تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في أكتوبر الوردي، يتحد العالم بلون يرمز للأمل والتحدي، لتذكير كل امرأة بأن فحصا مبكرًا قد ينقذ حياة، وأن الدعم يصنع فارقًا في رحلة العلاج، هو شهر يحتفي بشجاعة النساء لا بمرضهن، وبقصص انتصرت على الخوف بالإيمان والعلم، فـسرطان الثدي ليس مجرد معركة طبية، بل تجربة إنسانية تختبر القوة والصبر، وتعيد تعريف معنى الحياة.
يُعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، ومسئولًا عن نسبة كبيرة من الوفيات، ورغم خطورته، فإن الاكتشاف المبكر يرفع فرص الشفاء بشكل كبير، لذا يبقى الفحص الدوري السلاح الأقوى للوقاية.
يُعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، ومسئولًا عن نسبة كبيرة من الوفيات، ورغم خطورته، فإن الاكتشاف المبكر يرفع فرص الشفاء بشكل كبير، لذا يبقى الفحص الدوري السلاح الأقوى للوقاية.
دعم الرجل
لا تقتصر التوعية بسرطان الثدي على الكشف المبكر والعلاج الطبي، بل تمتد لتشمل الجانب النفسي الذي يُعدّ ركيزة أساسية في رحلة التعافي، فخلف كل امرأة تخوض هذه التجربة الصعبة، يقف رجل – زوج أو أب أو ابن – يمنحها القوة والطمأنينة في مواجهة المرض.
توضح الدكتورة زينب مهدي، أستاذة الطب النفسي والعلاقات الزوجية، أن الدعم النفسي يبدأ منذ لحظة التشخيص، مؤكدة أن وجود الزوج إلى جانب المريضة يخفف من الصدمة النفسية ويساعدها والأسرة كلها على التكيف مع الوضع الجديد، وتشير الدراسات إلى أن ما بين 30 - 40% من الرعاية المباشرة التي تحصل عليها المريضات تأتي من الأزواج أو الشركاء، ما يبرز أهمية هذا الدور في رحلة الشفاء.
وتضيف أن دعم الرجل لا يقتصر على الجانب العاطفي فحسب، بل يمتد ليشمل المشاركة العملية في المواعيد الطبية، والمساندة المادية، وتحمل المسئوليات اليومية، إلى جانب دوره الاجتماعي في حمايتها من نظرات الشفقة وتعزيز ثقتها بنفسها.
كما توضح أن سرطان الثدي لا يترك أثراً جسديًا فقط، بل يخلّف ندوبا نفسية، وهنا يظهر دور الرجل في:
- الإصغاء لمخاوفها دون إنكارها،
- التعامل معها طبيعيًا دون تذكير دائم بالمرض،
- بث الطمأنينة والإيمان بجدوى العلاج،
- تشجيعها على ممارسة الهوايات التي تُبعدها عن التفكير السلبي.
غذاء واقٍ
يؤكد الدكتور عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن الوقاية من سرطان الثدي تبدأ من المطبخ، فالغذاء الصحي هو خط الدفاع الأول ضد التحولات السرطانية.
وينصح بالإكثار من الخضراوات الورقية كالسبانخ والجرجير، والخضراوات الصليبية مثل البروكلي والقرنبيط، والخضراوات الغنية بالآليوم كالبصل والثوم، إضافة إلى الفواكه الحمضية كالبرتقال والليمون، والدهون الصحية في زيت الزيتون والمكسرات والأسماك الدهنية، كما تُعد الألياف والحبوب الكاملة مهمة للتخلص من الأستروجين الزائد ودعم صحة القلب، ويحذر من الإفراط في المقليات والسكريات والمشروبات الغازية والكحولية لما لها من تأثير ضار على الخلايا والمناعة.
رحلة سرطان الثدي رغم صعوبتها، إلا أنها أصبحت اليوم مليئة بالأمل، فالاكتشاف المبكر، والعلاجات المتطورة، والدعم النفسي والعائلي، يشكلون معا أسلحة قوية لمواجهة المرض والتغلب عليه.
الاكتشاف المبكر.. سر الشفاء
توضح الدكتورة جيهان الشعراوي، طبيبة أورام الثدي، يحدث سرطان الثدي عندما تبدأ بعض خلايا الثدي بالانقسام بصورة غير طبيعية وخارجة عن السيطرة، مكوِّنة ورما قد يكون خبيثًا أو حميدًا.
يمكن أن ينشأ السرطان في القنوات التي تنقل الحليب، أو في الغدد اللبنية، أو في أنسجة أخرى من الثدي، ورغم أنه أكثر شيوعًا لدى النساء، إلا أن الرجال أيضًا قد يصابون به، إلا أن الاكتشاف المبكر والفحوصات الدورية يزيدان من فرص الشفاء بنسبة كبيرة.
المرحلة صفر
وتلفت د. جيهان إلى نوع دقيق يُعرف بـ "سرطان المرحلة صفر" أو "السرطان غير الغازي"، حيث تنمو خلايا غير طبيعية داخل قنوات الحليب دون أن تخترق الأنسجة المحيطة أو تنتشر في الجسم.
وتوضح، أن هذا النوع يُعرف طبيًا باسم سرطان القنوات الموضعي (DCIS)، ويُعد من أكثر المراحل المبكرة القابلة للعلاج، ورغم أنه يُصنف كـ "سرطان ما قبل السرطان"، إلا أنه يحتاج إلى متابعة دقيقة لتجنب تحوله إلى ورم غازٍ.
وتشير إلى أن الفرق بين المرحلة صفر والمرحلة الأولى هو أن الأخيرة تعني اختراق الخلايا لأنسجة الثدي، بينما تظل في المرحلة صفر محصورة داخل القنوات، ما يجعل الاكتشاف المبكر عاملا حاسما في الشفاء، ويمثل سرطان القنوات الموضعي نحو 20-25% من حالات سرطان الثدي الجديدة عالمياً، مع تزايد التشخيص بفضل برامج الفحص المبكر.
خيارات العلاج
تختلف خطة العلاج حسب حجم الإصابة وعوامل الخطورة، وتشمل:
-استئصال الورم مع الحفاظ على شكل الثدي.
-العلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا المتبقية.
-العلاج الهرموني للوقاية من عودة المرض.
-استئصال الثدي الكامل في الحالات المتعددة أو غير المناسبة للإشعاع.
وعادة لا يُستخدم العلاج الكيميائي في المرحلة صفر، إذ لم تنتشر الخلايا خارج القنوات، وتؤكد د. جيهان أن الاكتشاف المبكر يرفع معدل الشفاء بشكل كبير، ومعظم المريضات يعشن حياة طبيعية بعد العلاج.
عوامل الخطر
يتساءل كثيرون؛ لماذا تُصاب بعض النساء بسرطان الثدي بينما ينجو غيرهن؟
يوضح الدكتور مأمون نوفل، استشاري أورام الثدي والنسا والأورام الصلبة للكبار بكلية الطب جامعة عين شمس، أن السبب ليس واحداً، بل مزيج من العوامل الجينية والهرمونية ونمط الحياة، التي تتداخل لتحدد مستوى الخطر لدى كل امرأة، لكن هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة تُعرف بـ عوامل الخطر:
-العمر: تزداد الحالات بعد الأربعين بسبب تراكم الطفرات الجينية.
-الإصابة السابقة: من أُصيبت سابقًا بالمرض معرضة لتكراره.
-كثافة الثدي: تجعل اكتشاف الأورام أصعب وتزيد من احتمالية نموها.
-العوامل الجينية: وجود إصابات بين الأم أو الأخت أو الابنة، خاصة مع طفرات BRCA1 وBRCA2 التي تمثل نحو 10% من الحالات.
-الهرمونات: التعرض الطويل لهرموني الأستروجين والبروجسترون، مثل بدء الحيض مبكرًا أو تأخر سن اليأس أو الحمل المتأخر.
-نمط الحياة: السمنة، قلة الحركة، التدخين، والإفراط في الكحوليات ترفع الخطر، بينما التغذية الصحية والرياضة تقلل منه.
-التعرض للإشعاع: خاصة في المراهقة أو الشباب المبكر.
وينصح د. نوفل بإجراء الفحص الجيني عند وجود تاريخ عائلي للمرض، لأنه يكشف الطفرات المسببة ويساعد على وضع خطة متابعة وقائية دقيقة.
مؤشرات خطيرة
يؤكد د. نوفل أن ألم الثدي لا يعني بالضرورة وجود سرطان، لكنه يصبح مقلقًا إذا استمر الألم لأكثر من أسبوعين وأثر على النوم أو النشاط اليومي، تمركز الألم في جزء محدد من الثدي، وجود حمى أو ارتجاف، احمرار أو تورم بالمنطقة، أو وجود كتلة صلبة أو إفرازات من الحلمة تحتوي على دم، كذلك تغير في شكل أو حجم الثدي أو لون الجلد حوله.
ويشدد على ضرورة استشارة الطبيب فوراً عند ظهور هذه العلامات، إذ قد يطلب فحصًا جسديًا، أو أشعة ماموجرام، أو فحوص دم وتصوير مقطعي، وأحيانًا خزعة بالإبرة لتحديد السبب بدقة.
فحص منقذ
يقول د. نوفل إن بعض السيدات يعتقدن أن فحص الماموجرام مؤلم، لكنه في الحقيقة أشعة بسيطة تكشف التغيرات في أنسجة الثدي، ويسبب فقط انزعاجًا خفيفًا.
خصوبة المرأة
لا تقتصر خطورة سرطان الثدي على تهديد حياة المرأة، بل تمتد لتشمل علاقتها الزوجية وفرص الإنجاب وصورتها الذاتية، فالعلاج الطويل وآثاره الجانبية يسببان ضغوطاً نفسية وجسدية.
توضح الدكتورة سهى عبد الباقي، استشارية طب الأورام، أن المرض ينعكس على الجانبين النفسي والاجتماعي، إذ تعاني المريضة من القلق والاكتئاب وتغير شكل الجسد بعد الجراحة، ما يضعف التواصل بين الزوجين، كما قد تواجه عزلة وضغوطاً مادية بسبب التوقف عن العمل، وتضيف أن بعض العلاجات، مثل الكيميائي والهرموني، قد تؤدي إلى توقف المبايض أو قصور دائم فيها، ما يقلل فرص الحمل الطبيعي.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية