تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فى وقت يتسابق فيه العالم نحو الطاقة النظيفة تقف مصر أمام فرصة ذهبية لتعزيز مكانتها الصناعية عالميًا لتوطين صناعة "بطاريات الليثيوم"، والتي يتم إنتاجها باستخدام فوسفات الحديد، وخاصة أن مصر تحتل المركز الثالث عالمياً فى إنتاجه، كما يدخل كمكون رئيسي في صناعة الهواتف الذكية، والسيارات الكهربائية مما يجعلها قادرة على إتمام الكثير من مراحل تصنيع السيارات محلياً.
اكتشاف لبطاريات أكثر قوة
وقد كشف العالم المصري الدكتور ماهر القاضي، الباحث في الكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا، عن إنجاز علمي جديد في مجال الطاقة، تتمثّل في تطوير بطاريات أكثر قوة وأمانًا، وأوضح أن هذا الابتكار يعزز من استدامة الطاقة الكهربائية لأطول وقت ممكن، مما يفتح الباب أمام مصر لتكون جزءًا من التحول التكنولوجي في مجال حفظ الطاقة.
مشيرًا إلى أن صناعة البطاريات كانت تعتمد بشكل كبير على ثلاثة عناصر أساسية هي: المنجنيز، النيكل، والكوبالت، إلا أن التطور التكنولوجي أتاح إدخال مركب فوسفات الحديد في هذه الصناعة، ما يمنح البطارية عمرًا افتراضيًا أطول ويقلل من الاعتماد على الكوبالت مرتفع التكلفة.
كنز مصري
من جانبه يؤكد الدكتور أحمد هاشم، عضو مجلس بحوث الكهرباء والطاقة، أن خارطة طريق لتوطين صناعة بطاريات الليثيوم تم إعدادها منذ نحو عام داخل أكاديمية البحث العلمي، وتهدف إلى الاستفادة من موارد الليثيوم الموجودة في مصر، وهو ما يُعرف بـ “الذهب الأبيض"، والذي يُتوقع أن يكون بديلًا محتملًا للنفط في المستقبل.
ويصنف د. هاشم بطاريات الليثيوم حسب المادة المستخدمة في القطب الموجب (الكاثود) إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- بطاريات FLP: وهي تعتمد على فوسفات الحديد وتُستخدم في السيارات الكهربائية.
- بطاريات LMO: وهو النوع الذي يعتمد على منجنيز الليثيوم ويستخدم في الأجهزة المحمولة والدراجات الكهربائية.
- أما النوع الثالث NMC : يعتمد على أكسيد النيكل والكوبالت، وتتمتع بطاقة أعلى ولكنها أعلى تكلفة.
ويتميز فوسفات الحديد (الذي يدخل الليثيوم في تركيبه الكيميائي) بتكلفته المنخفضة ودرجة أمانه العالية كما أنه يتيح عدد دورات شحن وتفريغ أكبر، حيث تصل إلى أكثر من 10,000 دورة، وهو ما يُعد أطول عمر افتراضي مقارنة بأنواع أخرى.
ثروة لم تستغل
ويشير د. هاشم إلى أن الليثيوم في مصرثروة لم تُستغل بعد، ولذلك فإن خارطة الطريق توضح أن مصر تمتلك رواسب واعدة من الليثيوم ويمكن استخلاصها من المحاليل الملحية القديمة الممتدة من شمال بحيرة قارون إلى واحة سيوة ووادي النطرونن إضافة الى المياه المصاحبة للبترول، ومخلفات محطات تحلية المياه المنتشرة على السواحل.
فوسفات أبو طرطور
ويعد وجود فوسفات الحديد في منطقة أبو طرطور فرصة كبيرة لتعزيز صناعة البطاريات محليًا، والذي سيغنينا عن الاستيراد والاستغناء عن استخدام البطاريات الصينية.
كما تعمل مصر حاليًا على استكشاف الليثيوم بالتعاون مع شركة "إيني" الإيطالية، في مناطق مختلفة من الصحراء الغربية والشرقية، ويرى د. هاشم ان الدراسة تشير الى مكاسب بيئية واقتصادية بتوطين صناعة بطاريات الليثيوم وتحقق لمصر العديد من المزايا البيئية والاقتصادية.
فوائد بيئية واقتصادية
هذه البطاريات ذات تأثير بيئي؛ حيث تساعد على تقليل الانبعاثات الكربونية، وتحسين جودة الهواء، نتيجة استخدامها في السيارات الكهربائية والتطبيقات الصديقة للبيئة.
أما من الناحية الاقتصادية؛ فتوطين صناعة البطاريات يساعد على توفير فرص عمل، وتقليل فاتورة دعم المحروقات، كما تُعزز من قدرة مصر على تصدير هذه البطاريات مستقبلًا، وتساعد على تقليل الواردات وتوفير العملة الصعبة.
ويؤكد د. هاشم على أن هذه الصناعة، فرصة استثمارية واعدة مع التوجه العالمي نحو الاقتصاد الأخضر، ومع سعي مصر للتحول إلى مركز إقليمي لصناعة السيارات الكهربائية، فإن هناك فرصة حقيقية للاستثمار، فمعظم القطاعات التكنولوجية الحديثة من الهواتف الذكية إلى السيارات الكهربائية تعتمد على بطاريات الليثيوم، ما يرفع من معدلات الطلب عليها.
خطة طريق للتوطين
وتقترح الدراسة خارطة الطريق تقترح أن يتم توطين الصناعة من خلال شراكة واضحة بين القطاع العام والخاص، على أن يصل المكون المحلي في التصنيع إلى ما بين 50-60 %، بما يتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030 التي تسعى إلى تعميق التصنيع المحلي وزيادة تنافسية المنتجات الوطنية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية