تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : في الحرب انتصرت روسيا.. وخسرت أوكرانيا.. وربحت أمريكا
source icon

سبوت

.

في الحرب انتصرت روسيا.. وخسرت أوكرانيا.. وربحت أمريكا

كتب:د. نسرين مصطفى

تثير الحرب الروسية الأوكرانية تساؤلات حول حقيقة المنتصر والخاسر، إذ تختلف القراءات باختلاف الزاوية التي يُنظر منها إلى الصراع، فالبعض يراه مواجهة بين قوة عسكرية كبرى وهي روسيا، ودولة تواجه تحديات ضخمة على مستوى القدرات والموارد وهي أوكرانيا.

من وجهة نظر أوكرانية، يُعد استمرار المقاومة على الأرض وعجز روسيا عن تحقيق أهدافها سريعًا شكلاً من أشكال الانتصار، يقوم على الصمود والحفاظ على السيادة رغم الهجمات الروسية العنيفة.

في المقابل، يرى آخرون أن خسائر روسيا العسكرية والاقتصادية والسياسية، بما في ذلك العقوبات الدولية، تمثل مؤشرات على تراجع نفوذها الدولي.

أما اقتصاديًا وإنسانيًا، فقد خلّفت الحرب دمارًا هائلًا في أوكرانيا، وارتفاعًا في أعداد الضحايا والمهجّرين، بينما تعرضت روسيا بدورها لضغوط اقتصادية وعقوبات قاسية جعلت موقفها ضعيفًا رغم المكاسب الجغرافية.

مقترح لوقف الحرب
يرى اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن ما يجري في شأن الحرب الروسية الأوكرانية هو مجرد مقترح مشروع لوقف الحرب، لم تتضح نتائجه بعد، فمن الممكن أن تتوقف الحرب ويعم السلام، كما قد تتوقف دون الوصول إلى سلام، بما يعني احتمال عودة العمليات العسكرية مجددًا.

تقدم روسي على الأرض
يؤكد د. الحلبي أن روسيا تحرز تقدمًا واضحًا على الأرض، وتسعى إلى السيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية.
ورغم محاولات أوكرانيا استهداف العمق الروسي، فإن تلك الضربات لم تؤثر بشكل جوهري على القرار الروسي بوقف الحرب، مما يعني أن أوكرانيا لا تزال عاجزة عن استعادة أراضيها أو إحداث تأثير عسكري كبير على روسيا.

سعي أمريكي 
على الرغم من الدعم الأمريكي المتواصل منذ عهد الرئيس بايدن وامتداده في عهد الرئيس ترامب، فإن هذا الدعم لم ينجح في قلب موازين المعركة لصالح أوكرانيا، فالتقدم الروسي ما زال قائمًا على الأرض، ومع تولي ترامب الرئاسة، كانت لديه رؤية لوقف الحرب، فعقد محادثات مع الرئيس الروسي بوتين، إلا أنها لم تُسفر عن إنهائها، ومؤخرًا طُرح مقترح مشروع أمريكي يتضمن عدة نقاط، لم ينل قبول أي من الطرفين، ويُرجع د. الحلبي ذلك إلى أن الولايات المتحدة لم تعد ترغب في تقديم منظومات تسليح عالية التكلفة لأوكرانيا، وأوروبا أنهكتها التكاليف الباهظة، ولم تحقق دعمها العسكري أي نجاح يُذكر، لذا أصبح الغرب يسعى إلى وقف الحرب بدلًا من إدارتها.

مطالب متشددة
ترى روسيا أن الأراضي التي سيطرت عليها يجب أن تبقى تحت حكمها، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا لأوكرانيا التي فقدت خمس مساحتها تقريبًا، وقبول هذه الشروط يعني من منظور كييف أن الولايات المتحدة وأوروبا تخلتا عنها مقابل إنهاء الحرب وتخفيف الأعباء الاقتصادية.

وفي المقابل، من المستحيل إقناع روسيا بالانسحاب من الأراضي التي سيطرت عليها؛ لأن ذلك يعد فشلًا عسكريًا وسياسيًا، خصوصًا في ظل الخسائر البشرية والاقتصادية والعقوبات الدولية التي أُغلقت في وجهها.

تشابك الأوضاع 
يرى المستشار بالأكاديمية العسكرية أن وقف الحرب الروسية الأوكرانية أمر شديد التعقيد، لأن أي وقف لإطلاق النار يستلزم مراقبة حدود تمتد لأكثر من ألف كيلومتر، إنشاء ترتيبات على الأرض لمنع تجدد الحرب، كذلك معالجة المعضلة الأكبر والمتمثلة في رفض روسيا الانسحاب من الأراضي التي سيطرت عليها.

ويؤكد د. الحلبي أن شروطًا أخرى مثل منع انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي قد تكون قابلة للتفاوض.

المنتصر الوحيد
ويشير د. الحلبي إلى أن روسيا حققت أهدافها بحصولها على خمس مساحة أوكرانيا، وهي الخسارة الأكبر لكييف، التي توقفت صادراتها وتراجع اقتصادها بشدة، أما أوروبا، فخسرت الغاز الروسي وتراجعت قدراتها الاقتصادية.بينما خسرت الولايات المتحدة في البداية الأموال والدعم العسكري، لكن وصول الرئيس ترامب مكّنها من تعويض ذلك بالحصول على معادن نفيسة من أوكرانيا مقابل الدعم المالي، مما يجعلها -في حال تحقيق أهدافها- المنتصر الوحيد في الحرب.

الجميع خاسر
ويؤكد اللواء عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية، أن الحرب دائمًا ما تخلّف خسائر، وأن المنتصر هو من يتكبد أقلها، فروسيا حققت مكاسب، مثل السيطرة على أراضٍ أوكرانية، لكنها تكبّدت خسائر بشرية وعسكرية، إلا أنها ما زالت صاحبة اليد العليا على طاولة التفاوض.

ويوضح العمدة أن روسيا سيطرت على 99% من مقاطعة لوغانسك، ونحو 76% من مقاطعة دونيتسك، ولم تبق سوى جيوب صغيرة بأيدي القوات الأوكرانية تقدر مساحتها بأقل من 23 كيلومترًا مربعًا.

كما استطاعت روسيا الوصول إلى المياه الدافئة في بحر آزوف، وتأمين وجودها في مضيقي البوسفور والدردنيل، وذلك بعد نجاحها في ضم القرم عام 2014 ثم التقدم في خرسون.

كما يشير إلى أن روسيا لم تستنزف قدراتها الحقيقية حتى الآن، بينما فقدت أوكرانيا بنيتها التحتية وقدراتها العسكرية، وهو ما يعني أن أوروبا خسرت أيضًا، إذ ذهب دعمها أدراج الرياح.

نظام عالمي جديد
يرى العمدة أن الولايات المتحدة لعبت دورين مختلفين:
في عهد بايدن: دعم كبير لأوكرانيا، شمل 96 مليار دولار لثلاث دول بينها أوكرانيا.

في عهد ترامب: تغيّر التوجه نحو إنهاء الحرب دون الإضرار بالعلاقات الأوروبية.

ويشير إلى أن الحرب ساهمت في تشكيل نواة نظام عالمي جديد يتكون من الكتلة الشرقية: الصين، روسيا، دول منظمة شنغهاي (ذراع أمني)، ودول البريكس (ذراع اقتصادي)، الكتلة الغربية: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذراعاهما حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.

إنهاء الأزمة الاقتصادية العالمية
وينبه العمدة إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية قد أثرت سلبًا على الاقتصاد العالمي، ومن ضمنه الاقتصاد المصري الذي يعتمد على الواردات الأساسية من روسيا وأوكرانيا مثل القمح والزيوت وقطع الغيار.ومع انتهاء العمليات العسكرية، من المتوقع أن ينعكس ذلك إيجابًا على مصر مع انتهاء قيود الإمدادات، مما يعني مكاسب اقتصادية مهمة للدولة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية