أم كلثوم بشكل سنوي؛ إن قصة كوكب الشرق هي قصة مصرية خالصة يجب تدريسها للطلاب في المدارس والجامعات، ليس من منطلق جمال صوتها أوعبقرية موهبتها بل من خلال قصة كفاحها وإدارة موهبتها في مواجهة الصعاب، فموهبة أم كلثوم تتلخص في ثلاث نقاط وهي :
الأولى: صوتها المُعجز الجبار.
الثانية: قدرتها على إدارة موهبتها بالشكل الذي جعلها تحافظ على بريقها حتى بعد وفاتها، والدليل على ذلك أن هناك عدد من المطربات اللاتي عاصرن أم كلثوم مثل مطربة القطرين فتحية أحمد، نجاة علي، الآنسة سهام، جميعهن إختفين لأنهن لم يدرن موهبتهن بالشكل الصحيح.
الثالثة: قدرتها على إختيار الكلمة واللحن.
لم تحب الغناء
وعندما سألها الإذاعي الراحل وجدي الحكيم أثناء تسجيلها سيرتها الذاتية نهاية الستينيات "متى أحببتي الغناء ؟" صدمته بالجواب حين قالت: "أنا عمري ما حبيت الغناء، أنا كنت مضطرة وأنا طفلة إني أغني مع أبويا علشان نقدر نأكل" ،فالغناء في طفولة أم كلثوم كان عبارة عن وظيفة فقط.
القاهرة.. بلد الحرامية
وأشار التميمي إلى عدد من المواقف التي تُظهر مدى صعوبة طفولة أم كلثوم، التي كانت تسير وسط الغيطان مع والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي كيلومترات عديدة من أجل إحياء ليلة في إحدى القرى المجاورة، وكانت توفر القروش التي تحصل عليها حتى تشتري ما تريده من حلوى أوملابس، مستطردًا إنه لما جاءت أم كلثوم وفرقة الإنشاد إلى القاهرة لإحياء ليلة الإسراء والمعراج في سرايا عز الدين يكن باشا في حلوان، خرجوا لإستقلال القطار، وهناك قامت أم كلثوم بشراء حلوى الكراميل القاهرية التي تختلف تمامًا عن حلوى الأرياف المتسمة بالرداءه، وفي خضم فرحتها بالحلوى سٌرق منها مبلغ 15 جنيهاً هو كل ما وفرته خلال سنوات عملها فحزنت بشدة وطلبت من والدها ألا تذهب للقاهرة مرة أخرى لأنها من وجهة نظرها "بلد حرامية".
تجربة التلحين
خاضت أم كلثوم تجربة التلحين مرتين، الأولى في أغنية "على عيني الهجر ده مني" والثانية في أغنية "يا نسيم الفجر ريان الندى"، والأغنيتان من كلمات شاعر الشباب أحمد رامي،ولم تكرر تجربة التلحين لإعترافها بالفشل في هذا المجال خاصة في أغنية "يا نسيم الفجر" ،وعلى الرغم من ذلك فقد كانت هذه التجارب هي السبب في حصولها على جائزة الدولة التقديرية، وفقاً لتصريح فاروق حسني وزير الثقافة الأسبقالذي أكد أن القانون ينص على إن الجائزة لا تُمنح إلا لإبتكار، لهذا فقد مُنحت كوكب الشرق أم كلثوم الجائزة على اللحنين وليس على الصوت لأنه موهبة وليس إبتكاراً، رغم اعترافها بعدم توفيقها في إبداعهما.
أغاني ركيكه وحياة خاصة غير معلنة
ويرصد التميمي عدد من الأغاني الركيكة لكوكب الشرق في بداية مشوارها الفني، من أشهرها "الخلاعة والدلاعة مذهبي"، "قال إيه حلف ما يكلمنيش"، وذلك لتأثرها في البداية بقوانين السوق والعرض والطلب، إلا أنها تطورت حتى وصلت لحالة النضج، وفرضت شروطها على الوسط الفني بأكمله.
وفرضت أم كلثوم ستارًا حديديًا على حياتها تُظهر من خلاله الجانب البراق الذي تريد أن تظهره للجماهيرفقط، أما الجانب الإنساني الطبيعي غير الملائكي لها فهو خلف هذا الستار لا يظهر بتاتًا للمعجبين، وهو ما ظهر في كتاب الموسيقار محمود الشريف الذي ألفه عن قصة خطوبتهم، والذي أظهرها كإمرأة طبيعية تغضب وتحب وتكره.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية