تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : في اليوم العالمي لرفضه.. الختان بين الرهاب والاكتئاب وآثار نفسية دائمة
source icon

سبوت

.

 في اليوم العالمي لرفضه.. الختان بين الرهاب والاكتئاب وآثار نفسية دائمة

كتب:شيماء مكاوي

في ظل تطور العالم وتقدم العلم، لا تزال بعض العادات والتقاليد البالية تسيطر على حياة الملايين، وخاصة الفتيات، واحدة من أبرز هذه الممارسات الضارة هي ختان الإناث، تلك الجريمة التي ترتكب بحق أجساد وبراءة الأطفال، تاركة وراءها جروحاً غائرة لا تمحى بسهولة، سواء كانت جسدية أو نفسية.
تشير الإحصائيات إلى أن الكثير من الفتيات يتعرضن للختان سنوياً، ورغم الجهود المبذولة للقضاء على هذه الظاهرة، إلا أنها لا تزال مستمرة في العديد من المجتمعات. 
واتخذت منظمة اليونيسف يوم 9 فبراير من كل عام يوماً عالمياً لرفض ختان الإناث، والتوعية من أضراره وآثاره.

عنف بلا سبب
تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري نفسي، أن ظاهرة ختان الاناث لابد أن تنتهي تماماً، لأنها قاسية جداً حيث تؤذي الفتيات في مشاعرها النفسية والجسدية، وتعتبر بمثابة انتهاك لحقوقهن.

فختان الإناث يعتبر بمثابة نوع من أنواع العنف الذي يمارس ضد المرأة أو ضد الفتيات في الصغر، لأنه يتم بطريقة وحشية للغاية، ومهما كبرت ونضجت تلك الفتاة لا تستطيع أن تنسى تلك اللحظات القاسية، وبالتالي له العديد من المخاطر النفسية على الفتيات عندما يكبرن، منها الإصابة بالصدمة النفسية، فأثناء إجراء تلك العملية الوحشية تشعر الفتاة بآلام شديدة، وبعضهن ينزفون حتى الموت، وهناك من يصاب بعدوى بكتيرية تتسبب في احتباس البول، وأضرار كثيرة جسدية لا تعد ولا تحصى.

الخوف من الانحراف
وهناك اعتقاد خاطئ لدى بعض الأهالي وهو أن ختان الإناث يحمي الفتاة من الانحراف، وهذا الاعتقاد عار تماماً من الصحة، فالانحراف ليس له علاقة بالختان، وأشارت د. إيمان أن التأثير النفسي على الفتيات يمكن أن يكون على المدى البعيد وهناك على المدى القصير.

فعلى المدى القريب تتعرض الفتاة إلى الخوف والألم المستمر والذعر، أما على المدى البعيد فيصبح هناك مرحلة أقوى من القلق، وكره الزواج والعلاقة الزوجية، ويمكن أن يتطور الأمر إلى فوبيا الزواج، وعندما تتزوج تشعر بالإهانة والخوف، وتكون أم عنيفة مع أطفالها، ويلازمها الشعور بالخزي وأنها انسانة ناقصة مدى الحياة.

رهاب من الأطباء
ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز آدم، استشاري الطب النفسي، أن الآثار النفسية لختان الاناث عديدة حيث يعاني الكثير من ضحايا الختان من خوف شديد من العمليات الجراحية، ومن الألم المرتبط بها، هذا الخوف قد يتعمق ويصبح رهاب من أي نوع من التدخل الطبي.

كما تشعر الكثير من النساء بالاكتئاب الشديد بسبب ما تعرضن له من أذى جسدي ونفسي، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الاهتمام بالحياة، صعوبة في التركيز، اضطرابات في النوم والأكل، ويترك الختان ندبة نفسية عميقة تؤثر على صورة المرأة عن نفسها، حيث قد تشعر بالدونية والعار، وتجد صعوبة في قبول جسدها.

وقد تعاني بعض النساء من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، مثل الكوابيس، والعودة الذهنية إلى الحدث المؤلم، وتجنب أي شيء يذكرهن بالختان، وقد تواجه النساء اللواتي تعرضن للختان صعوبات في بناء علاقات صحية، سواء كانت علاقات عاطفية أو اجتماعية، فقد يشعرن بالخوف من الاقتراب من الآخرين، أو الخوف من تكرار الأذى.

العلاج الجماعي
يلعب العلاج النفسي دورًا حاسمًا في مساعدة الضحايا على التغلب على الآثار النفسية لختان الإناث، ويقول د. عبد العزيز إنه يمكن للعلاج النفسي أن يساعد النساء على فهم مشاعرهن، وتطوير آليات التأقلم، وبناء علاقات صحية، ويمكن أن يكون العلاج الجماعي مفيدًا جدًا، حيث يسمح للنساء بتبادل تجاربهن مع نساء أخريات تعرضن لنفس التجربة، مما يساعدهن على الشعور بأنهم لسن وحدهن في تلك المشكلة.

وفي بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب أو أدوية لعلاج اضطرابات القلق، لافتاً إلى أن أفضل طريقة لمواجهة آثار الختان النفسي هي الوقاية منه في المقام الأول، ويقول د. عبد العزيز آدم أنه يجب توعية المجتمع بخطورة تلك الممارسة، وتغيير النظرة الثقافية التي تدعمها، كما يجب توفير الدعم القانوني للضحايا، وتشديد العقوبات على مرتكبي هذه الجريمة.

ختان الإناث جريمة ضد الإنسانية، وله آثار نفسية مدمرة على ضحاياه، ويجب على المجتمع أن يتكاتف للقضاء على هذه الممارسة البشعة، وأن يوفر الدعم اللازم للضحايا لمساعدتهن على الشفاء والتعافي.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية