تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : عودة الدراسة… طرق النجاة من الصمت الأسري
source icon

سبوت

.

عودة الدراسة… طرق النجاة من الصمت الأسري

كتب: رشا سعيد

باتت الكثير من الأسر تعيش حالة من الصمت الأسري التي زادت بفعل الرقمنة، فتحولت إلى "أسر إلكترونية"، وأصبح البيت مجرد استراحة أو فندق للنوم، استعدادًا لمواصلة الصمت في اليوم التالي. ومع عودة الدراسة، يرى الخبراء أن هذه المناسبة تمثل فرصة لإذابة هذا الصمت وإعادة لغة الحوار والتواصل الإنساني داخل الأسرة، بما ينعكس على عام دراسي ناجح، وطلاب أسوياء، وحياة أسرية متوازنة.

المتابعة الدراسية
تؤكد الدكتورة زينب أحمد نجيب – استشاري العلاقات الأسرية، أن موسم الدراسة يسهم في زيادة التفاعل بين الآباء والأبناء، إذ يدفع الوالدين لمتابعة أولادهم دراسيًا، ما يقلل من مساحة الصمت الأسري، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن توظيفها بشكل إيجابي، فالأم تستطيع متابعة أولادها حتى أثناء العمل، والأب يمكنه الاطمئنان عليهم برسالة عبر "واتساب"، أو متابعة تحصيلهم الدراسي وأنشطتهم المدرسية والرياضية.

وترى أن الحوار بين الوالدين والأبناء يجب أن يكون حاضرًا بشكل يومي، ليتجاوز مجرد متابعة التحصيل إلى مراقبة العلاقات داخل المدرسة، ومع الأصدقاء، بل والتعرف على أسر هؤلاء الأصدقاء.

الالتفاف الأسري
تشير د. زينب إلى أن اهتمام الوالدين بالأبناء خلال فترة الدراسة يمنحهم شعورًا بالأمان والطمأنينة، ما ينعكس إيجابًا على أدائهم وتفوقهم، وتحذر من أن بعض الأمهات لم يعدن يعرفن اهتمامات وميول أولادهن، على عكس الأجيال السابقة، داعية إلى استعادة روح الالتفاف الأسري التي كانت سائدة في الماضي.

الأسرة نسيج واحد
ترى استشاري العلاقات الأسرية أن الأسرة تمثل نسيجًا متكاملاً، وأن مجرد حديث الأب والأم مع الأبناء لبضع دقائق يوميًا يمنحهم الثقة بالنفس والشجاعة وتحمل المسؤولية، ويقيهم من أصدقاء السوء، وقدمت "روشتة أسرية" لتحقيق حياة أكثر توازنًا:
- أن يكون الوالدان أصدقاء لأولادهم ويستمعوا لمشاكلهم.
- تعليم الأبناء عرض مشكلاتهم دون خوف.
- جعل الدراسة بداية علاقة أسرية قائمة على الحوار.
- الاهتمام بجوانب حياة الطفل كافة (دراسة – صحة – غذاء).
- متابعة المذاكرة مع الأبناء مع تقديم الدعم النفسي والاحتواء.
- غرس قناعة أن الأسرة هي السند والداعم الأول لهم.

الخرس الأسري
يصف الدكتور وليد هندي – استشاري الطب النفسي، الصمت الأسري بأنه "سرطان مجتمعي" مثل الخرس الزوجي، يهدد الأسر المصرية ويخلق جيلًا منعزلًا بلا هدف ولا انتماء. ويرى أن موسم الدراسة يمثل فرصة ذهبية لعودة اهتمام الوالدين بأبنائهم ومتابعتهم.

يضيف د. هندي أن الصمت الأسري ليس ظاهرة جديدة، لكنه تغير بتغير العصور، ففي الماضي كانت الأم منشغلة بالصديقات والأعمال اليدوية، والأب بالمقهى أو قراءة الصحف، أما الآن فقد حولت وسائل التواصل الاجتماعي البيت إلى فندق للنوم، وكل فرد يعيش في عالمه الخاص.

ولذلك يدعو إلى استغلال الدراسة كوسيلة لإعادة التواصل، من خلال مشاركة الوالدين في متابعة أبنائهم وتوزيع المهام الأسرية بينهما، مثل توصيل الأبناء للمدرسة أو متابعة المدرسين، مما يعزز شعور الطالب بالأمان ويحفزه على التفوق.

فرصة للترابط
من جانبها، ترى الدكتورة هبة هاشم – أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، أن الإجازة الصيفية كانت فرصة مثالية لتعزيز التواصل الأسري من خلال الزيارات العائلية والخروج مع الأبناء، لكن غياب الحوار أدى لانتشار الفتور والحدة في التعامل.

وتشير إلى أن العودة إلى الدراسة قد تزيد من الروتين اليومي (الاستيقاظ المبكر، المدرسة، الدروس، النوم)، ما يعمّق الصمت الأسري ويؤثر سلبًا على مستوى التحصيل الدراسي.

وتناشد الآباء بمصادقة أبنائهم عبر البحث عن اهتمامات مشتركة وتنميتها، وإيجاد مساحة للنقاش، وتجنب العدوانية أثناء المذاكرة، بما يخلق بيئة أسرية صحية وصالحة للتعلم.

فرصة لإحياء الحوار
أما الدكتور أيمن الدهشان – خبير التنمية البشرية، فيرى أن الصمت الأسري من أبرز تحديات العصر، وأن العودة إلى المدارس تمثل فرصة ذهبية لإحياء لغة الحوار، حيث تفرض الممارسات اليومية (الاستيقاظ، الوجبات، متابعة الدروس، الأنشطة) فرصًا طبيعية للتفاعل، ويحدد د. أيمن أربعة أنماط للحوار الأسري الذي تعززه العودة للدراسة:

الحوار الأكاديمي: متابعة الدروس والأنشطة التعليمية.
الحوار التنظيمي: ترتيب الوقت وتنظيم استخدام الأجهزة الإلكترونية.
الحوار الاجتماعي: مناقشة علاقات الأبناء مع الزملاء والمعلمين.
الحوار القيمي: غرس قيم الانضباط والاحترام والمسؤولية.

ويؤكد أن عودة الدراسة كسرٌ للروتين السلبي، وتعزيز للمسئولية المشتركة بين الآباء والأبناء، وزيادة فرص الحوار غير المباشر، مما يخفف التوترات الأسرية، ويعيد للأسرة لغتها الإنسانية الدافئة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية