تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : غرائب التقاليد.. عادات الزواج في مصر تتحدى غلاء المعيشة
source icon

سبوت

.

غرائب التقاليد.. عادات الزواج في مصر تتحدى غلاء المعيشة

كتب:هبة عبد السلام

وقفت لبعض دقائق أمد يدي بكيس الخضر التي انتقيتها لفاطمة حتى تزنها، بينما كانت مشغولة بـ"عد" جنيهات تناثرت في حجرها وهي تتمتم بكلمات لم تكن مفهومة بالنسبة لي.. قبل أن يرتفع صوتها قليلا وهي تقول: "هانت فاضل القليل .. توكلنا عليك يا رب".

هنا لم أستطع كتم فضولي وسألتها: "ما الذي يحيرك في حسبتك ؟؟"، فأجابت بتلقائية، إنها تريد حساب نقودها لتتمكن من شراء "سبوع"- مرور 7 أيام - ابنتها العروس.

هنا سألتها باستنكار، هل مازال هناك من يسير على تلك العادات والتقاليد القديمة، في ظل تطور الحياة وغلاء المعيشة؟!، فأجابتني بدهشة متسائلة، عن كيفية أن تترك ابنتها فريسة لسخرية حماتها وأهل زوجها، لعدم استطاعة والدتها إحضار "السبوع" لها؟! .

واستطردت قائلة: "أنا لو هشحت باقي اليوم مش هكسر بخاطر بنتي أبدا قدام جوزها وأهله !!".

تعجبت من إجابات فاطمة، وأنا أعرفها منذ سنوات ليست بالقليلة، وأعرف أنها أرملة منذ نحو 10 أعوام، وأعرف أنها تعمل ساعات النهار الطويلة، منذ شروق الشمس وحتى غروبها، لتتكسب بضع جنيهات قليلة، وأنها عانت كثيرا لتتمكن من إتمام زواج ابنتها بتكاليفه وأعبائه، وظللت أفكر في هذا الموقف وسألت نفسي: "هل يمكن أن نتحمل أعباء فوق طاقتنا وإمكانياتنا لمجرد العادات والتقاليد؟؟.

"نيش" تسبب في تأجيل الزفاف 6 شهور

تساؤلاتي، التي أثارتها فاطمة، ذكرتني بأكثر من واقعة في هذا الإطار، مثل شيماء الطبيبة ذات الـ27 عاما، ابنة جارتي، والتي أصرت والدة زوجها (حماتها) على وجود  دولاب زجاجي ضخم بمحتوياته باهظة الثمن ضمن مكونات غرفة السفرة "نيش"،  لتتباهى به أمام ضيوفها، والمشكلة كانت أن أم زوجها هي عمتها، ومن ثم لم تتمكن شيماء وأسرتها من رفض طلب الحماة، وتسبب الأمر في تأجيل موعد الزفاف ستة أشهر لتتمكن أسرة العروس من تدبير ثمن "النيش" ومكوناته والتي تعادل في ثمنها، سعر غرفة أو غرفتين في شقة الزوجية.

أجهزة كهربائية لشقة الزوجية ومثلها للحماة

أما ماروته لي قطيفة عبد الرحمن 33 عاما، عاملة النظافة، عن نفس الأمر، وتكاليف الإصرار على الالتزام بالعادات والتقاليد، فكان أكثر غرابة، إذ قالت :"لدينا عادات غريبة في قريتنا بمحافظة الفيوم.. فنحن من الفلاحين الذين يصعب أن يتركوا عاداتهم بسهولة.. كما أن لنا عادات في الزواج غريبة بعض الشيء فمثلا الأجهزة الكهربائية كلها على العروسة".

واستطردت :"ليس ذلك فقط فعليها أن تحضر جهاز أو اثنين اضافيين لحماتها ولو كانت العروسة من عائلة ميسورة الحال فإنها تحضر من كل جهازها "المثل" لأم زوجها .. وهذا أحد شروط الزواج وإن كان قل بسبب الغلاء ولكنه لم ينته تماما" .

99  فطيرة في الصباحية

وروت لي مروة 41 عاما المدرسة، والتي تعود أصولها لإحدى قرى الأقصر، أن من عاداتهم هناك، أن أم العروس في يوم  "صباحية" ابنتها، عليها أن تحضر لأهل زوجها 99 فطيرة "مشلتته" وزن الواحدة لا يقل عن كيلو جرام واحد، كما أن عليها أن تحضر كل "المواسم" - بعض المناسبات كيوم سبوع زواجها والأعياد والمولد النبوي و رمضان - لابنتها وأهل زوجها،  لمدة عام كامل، وإلا لن تسلم من معايرات أهل زوجها لها وأنها أقل من "سلايفها".

واختتمت قائلة: "ورغم أن عدد المواسم  قل عن ما سبق إلا أن هذه العادة لم تحتفِ تماما من بلادنا

فاتها قطار الزواج بسبب 150 جرام ذهب

وكانت حكاية أمل الأربعينية، من قرية بالفيوم،  ليست غريبة فقط، وإنما أيضا مأساوية،  فبسبب إحدى العادات التعسفية لدى عائلتها،  وهو اشتراط والدها على العريس المتقدم تقديم 150 جراما من الذهب،  وهو أمر بات تعجيزيا في عصرنا بسبب ارتفاع أسعار المعدن الأصفر وارتفاع تكاليف المعيشة " فاتها قطار الزواج".

وحتى بعد وفاة والدها ظل إخوتها الرجال،  مصرون على نفس المبدأ،  ورفضوا عشرات المتقدمين لها، حتى صمت الباب تماما، ولم  لم يعد أحدا يطرقه .



 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية