تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
كتبت لينا الخطيب، وهي مديرة معهد الشرق الأوسط بجامعة لندن وزميلة مساعدة في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس، مقالاً نشرته مجلة فورين بوليسي بعنوان "مستقبل حماس يمر عبر طهران"، استهلته قائلة إنه نظراً لعلاقات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" بإيران ودعم طهران لها، يظل مستقبلها مرتبطاً على المدى البعيد بالقضية الأوسع المتمثلة في دور طهران في الشرق الأوسط. وستلقي الصلة المستقبلية بين إيران وما تبقى من حماس بظلالها على أي سيناريوهات قصيرة أو متوسطة الأجل في الحرب الجارية بين حماس وإسرائيل؛ وإذا كانت الولايات المتحدة جادة في القضاء على التهديد الذي تمثله حماس لإسرائيل والسلطة الفلسطينية واستقرار الشرق الأوسط، فيتعين عليها الاعتراف بمركزية أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة والتعامل معها بجدية. وتشير الكاتبة إلى أن إسرائيل لا تقدم حتى الآن سيناريو متماسكاً فيما يتعلق بحكم غزة بعد الحرب، إلى جانب توضيح الجهة التي لا تريدها أن تحكم غزة: القيادة العسكرية لحركة حماس. وتصف إسرائيل هجومها على غزة بأنه ضروري لتحقيق هدف القضاء على هذه القيادة، وهو ما يعني على الأرجح وبعبارات أكثر واقعية ملاحقة وقتل شخصيات مثل يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة؛ ومحمد السنوار، قائد عملياتها العسكرية؛ ومحمد ضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس؛ وصالح العاروري، أحد مؤسسي الكتائب.
ولكن كما كان الحال مع الجماعات المسلحة الأخرى المرتبطة بإيران، لا يسفر قطع رأس جماعة من خلال القضاء على قادتها العسكريين عن حل هذه الجماعة. فطالما أن إيران تعتبر هذه الجماعات المسلحة ضرورية لنفوذها الإقليمي، فسوف تواصل دعمها والسماح لها بتجديد نفسها بعد الانتكاسات العسكرية ومقتل القادة. ورغم أن حماس ليست أهم أصول إيران الإقليمية، فلن تتخلى طهران عن بطاقة فلسطين بسهولة؛ بالنظر إلى استغلالها القضية الفلسطينية كذريعة لدعم الجماعات المسلحة حول الشرق الأوسط من خلال تقديمها كجزء من "محور المقاومة" المناهض للإمبريالية الأمريكية والصهيونية. وتوضح الكاتبة أن إيران ليست الدولة الوحيدة التي استفادت من حماس؛ فقد دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حكم حماس في غزة لتعزيز مكانته السياسية داخل إسرائيل؛ ورغم عداء مصر تجاه جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد حماس فرعاً منها، ترى القاهرة أن حماس قوة أمنية مفيدة تمكنت من منع الديناميكيات العسكرية في غزة من الامتداد عبر الحدود وخلق حالة من انعدام الاستقرار داخل مصر.
ولن تقبل القاهرة بسهولة بديلاً لحماس ما لم يأتِ بضمانات أمنية ذات مصداقية. وإذا نجحت إسرائيل في القضاء على قادة حماس العسكريين على المدى القريب، لن يكون سيناريو قبول العرب الإسرائيليين بدور ثانوي لنسخة معدلة من حماس على المدى المتوسط مستبعداً. إذ سيتماشى ذلك مع البيان الصادر في أعقاب القمة المشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض في وقت سابق من هذا الشهر، والذي شدد على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية فقط كممثل شرعي للفلسطينيين -ولكنه نص أيضاً على أن جميع الفصائل الفلسطينية الأخرى يجب أن تعمل "في ظل شراكة وطنية تقودها منظمة التحرير الفلسطينية".
ولا يدعو الاقتراح إلى تقاسم السلطة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس، بل الفكرة تكمن في موافقة حماس –أو على الأقل أعضاؤها البراغماتيون–على العمل كقوة سياسية فرعية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية. ومن الناحية النظرية، يمكن لهذا النوع من الترتيبات أن يخفف من إساءة استخدام السلطة والشلل السياسي الذي خلقته مساومات النخبة بشكل متكرر في أماكن مثل لبنان أو العراق أو ليبيا. ولا يتضح ما إذا كانت حماس ستوافق على هذه الخطة، حيث كان أحد أهداف هجومها في يوم 7 أكتوبر على إسرائيل هو تسليط الضوء على ضعف منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والتأكيد على أن حماس هي الصوت الحقيقي الوحيد للشعب الفلسطيني؛ ولن ترغب حماس في أن يُنظر إليها على أنها قدمت تنازلاً سياسياً ضخماً.
ولكن من المرجح أن تقبل بعض شخصيات القيادة السياسية لحماس الموجودة في الخارج -وخاصة الزعيم السياسي للجماعة المقيم في قطر، إسماعيل هنية- أن تصبح جزءاً من الشراكة الوطنية المقترحة. إذ تشير المحادثات التي تجري خلف الستار بين مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة منذ بدء الحرب إلى احتمال أداء هنية دور ممثل حماس في ائتلاف سياسي فلسطيني جديد من شأنه أن يوسع حكم السلطة الفلسطينية من الضفة الغربية إلى غزة. وسيوفر هذا الترتيب للدول العربية وإسرائيل الوقت الكافي للانخراط في عملية سلام جديدة بموجب شروط مبادرة السلام العربية لعام 2002؛ كما سيحافظ على علاقات مصر الأمنية مع غزة، وعلى العلاقات السياسية بين قطر والعناصر البراغماتية في حماس؛ وسيسمح للسعودية باستئناف محادثات التطبيع مع إسرائيل. ولكن يمكن أن يثير إقصاء حماس السياسي غضب بعض المؤيدين المتشددين ويدفعهم نحو تمرد مدعوم بشكل مستمر من إيران -وهو سيناريو تدركه الدول العربية وترغب في تجنبه. ومن ناحية أخرى، بالنسبة لطهران، لن يكون الحد الأدنى من تمثيل حماس في الائتلاف الفلسطيني المستقبلي كافياً.
وحتى إن وافقت شخصية مثل هنية على التسوية وتقوضت حماس عسكرياً بشكل كبير، سيظل التحالف المقترح بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية يشكل سيناريو متوسط المدى. وعلى المدى البعيد، من غير المرجح إلى حد كبير أن تحصر جماعة مدعومة من إيران مثل حماس طموحها في الاضطلاع بدور ثانوي في السلطة. وقد تستخدم إيران المظالم المحلية كسلاح لإحياء نسخة من حماس على المدى البعيد؛ ومثل حماس ما قبل الحرب، ستواصل النسخة الجديدة المدعومة من إيران أعمالها التخريبية. وبينما تنخرط دول مثل السعودية والإمارات في أشكال مختلفة من التهدئة مع إيران، لا تغفل أي منهما التهديد الذي تشكله إيران على مصالحهما في المنطقة. ولكن جهودهما لخفض التصعيد مدفوعة، إلى حد كبير، بالتراجع الأمريكي بشأن قضية دور إيران في الشرق الأوسط، الأمر الذي ترك تلك الدول العربية بمفردها بإيجاد طرق لتخفيف التوتر مع إيران في غياب بدائل. وتختتم الكاتبة المقال بالإشارة إلى أنه يجب على واشنطن الاستفادة من بيان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لكسب الوقت لصياغة إستراتيجية شاملة تجاه إيران تضع تخصيب إيران النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية وتدخلاتها الإقليمية وجماعاتها الوكيلة في نفس ملف الأولويات -وربط هذا الملف بعملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية- بالتعاون مع حلفائها العرب. ومن خلال معالجة الدور الإيراني بهذه الطريقة الشاملة، يمكن أن يكون هناك المزيد من الوضوح حول ما سيحدث لحماس بعد الحرب.
ولكن كما كان الحال مع الجماعات المسلحة الأخرى المرتبطة بإيران، لا يسفر قطع رأس جماعة من خلال القضاء على قادتها العسكريين عن حل هذه الجماعة. فطالما أن إيران تعتبر هذه الجماعات المسلحة ضرورية لنفوذها الإقليمي، فسوف تواصل دعمها والسماح لها بتجديد نفسها بعد الانتكاسات العسكرية ومقتل القادة. ورغم أن حماس ليست أهم أصول إيران الإقليمية، فلن تتخلى طهران عن بطاقة فلسطين بسهولة؛ بالنظر إلى استغلالها القضية الفلسطينية كذريعة لدعم الجماعات المسلحة حول الشرق الأوسط من خلال تقديمها كجزء من "محور المقاومة" المناهض للإمبريالية الأمريكية والصهيونية. وتوضح الكاتبة أن إيران ليست الدولة الوحيدة التي استفادت من حماس؛ فقد دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حكم حماس في غزة لتعزيز مكانته السياسية داخل إسرائيل؛ ورغم عداء مصر تجاه جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد حماس فرعاً منها، ترى القاهرة أن حماس قوة أمنية مفيدة تمكنت من منع الديناميكيات العسكرية في غزة من الامتداد عبر الحدود وخلق حالة من انعدام الاستقرار داخل مصر.
ولن تقبل القاهرة بسهولة بديلاً لحماس ما لم يأتِ بضمانات أمنية ذات مصداقية. وإذا نجحت إسرائيل في القضاء على قادة حماس العسكريين على المدى القريب، لن يكون سيناريو قبول العرب الإسرائيليين بدور ثانوي لنسخة معدلة من حماس على المدى المتوسط مستبعداً. إذ سيتماشى ذلك مع البيان الصادر في أعقاب القمة المشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض في وقت سابق من هذا الشهر، والذي شدد على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية فقط كممثل شرعي للفلسطينيين -ولكنه نص أيضاً على أن جميع الفصائل الفلسطينية الأخرى يجب أن تعمل "في ظل شراكة وطنية تقودها منظمة التحرير الفلسطينية".
ولا يدعو الاقتراح إلى تقاسم السلطة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس، بل الفكرة تكمن في موافقة حماس –أو على الأقل أعضاؤها البراغماتيون–على العمل كقوة سياسية فرعية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية. ومن الناحية النظرية، يمكن لهذا النوع من الترتيبات أن يخفف من إساءة استخدام السلطة والشلل السياسي الذي خلقته مساومات النخبة بشكل متكرر في أماكن مثل لبنان أو العراق أو ليبيا. ولا يتضح ما إذا كانت حماس ستوافق على هذه الخطة، حيث كان أحد أهداف هجومها في يوم 7 أكتوبر على إسرائيل هو تسليط الضوء على ضعف منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والتأكيد على أن حماس هي الصوت الحقيقي الوحيد للشعب الفلسطيني؛ ولن ترغب حماس في أن يُنظر إليها على أنها قدمت تنازلاً سياسياً ضخماً.
ولكن من المرجح أن تقبل بعض شخصيات القيادة السياسية لحماس الموجودة في الخارج -وخاصة الزعيم السياسي للجماعة المقيم في قطر، إسماعيل هنية- أن تصبح جزءاً من الشراكة الوطنية المقترحة. إذ تشير المحادثات التي تجري خلف الستار بين مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة منذ بدء الحرب إلى احتمال أداء هنية دور ممثل حماس في ائتلاف سياسي فلسطيني جديد من شأنه أن يوسع حكم السلطة الفلسطينية من الضفة الغربية إلى غزة. وسيوفر هذا الترتيب للدول العربية وإسرائيل الوقت الكافي للانخراط في عملية سلام جديدة بموجب شروط مبادرة السلام العربية لعام 2002؛ كما سيحافظ على علاقات مصر الأمنية مع غزة، وعلى العلاقات السياسية بين قطر والعناصر البراغماتية في حماس؛ وسيسمح للسعودية باستئناف محادثات التطبيع مع إسرائيل. ولكن يمكن أن يثير إقصاء حماس السياسي غضب بعض المؤيدين المتشددين ويدفعهم نحو تمرد مدعوم بشكل مستمر من إيران -وهو سيناريو تدركه الدول العربية وترغب في تجنبه. ومن ناحية أخرى، بالنسبة لطهران، لن يكون الحد الأدنى من تمثيل حماس في الائتلاف الفلسطيني المستقبلي كافياً.
وحتى إن وافقت شخصية مثل هنية على التسوية وتقوضت حماس عسكرياً بشكل كبير، سيظل التحالف المقترح بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية يشكل سيناريو متوسط المدى. وعلى المدى البعيد، من غير المرجح إلى حد كبير أن تحصر جماعة مدعومة من إيران مثل حماس طموحها في الاضطلاع بدور ثانوي في السلطة. وقد تستخدم إيران المظالم المحلية كسلاح لإحياء نسخة من حماس على المدى البعيد؛ ومثل حماس ما قبل الحرب، ستواصل النسخة الجديدة المدعومة من إيران أعمالها التخريبية. وبينما تنخرط دول مثل السعودية والإمارات في أشكال مختلفة من التهدئة مع إيران، لا تغفل أي منهما التهديد الذي تشكله إيران على مصالحهما في المنطقة. ولكن جهودهما لخفض التصعيد مدفوعة، إلى حد كبير، بالتراجع الأمريكي بشأن قضية دور إيران في الشرق الأوسط، الأمر الذي ترك تلك الدول العربية بمفردها بإيجاد طرق لتخفيف التوتر مع إيران في غياب بدائل. وتختتم الكاتبة المقال بالإشارة إلى أنه يجب على واشنطن الاستفادة من بيان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لكسب الوقت لصياغة إستراتيجية شاملة تجاه إيران تضع تخصيب إيران النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية وتدخلاتها الإقليمية وجماعاتها الوكيلة في نفس ملف الأولويات -وربط هذا الملف بعملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية- بالتعاون مع حلفائها العرب. ومن خلال معالجة الدور الإيراني بهذه الطريقة الشاملة، يمكن أن يكون هناك المزيد من الوضوح حول ما سيحدث لحماس بعد الحرب.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية